آية ومعنى ” المال والْبَنُون زينّة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خَيْرٌ عند ربك ثوّاباً وخيرٌ أملا “
آية ومعنى ” المال والْبَنُون زينّة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خَيْرٌ عند ربك ثوّاباً وخيرٌ أملا “
بقلم :أشرف خاطر
الحمدالله والصلاه والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه .
قال تعالى :”المال ُوالبنون َ زينةُ الحياةِ الدنياوالباقيات ُالصالحات ُخير ٌعند رَبِّكَ ثواباًوخيرٌ املا” الكهف٤٦
أجمع اغلب العلماء وجمهور الفقهاء والمفسرين لهذه الآية الكريمة على أن الأموال والبنون(الذكور) جمال وقوه في هذه الدنياالفانيه، وأن الأفضل اجراً عند ربك من المال هي الأعمال الصالحة وبخاصه التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ( الباقيات الصالحات ) وهي افضل مايرجو الإنسان من الثواب عند ربه وما كان يامله في الدنيا ، وأغلبهم لم يأت على عدم ذكر الإناث بالآية الكريمة وقليل منهم_ رحمهم الله جميعاقال بأن الإناث ضمن وداخلة في الباقيات الصالحات، واحتجوا بالحديث النبوي الشريف :من ابتلى من البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار”. احبتي في الله، ماكان الله سبحانه وتعالى في هذه الايه الكريمه، يذكر البنين فقط مع المال على أنهما زينة الحياه الدنيا، ويترك الإناث ولايذكرهن من ضمن الزينه الا لحكمة وسبب وجيه وقوي يخرس أعداء الإسلام ولايترك لهم المجال للتشدق بأن المرأة المسلمة بالعموم مهضومٌ حقها ولعل أقرب وأحدث تشدق كمثال، ما تحامل به رئيس وزراءبريطانيا الحالي بوريس جونسون في مقالاته التي كتبهاعلي مر السنين لأنه عمل صحفياً في صحيفة ( التايمز) التي فصلته بسبب فبركة تصريحات ، وانتقل كمراسل في بروكسل لصحيفة ( ديلي تلغراف ) اليمينية وهناك اشتهر من خلال كتابه ( خرافات أوروبية ) عبر المبالغة في تصوير مايحدث في الإتحاد الأوربي ، وحتى وقت قريب وجهت له انتقادات لانه كتب ان النساءالمسلمات المنتقبات يشبهن “صناديق البريد” والحقيقه تفنّد ما يفتري به على المرأة المسلمة . قال تعالى :”من عمل صالحاً من ذكر اوانثي وهو مؤمن لنحيينه حياةً طيبةً ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون” النحل ٩٧. الآية الكريمه (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خَيْرٌ عند ربك ثواباً وخيرٌ أملا) تضمنت حرف عطف (الواو)، المعطوف عليه هو : (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)، والمعطوف هو : (الباقيات الصالحات) والذي هو في خيريةٍ وتفضيل على المعطوف عليه، في قوله تعالى “خيرٌ عند ربك ثواباًوخيرٌ أملا” ذُكر المالُ والبنون في المطلق بمعنى قد يكون مالاً حلالاًوقديكون مالاً من حرام وكذلك البنون، وهذه الخيرية من نصيب (الباقيات الصالحات) ولفظة الباقيات من البقاء فإذا كان المال والبنون(المعطوف) الي زوال وفناء فماهو المال ومن هم الذكورالذين دخلوا في الباقيات الصالحات؟؟ المال الذي سيبقى هو المال الحلال الذي بُذل ودُفع في سبيل الله لأن الله طيبٌ لا يقبلُ الا طيبا ًوفي الشطر الأول من الآية الكريمة إقترن هذا المال المبذول بالبنين الذين دخلوا في قائمه (الباقيات الصالحات ) اي انهم الشهداء من ذكور أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهم أحياءٌ عند ربهم يُرزقون ، والجهاد و الشهاده يلزمهما المال المبذول.
اذا نحن أحبتي في الله أمام آية قرانية جهادية بامتياز ولذلك لم يذكر الله تبارك وتعالى الإناث في الآية لأن جهادَهن في بيوتهن و في مقار اعمالهن خدمةً لمجتمعهن وليس في ساحات نزال الأعداء والمعتدين على أمتنا وعلى ديننا ولعل حديث بقاء كتف الشاه لامنا عائشه رضي الله عنها وارضاها يعطينا مثلاً حيًا على أن مابُذل في سبيل الله من صدقةٍ وخلافه هو الذي يبقى وما أنفقه الإنسان وأكله وشربه ولبسه هو بالي ولا يبقى.
مما استنبطناه بأن الأعمال الصالحة تبقى بعد موت صاحبها، تسعده الي أبد الآبدين وما يجب أن نظن بأن الخير في المال وحده او في كثرة البنين للعزوة والدفع والنفع، فيجب ان تكون مقاييس الخير مطابقة لمقاييس الخير في القرآن الكريم :
قال تعالى :”وما الحياة الدنيا إلا لعبٌ ولهو وللدار الآخرة خيرٌ للذين يتقون أفلا تعقلون” الانعام ٣٢،
قال تعالى “انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون” التوبه ٤١
قال تعالى : ( بقيةُ الله خَيْرٌ لكم إن كُنتُم مؤمنين ) هود ٨٦
قال تعالى : ( أأربابٌ متفرقون أم الله الواحد الْقَهَّار ) يوسف ٣٩
قال تعالى : ( إنّ الذين جاءوا بِالإفْك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خَيْرٌ لكم …) النور ١١
قال تعالى : ( قالت إحداهما ياأبتِ إستأجره إنّ خيرَ من استأجرت القويُ الأمين ) القصص ٢٦
قال تعالى : ( وما أُتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وماعند الله خَيْرٌ وأبقى أفلا تعقلون ) القصص ٦٠
قال تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا إذا نُودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خَيْرٌ لكم إن كُنتُم تعلمون ) الجمعة ٩
قال تعالى : ( إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريّة ) البينّة ٧
قال تعالى : ( وإنّه لحب الخير لشديد ) العاديات ٨
ولقد ذُكرت لفظة ( الخير ) بمعنى ( الخيل ) قال تعالى : ( فقال إني أحببت حب الخيرِ عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ) ص ٣٢
إن ديننا الحنيف كله جملة وتفصيلاً ، بكتابه المجيد ، والسنة النبوية الشريفة ، وآدابه وسيرة نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، هذا الدين كله لخّصه الله سبحانه بكلمة واحدة وهي : خير .
قال تعالى : ( وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل الله قالوا خيراً للذين أحسنوا في هذة الدنيا حسنة ولدار الآخرة خَيْرٌ ولنعمّ دار المتقين ) النحل ٣٠
سأل سيدنا معاذ بن جبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عملٍ يدخله الجنّة ويباعده عن النار ، فقال عليه الصلاة والسلام : لقد سألت عن عظيم ، وإنّه ليسير على من يسرّه الله تعالى عليه : تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة ، وتُؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ) ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جُنّه ، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفئه الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل ، ثم تلا : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) السجدة ١٦ ، ثم قال : ( ألا أُخبرك برأس الأمر ، وعموده ، وذروة سنامه ؟ ) قلت بلى يارسول الله ، قال رأس الأمر :الإسلام ، وعموده : الصلاة ، وذروة سنامه : الجهاد . ) ثم قال : ألا أخبرك بمِلاك ذلك كله ؟ فقلت بلى يارسول الله ، فأخذ بلسانه وقال : كف عليك هذا ، قلت يا نبي الله وَإنَّا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال : ثكلتك أمك يامعاذ ، وهل يكبُ الناسَ في النار على وجوههم _ أو قال على مناخيرهم _ إلا حصائد ألسنتهم ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
قال الله تعالى : ( إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) التوبة ١١١
اللهمّ لا علم لنا إلا ما علمتنا ، اللهمّ علّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه ، وارنا الباطل باطلاًوارزقنا إجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا في رحمتك يارب العالمين ، آمين .
التعليقات مغلقة.