آخر فصول الرواية.. ربيع دهام
تهانينا.
لقد فزتِ في سباقِ الخروج من الذاكرة،
وكنتِ أوَّل الواصلين إلى خطِّ النهاية.
تهانينا.
فاحملي كأس الفراقِ وتدلّلي،
واخرجي تحت أقواس النصرِ من الحكاية.
أتذكرين؟
أتذكرين كم كانت جميلة انطلاقتنا؟
وشيِّقة وواعدة،
وكم كانت مثيرة تلك البداية؟
يوم كانت نبضات قلبي تهتفُ باسمك
وتعقدُ آمالَها عليكِ الخلايا؟
تهانينا.
فقد فزتِ بسرعةِ الخذلانِ، لا الغزلانِ،
ومزاجيَّتك اللعينة قد سدّت المنافذ بيننا،
حتى أنفاقَ الوصالِ،
حتى ثقوب الزوايا.
تهانينا ولا…
لا تقولي “أحببتك مِن قلبي”
فتاريخ الحبِّ يا سيّدتي، كتاريخ الأمم،
تكتبه الأفعالُ لا النوايا.
تهانينا.
وإنّي أحببتكِ بنشوةٍ.
تهانينا.
وإنّي أحببتك بلهفةٍ.
تهانينا.
وإنّي أحببتك بصدقٍ. وبأملٍ،
وبفرحٍ،
وإنّي أحببتك بطفولةٍ
لا تخفي عوراتها أمام المرايا.
لكنّي متعبٌ يا سيدتي،
وزئبق قلبِك تركني
مكسور الجناح والخاطر،
لم يعد لكِ في مهجتي
إلا رصاصات خيبةٍ
خلّفتْ في أعماق صدري الشظايا
فوضِّبي،
وضِّبي متاع حبِّك وارحلي،
ودعيني،
دعيني أختم بالشمع الأحمر،
آخر فصول الرواية.
التعليقات مغلقة.