آبيه أحمد د.أحمد دبيان
آبيه أحمد د.أحمد دبيان
نشأنا في أواخر ذلك العهد الذهبي الذي كانت الأسر المصرية المتوسطة تحاول ان تغرس معاني الاحترام بين أبنائها .
فمن غرس كلمة ( حضرتك) في مخاطبة الكبير أو الغريب الي كلمة ( آبيه ) لمخاطبة الأخ الأكبر.
لفرط الإحترام مزاياه وان كانت عواقب التعامل به مع من ليس أهلا له وخيمة في بعض الأحايين .
آبي أحمد رئيس وزراء الحبشة إثيوبيا التي أتابع تصريحات الكثير من المتحدثين الرسميين وغير الرسميين فضلا عن تصريحات ومواقف ومراوغات كبير وزرائها فلا أجد الا جليطة و احتقارا تاما للعرب ولمصر والمصريين .
اثيوبيا تري نفسها في محطات تاريخية ارقي واعظم من مصر والمصريين وتري مصر سارقة دور كانت هي المنوطة به .
الأدهي انها تري نفسها رأس الكنيسة الارثودوكسية الميافيزية والتي تري ان اللاهوت والناسوت متحدان لا يمكن فصلهما او تحويرهما .
انفصلت الكنيسة الأثيوبية الارثودوكسية المشرقية عن الكنيسة القبطية الأرثودوكسيةوعام ١٩٥٩ حين منح البابا كيرلس السادس رأسها لقب البطريرك.
أثيوبيا تري نفسها في منافسة مع العرب وما حدث من ابرهة وجيشه لجذب الناس الي قليسه في اليمن الا محطة من محطات تنافس الدور والسيادة والمكانة.
الأخطر وجودها كمحطة محتملة للمواجهات الاستعمارية الممتدة المسماه بالحروب الصليبية المتخذة من الصليب ادعاءا وشعارا.
مشاريع تعطيش مصر بدأت بمخاطبات البابا الكسندر السادس لفاسكو دي جاما لتحويل مجري النيل الأزرق الي البحر الأحمر لتعطيش مصر والذي لقي ترحيبا من ملك الحبشة وفشل لاستحالة امكانات تتفيذه وقتها.
المشاريع والصراع لم ينته حتي ولو اعلن رأس الدولة المصرية عن ان اكتوبر آخر الحروب في مقولته الاستسلامية التاريخية الممتدة بظلالها الكئيبة علس سياسات مصر منذ نوفمبر ١٩٧٣.
يأتي اليوم آبي أحمد اليوم بخلفيته المخابراتية ليحقق ما قد حلم به يوما فاسكو دي جاما والبابا الكسندر السادس .
الرجل كان عقيدا رسميا بوحدة المخابرات والإتصالات العسكرية في الجيش الاثيوبي وقد ولد لأب مسلم وام مسيحية ليعتنق هو المسيحية علي المذهب البروتستانتي والطائفة الخمسينية .
و الخمسينية هي حركة دينية بروتستانتية ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وتتميز هذه الحركة بالإيمان بأن جميع المسيحيين بحاجة لأن يعيشوا اختبارا فريدا لكي يكونوا مسيحيين فعلا، ويسمى هذا الاختبار بمعمودية الروح القدس.
وهذا الاختبار يجب أن يكون مطابقا لما عاشه رسل المسيح الاثنا عشر، بحسب ما ورد في الكتاب المقدس عندما حل عليهم الروح القدس في اليوم الخمسين لصعود المسيح للسماء (يوم العنصرة).
وكان حلول الروح عليهم جلياً من خلال عدة علامات، أبرزها: التكلم بألسنة مختلفة، التنبؤ، وشفاء المرضى.
في القرن التاسع عشر انشقت الحركة الخمسينية عن حركة القداسة، ولكنها حافظت على بعض مبادئ الحركة التي خرجت منها وفي مقدمتها التشديد على حرفية الكتاب المقدس، والتأكيد على الصرامة الأخلاقية.
يربط تأسيسها بالقس تشارلز إف بارهام (1873-1929)، ووليام جي سيمور (1870-1922). اليوم هناك طوائف خمسينية كثيرة في الولايات المتحدة وفي بقية أنحاء العالم، خصوصا في دول الكاريبي وأمريكا الجنوبية وأفريقيا. والمسيحيون الخمسينيون ليسوا مجبرين على التخلي عن كنائسهم الأصلية التي ينتمون إليها في حال انتمائهم للحركة الخمسينية وان كانوا لا يعترفون بمسيحية الآخرين الا بمعمودية الروح القدس والتكلم بالألسنة .
كارثة البروتستانتية الكبري انها تحاول تحقيق تأويلات نبؤات
الخراب التوراتية وتضع نصب أعينها ان اسرائيل بركة الشعوب فلا مانع لديها وهي المخترقة تلموديا من تحقيق الخراب والتعجيل بهرمجدون تعطيشية او نووية للتعجيل بالمقدم الثاني للمسيح ليحكم الأرض ويحكم الأغيار حتي ولو كان مجيئة علي جثث الملايين من الضحايا وحتي لو ناقض هذا ان الله احب العالم فأرسل ابنه الوحيد لخلاصه.
التعليقات مغلقة.