آيةً من آيات الله بالمسجد عقب صلاة المغرب …أحداث واقعية بقلم أشرف خاطر

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمّان على سيد المُرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وعلى صحبه الكرام مصابيح الهدى أجمعين ، آمين أمّا بعد ،،،
عادةً مقالاتي تحت عنوان ” آية ومعنى ” هذة المرّة بعنوان ” رأيت آية من آيات الله ” لأنها واقع حدث لي منذ سويعات عقب صلاة المغرب بالمسجد جار محل إقامتي بإحدى دول الخليج حيث يكثر بها جنسيات دول شرق آسيا والهنود .
قد يتبادر إلى أذهانكم بأنني رأيت ملكاً من الملائكة بالمسجد أو ماشابه، إلا أن مارأيته جدير بالنشر وفِي نظري أهم من رؤية ملك من الملائكة .
دخلت مسرعاً إلى المسجد ولكنني لم أدرك الجماعة الأولى وقد انتهوا من صلاة المغرب ، وأشار إليّ إمام المسجد بأن من دخل خلفي متوضأ لكي نصلي جماعة ، وكان من الجنسية الهندية فأردت ُ تقديمه إماماً لي فرفض بشدةٍ وقدمني لإمامته في الصلاة ، وتقاطر المتأخرون أمثالنا وتوالوا حتى إكتمل صفٌ كامل ، وبدأت بالركعة الأولى بما تيسر لي من آيات الذِكر الحكيم من سورة الرحمن والتي هي قريبة من قلبي ، ثم قرأت بالركعة الثانية سورة البروج كاملةً ، وإنتهينا من الصلاة إلا اثنان من المأمومين خلفي دخلا متأخرين ويكملان صلاتهما ، ودخل رجلٌ من مواطني هذا البلد الخليجي وكان أسود البشرة فسألني عن الجماعة فقلت له أدخل وصل خلف أحد هذين المصليين فهم امتداد للجماعة ، فرفض الدخول ليصلي خلف أحد هذين الهنديين وآثر أن يصلي منفرداً ، وبعد أن دخل في الصلاة دخل المسجد رجلٌ آخر مواطن أيضاً وبشرته بيضاء ، فأشرت إليه ان يدخل ليصلى خلف صاحبنا هذا الذي رفض أن يصلي خلف هندي الجنسية ، فأومأ برأسه ولم يصل خلف أحد مواطنيه من ذات البشرة السوداء وصلى منفرداً ، فقلت في نفسي سبحان الله لقد ردّ عليك الله صنيعك وأبى سبحانه وتعالى إلا أن يحرمك من ثواب الجماعة والتي حرمت نفسك منها ، سيسأل سائلٌ ما حملك على قول ذلك ؟ أشققت عن صدريهما ؟ قلت ذلك ونشرته للأسباب التالية :

أولاً : عندما رفض المواطن الأول أن يصلي خلف أحدالهنود ، إنتابتني غصة لرفضه وشاركني في هذا الشعور أثنان من تلك الجنسيات عند باب المسجد أثناء إنتعالنا للنعال _ أكرمكم الله _ حيث كانا يرطونان بلغتيهماتعليقاً على مشهد الرفض هذا وعندما نظرت إليهما قالا لي انه متكبر ، وفهمت لغة العيون ، مما أيد حدثي وشاركاني الشعور الذي انتابني .

ثانياً : رأيت بأم عيني آية من آيات الله في رد المولى سبحانه وتعالى على من في قلبه مثقال ذرة من عنصرية الجاهلية الأولى في الجزيرة العربية ، حيث حُرِما المواطنان من ثواب الجماعة على التوالي ، فأحببت أن أنصح نفسي واياكم بطرح أي مثقال ذرة من عنصرية بغيضة أو كِبر .

ثالثاً ؛ ليس هذان المواطنان بمنأى عن ذكر صنيعهما كما خلّد التاريخ الإسلامي صنيع وقول الصحابي الجليل سيدنا أبا ذر الغفاري ، مع الصحابي الجليل سيدنا بلال ابن رباح _ رضي الله عنهما _ عندما قال لسيدنا بلال ؛ ” حتى أنت ياابن السوداء، تخطئني ؟ فقال له سيدنا بلال : لأشكونك لرسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ فغضب رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ وقال لأبي ذر : إنّك إمرؤ فيك جاهلية ، فبكى سيدنا أبو ذر وقال للرسول إستغفر لي ، وخرج ناشداً سيدنا بلال ، وألصق خده بالتراب وقال : والله ما أرفعه إلا أن تطأ رأسي ، فأبى سيدنا بلال وقال : والله لا أطأ وجهاً سجد لله سجدة ، فقام وبكيا بكاءًا شديداً وتعانقا .
اللّهُمّ صَل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وسبحانك اللّهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
اللّهُمّ نسألك الإخلاص في القول والعمل ، آمين .