موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

آسفة على الإزعاج … هانى موسى

298

“آسفة على الإزعاج “…

هانى موسى

فى جو قارس البرودة لا يقوى عليه أعتى الرجال وتنكمش له الأبدان و تسمع له ضجيج الأسنان تصحبها الآهات وأياداً مرتعشات و رغم ذلك كثيراً ما راودنى النوم فى كل مكانٍ يتحسس جسدى فيه الدفء بعد كل هذا الوهن من مشقة المرور طوال الليل على الحالات التى تتوافد الى المشفى خاصةً قسم الطوارئ سواء من حوادث أو غيرها لكننى عند أى تكاسل أجد ما يهزنى بقوة من داخلى فيظل يدغدغ فى رأسى حتى يستسلم له جسدى بأمر مُطاع ؛ استشعرت كثيراً أن هذا ما جعل الكثيرين ينفرون من مجالستى ورفقتى لكننى دوماً ما أقول لنفسى : لا يهم إرضاء كل الناس غاية لا يمكن إدراكها.
ظلت أقدامى تدب فيسمع المرضى وقع خطاى فتهتز الأركان هنا وهناك ما بين هذا القسم وذاك ؛
لم يتبقى لى سوى قسم الكلى الصناعى آذان الفجر يصدح أخذاً بالألباب ..المرضى والتمريض تكبدوا مشقة المجئ فى هذا الجو المؤلم وحدث ما لم يُحمد عقباه ..تفاجئت بعطل فى وحدة المياه !! يا إلهى ماذا أفعل لحل تلك المشكلة ؟!
ما يؤلمنى الآن ليس جسدى الذى يرتعش ولا أطرافى التى فقدتها وكأنها ليست منىّ، بل أن أرى مريض طاعن فى السن أكلت الفاقة والحاجة معظم ملامحه يأتيك بالكدّ من منزله الساعة الخامسة صباحاً فى جو ملئ بالضباب مستأجراً توكتوك أو سيارة خاصة ويأتى قاطعاً الأميال من قلب الريف أو أقصى ضواحى المدينة لينال أمله فيما تبقى له من الحياة كل ثلاثة أيام دواليك ، لقد رضى بقدره المكتوب بلوحه المحفوظ منذ الأزل بأن يظل أسير مرضه وضعفه ولكن ما يندى له الجبين أن يتحمل هذا المريض فوق مرضه ومعاناته معاناة أخر !!
..آه وألف آه إن الجلسة تستغرق الأربع ساعات معاناة الفلترة للدم ووخز الإبر بالجسد السقيم تنتظره معاناة أخرى وهى الجلوس فى الاستراحة بهذا الجو القارص ينتظر إصلاح عطل المياه حتى يترأف بحالهم مسئول الصيانة ..بادرت بالاتصال بالمسئول الأول عن الصيانة و مع أول رنة لهاتفه أغلقه !!
تباً لجحود البشر لابد من معاتبته بشدة وتعنيفه لا والله لابد من كتابة شكوى فيه ..ألا يعرف هذا الجاحد حجم ما يعانيه المرضى والتمريض معاً كى يأتوا فى هذا الوقت ؟! إنما جاءوا مبكرا كى يسمح الوقت بالغسيل لأكبر عدد من المرضى حتى الساعة الثامنة مساءاً فالمرضى كُثر والماكينات والإمكانيات أقل
..فكرت بسرعة بالاتصال على زميله لعله يسعفنا وياللأسف لقد كان زميله أكثر خِسة ومكر فقد جعل هاتفه منذ المساء فى وضع المغلق تحسباً لأن يترك مرقده الدافئ .
ماذا أفعل؟ لابد من الاتصال بمدير القسم يا ويح أمى ليس لديه شبكة فى تلك المنطقة التى يقطنها لكننى حاولت ولم يحالفنى الحظ .. المرضى كادوا يقطعون من جسدى إرباً إرباً بكلامهم المسموم لى تارة ولزملائى من التمريض تارة أخرى .. لابد من الإتصال بمدير المشفى لعل لديه الحل ..رن الهاتف المحمول.. مين ..آسفة على الإزعاج يا دكتور ..بصوت حاد ..مين خلصى أنتِ مين وعايزة أيه ؟ أنا مشرفة التمريض النوباتجية هذه الليلة ..أيوه يا… بدأت أختصر له المشكلة فى دقيقة فاختصر هو الرد…. طيب طيب ..هاكلملك الدكتور النائب يحل لك المشكلة ..انتظرت بجوار المرضى اضمد جراح قلوبهم ولحظات يأسهم من الحياة وحظهم السيئ وحينما أعجز عن ذلك اتجه الى زميلاتى من الممرضات فيصيبنى نوبات من الإحباط أكثر وأكثر وكل واحدة منهن ترسل فى وجهى زفيراً من الآهات..فهذه وهذه تركن أطفالهن الرضع وتلك وتلك أتين رغم مرضهن وأخرى تركت زوجها المريض وقدمن للعمل مبكراً وأخرى تندب حظها لمَ لمْ تسافر للكويت مع زميلتها التى تتقاضى راتب شهرى يعادل مرتب عام بالكامل هنا !!
تثاقلت فوق رأسى هموم الجميع وأنا أضع واحد تلو الآخر فوق رأسى منذ أول الليل أنظر فى ساعتى تارة وإلى هاتفى تارة اخرى عل الحل قادم من خلاله الآن حتى داهمتنا الساعة الثامنة والنصف صباحاً ومعها رن هاتفى ..ألو ..أنا الدكتور النائب ..أيوه يا دكتور عندنا مشكلة كبيرة هنا ف ..لم يستمع هو الآخر لبقية حديثى مقاطعاً و معاتباً لى بحدة وكأننى ارتكبت إثماً !! لم أجد رداً عليه غير أننى آسفة على الإزعاج وصرت أهديها الجميع حتى حان وقت الخروج .

بقلم هانى موسى

التعليقات مغلقة.