الحلقة الحادية عشرة
الجزء الأول
آلهة مصر القديمة:
تكلمنا في الحلقات السابقة عن بعض الآلهة التي عبدت في مصر القديمة وأشرت إلي أعدادها الهائلة وصورها المتغيرة، ابدأ في إلقاء الضوء باختصار على بعض الآلهة حتى نصل إلى ( آتون) الذي جسده الملك أخناتون على هيئة قرص شمس تخرج منه أيد بشرية تمسك بمفتاح الحياة (عنخ) كي يهب الحياة للبشرية جمعاء ونبحث عن أسباب محاولة أخناتون توحيد الآلهة في إله وحد في الحلقة الثانية عشرة.
واسمحوا لي أن نقسم الحلقة الحادية عشرة لعدة أجزاء.
الجزء الأول:
- الإله (مين / منو/خيم):إله التكاثر والخصوبة
صانع الآلهة والرجال
نشأت عبادته في الألفية الرابعة قبل الميلاد (عصور ما قبل الأسرات) وكان ممثلا في العديد من الأشكال المختلفة، ولكن في أغلب الأحيان يصوّر في شكل رجل مع قضيبه المنتصب ويحمل في يده اليمنى منشّة.
مركز عبادته في قفط (كوبتوس) و أخميم (خيميس( وكان يتم الاحتفال به سنويًا في مهرجان وتقدم له القرابين وامتدت عبادته للصحراء الشرقية والنوبة مع صلات بالإله حورس(مين- حورس) وامتزج أيضا مع آمون في صورة الإله (مين-آمون).
في موسم الحصاد يؤخذ تمثاله من الهيكل إلى الحقول في مهرجان (رحيل مين) ليبارك الحصاد.
زوجات مين كانت (لابيت) و(ريبيت) - الإلهة(سخمت) : السيدة العظيمة محبوبة بتاح، عين رع، سيدة الحرب، سيدة الأرضيين .
أبنة (رع ) وزوجة ( بتاح) والدة (نفرتوم إله اللوتس)إخوتها (حتحورو)باستيت) و )سركت( و ( شو).
مركز عبادتها: ممفيس، ليونتوبوليس، كانت تمثل كسيدة برأس لبؤة جالسة أو واقفة على العرش الذي تزينه علامة توحيد شمال وجنوب مصر وتمسك بيدها مفتاح الحياة (عنخ) ، يعلو رأسها قرص الشمس وثعبان الكوبرا، هي أحد أعضاء ثالوث منف (بتاح – سخمت – نفرتم) أدمجت مع الآلهة (باستت (القطة الوديعة، في الدولة الحديثة.
عندما غضب (رع) إله الشمس على البشر أرسل (سخمت) لقتل الخارجين عليه، فعاثت في القتل حتى كادت أن تقضي على كل البشر، ولتتوقف أسكرها (رع ) وقدم لها كميات كبيرة من الجعة الملونة أحمر والتي تشبه لون الدم فشربت منه وسكرت وهدأت حتى توقفت عن القتل. - الإلهة (باخت) إلهة للحرب، من تفتح الطريق أمام الأمطار العاصفة و إلهة فم وادي، من تخدش بأظافرها
لقب فم وادي مرتبط باللبؤات التي تصيد في وادي النيل، بالقرب من المياه قرب حدود الصحراء، وقد ظهرت باخت في سلسلة نسب الآلهة المصرية خلال عصر الدولة الوسطى، كما هو الحال مع )باستت (و(سخمت) و ترتبط باخت بالإلهة )حتحور( و بالتالي، فهي إلهة للشمس كذلك، وترتدي قرص الشمس كجزء من تاجها، وهي مرتبطة مع العواصف الصحراوية، كما كان الحال مع الإلهة سخمت، كما أنها حامية للأمومةمثل الإلهة باستت.
و في الفن، كانت تصور كامرأة برأس سنور أو كسنور كامل الجسد وغالبا ما كانت تصور أثناء قتلها للثعابين بمخالبها الحادة.
بنت لها الملكة حتشبسوت معبد قرب مدينة المنيا
-الإله (بتاح / فتاح): المعبود الخالق، خالق العالم
والد ( آتوم) و(نفرتوم) زوج (سخمت) مركز عبادته (منف ) بتاح في الأساطير المصرية كان تأليهًا للربوة المقدسة في قصة بدء الخليقة الإنيادية، والتي كانت تعرف حرفيا بالاسم( تا – تنن) ومعناها الأرض المرفوعة أو (تانن) الأرض المغمورة.
أهمية (بتاح) في التاريخ يمكن فهمها من كون الاسم الغربي لمصر Egypt مشتق من الهجاء اليوناني للكلمة (ح – وت – كع – پتاح) والتي تُكتب أحيانا( حت – كا – پتاح) وتعني (معبد – كا – پتاح) أي معبد روح پتاح وهو معبد في منف.
من ألقاب ( بتاح): الوجه الجميل- سيد الحقيقة – سيد العدالة-الذي يستمع إلى الدعاء- سيد الاحتفالات- سيد الأبدية- واجد أول بداية.
في الفن، يبدو پتاح كرجل مكفن ملتح، غالبا ما يعتمر طاقية، ويداه قابضتان على (عنخ، وآس ودجد) وهي رموز الحياة والقوة والاتزان بالترتيب، كما يعتقد كذلك أن پتاح جسد نفسه في العجل أبيس، لاحقا وحد قدماء المصريين بين (بتاح) (وسوكر) ليصبحا (پتاح – سوكر).
صور في شكل إنسان جالس بلحية فرعونية، ويرتدي إما تاج أتف (كما كان يفعل بتاح- سكر) أو وهو يعلو تاجه زوج من قرون الكبش يعلوهما قرص الشمس وريشتان طويلتان.
- الإله( سوكر/ سوكار/ سقر): إله الموت – إله الأرض وحامي عمال التعدين
كان يمثل إله الخصوبة ثم تحول إلي إله الموت، انتشرت عبادته في شمال مصر في منطقة )منف) كان قريبا من الإله بتاح ولهذا كانوا يسمونه (بتاح- سوكر)، كان يمثل بجسم إنسان له رأس صقر، وكان له دور في طقوس فتح الفم للموتى وكان له احتفال يحتفل به في منف منذ أقدم العصور كإله الموت، وربط أيضًا بين إلهي الموت (أوزوريس وسوكر) ومن هنا نشأ معتقد الثلاثي: (بتاح- سوكر-اوزوريس). - الإله( تاتنن / تانن/ تاننو/ إله التل البدائي و مصدر الغذاء والمؤن والقرابين الإلهية، وكل الأشياء الجيدة.
مركز عبادته منطقة منف المعروفة آنذاك باسم (من نفر) العاصمة القديمة لمقاطعة الجدار الأبيض (إنب حز) في مصر السفلى/ والده الإله الخالق( خنوم) الذي صنعه على عجلة الخزف من طين النيل في لحظة خلق الأرض اسمه يعني حرفيًا الأرض المرتفعة أو الأرض العالية، فضلا عن أنه أيضا يعني الإشارة إلى طمي النيل، كما كان إله العالم الآخر البدائي، وقد تم ربط تاتنن مع عملية الخلق، وقيل إنه كان حامي الطبيعة المخنث (مزدوج الجنس)، وتم دمجه مع (بتاح في عصر الدولة القديمة في صورة (بتاح- تاتنن) ويمكن أن ينظر إلى (بتاح- تاتنن) على أنه والد( أجدود هرموبوليس)، وهي الآلهة الثمانية (اثامون الأشمونين) - الآلهة(حتحور): إلهة السماء، والحب، والجمال، والأمومة، والسعادة ، والموسيقى، والخصوبة و سيدة الفيروز
سميت قديما باسم بات ووجدت على لوحة نارمر ، وكان يرمز لها بالبقرة امنيه، مركز عبادتها مدينة الأشمونين بالقرب من الفيوم ومدينة أبيدوس بالقرب من سوهاج، تم تصويرها في صورة بقرة، أو امرأة لها أذنا بقرة أو على رأسها قرنان. كانت رمز الأمومة البارة.
هي التي أوت اليتيم ) حورس ( ابن )إيزيس( وأرضعته وحمته، وتصور على أنها تجوب الصحراء غرب النيل في هيئة اللبؤة لحماية القبور هناك.
ما زال اسمها حيًا في اسم ثالث شهور السنة القبطية .
انتظروني
التعليقات مغلقة.