موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

آية ومعنى : “وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً ” الكهف59

360

آية ومعنى : “وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً ” الكهف59

كتب أشرف خاطر

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبّع هداه ،
قال تعالى : ( وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً ) الكهف ٥٩
ذكر الله تعالى ذِكرَهُ ، ( تلك القرى أهلكناهم ) حيث الضمير هم عائد على أهل تلك القرى ، من قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة ، أهلكم الله لمّا ظلموا أي أشركوا وكذّبوا الرسل وكفروا بالله ، بعد أن أمهلهم وأملى لهم ، إلا أن العذاب حقّ عليهم بأن جعل لهم موعداً ، وكذلك جعلنا لهؤلاء المشركين من قومك يامحمد الذين لا يؤمنون بك أبداً ، موعداً، إذا جاءهم ذلك الموعد أهلكناهم ، سنتنا في الذين خلوا من قبلهم ، حيث ذكر الله تلك القرى لأنهم يمرون عليها في أسفارهم ، قال تعالى : ( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون ) الصافات ١٣٨/١٣٧ وقوله تعالى : ( وإنها لبسبيلٍ مقيم ) الحجر ٧٦ ، وقوله تعالى : ( وإنهما لبإمامٍ مبين ) الحجر ٧٩ ونحو ذلك من الآيات .
وهنا تتجلى رحمة نبينا نبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فيما يرويه ابن عباس فقال : قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم : ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهباً ونؤمن بك ، قال : وتفعلون ؟ قالوا : نعم ، قال : فدعا ، فآتاه جِبْرِيل فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك إن شئت أصبح الصفا لهم ذهباً ، فمن كفر منهم عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين ، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة ، فقال : بل التوبة والرحمة .
وقوله تعالى : ( لما ظلموا ) سبب هلاكهم هو الظلم مجملاً حيث يأتي من سياق الآيات التى قبلها ، قال تعالى : ( ومن أظلم ممن ذُكّر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه ) الكهف ٥٧ ، فمن أعظم الظلم الإعراض عن شرع الله والتنكر له والتخلي عنه ، ومنه كذلك إقتراف المحرمات والمنهيات ، وهذا النوع من الظلم داخل في مدلول الآية ، وقد ذكر بعض المفسرين أن الظلم هنا هو الشرك وذكر آخرون أنه الكفر ، والشاهد في قوله تعالى : ( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا ) بيان لأصحاب الرئاسات ورجال السياسة ، أن هلاك الدنيا بفساد الدين ، وأن أمن القرى وطمأنينة أهلها والعالم بالحفاظ على الدين ، ومن هنا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عامة الناس للحفاظ على دينهم وسلامة دنياهم ، قال تعالى : ( الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) الحج ٤ ، قال تعالى : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس لنُذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين ) الروم ٤٢/٤١ ، فكلما أقيم العدل كثرت البركات والخير ، ولهذا ثبت في الصحيح : ( أن الفاجر إذا مات تستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب ) . ودلت الآيات أن البناء الذي سكنه بعض أولئك المهلكين لم يزل باقياً ، كقوله تعالى في قوم صالح : ( وكان في المدينة تسعة رهطٍ يفسدون في الأرض ولا يُصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنّه وأهله ثم لنقولنّ لوليه ما شهدنا مهلك أهله وَإنَّا لصادقون ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون فانظر كيف كانت عاقبة مكرهم إنَّا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقومٍ يعلمون ) النمل ٥٢/٤٥ وقال تعالى ؛ ( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين ) القصص ٥٨
وينبغي أن نعلم أن سنة الله جرت بإمهال المدن والقرى الظالمة ، إلى أجلٍ هم بالغوه ويقدره ربهم ، وما زالت القوارع تنزل بهم ولو تأملنا التاريخ لأبصرنا ومن منا لم يسمع بسحب بركانية وزلازل وعواصف ثلجية ورعدية وأعاصير مدمرة لمدن ساحلية ، وما تلك إلا نذر وتحذيرات ، تؤذن بقرب العذاب _ أعاذنا الله وإياكم منه _ الموعود ، وتلك سنة الله التي لا تتخلف ، قال : ( فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ) يونس ١٠٢ ، قال تعالى : ( وما منعنا أن نرسل الآيات إلا أن كذّب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مُبصرة فظَلَموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً ) الإسراء٥٩
ومنذ ظهور فيروس ” كورونا ” الجديد ” كوفيد ١٩” في بعض مدن العالم وإنتشاره ، جعلها تعيش أزمة عصبية حادة تجنح أحياناً نحو الهيستيريا الجماعية ، وأحيانا أخرى نحو الإكتئاب والقلق من المجهول ،

وسارعت بعض البلدان إلى إغلاق حدودها مع جيرانها وبات كل شخص يأتي إليها من الخارج تخضعه للعزل والحجر الصحي مدة تترواح مابين أسبوعين وشهر كامل ، وحثت الحكومات السكان على ( الطاعة المطلقة ) للسلطات الصحية والكل مازال يفتش عن ( المريض صفر ) الذي كان بداية إنتشار الفيروس ، فيما صار يشكك بعض الأخصائيين في علم الفيروسات أن يكون صيني المنشأ .
سبحان من جعل هذا الفيروس والذي لايُرى حتى بالمجهر العادي ، جعله جندي من جنوده وهو آخذٌ بناصيته ، يُسلطه على من يشاء من عباده ، والكل يدعو ويتضرع إلى الله أن لا ينتشر هذا الفيروس كإنتشار النار في الهشيم ، ويصبح وباءاً عالمياً _ لا قدر الله _ فالعالم أصبح قرية صغيرة نوافذها تطل على بعضها بعضا ، ومصالحها الإقتصادية مرتبطة ببعضها بعضاً ومشتركة ومتلازمة ، فمن يتم الحجر عليه من بلدٍ إقتصادياً يكاد أن يختنق ، وأصبح الحجر الصحي على المصابين بهذا الفيروس ، يُعد مظهراً من مظاهر إحتواء إنتشاره ، وعدم التنقل بين بلدة وأخرى ، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا ضرر ولا ضرار ) . كما تتجلى أخلاقيات ديننا الحنيف في التعامل مع هكذا ظاهرة عالمية مخيفة وعن كانت ولله الحمد بعيدة عن عالمنا الاسلامي ،
فكما للمؤمن إنتماء الى جميع المؤمنين ، قال تعالى ؛ ( إنما المؤمنون إخوة ) ، فإن له أيضاً إنتماء إلى الجنس البشري ، وهذا يقتضي سلوكاً ، هو التعاون ، قال تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) ، وحيث أننا الآن لا نعتمد على أنفسنا في التصنيع وتدبير ما يجعلنا نصنع ونبدع كما أبدع الآخرون ، وما نحن إلا مستهلكين معتمدين على الصينين ومن شابههم ، إذا نحن مطالبون بالتعاون مع تلك الشعوب في إحتواء إنتشار الفيروس ، وأن لا نفزع شعوبنا بأن الهلاك قادم ، وأن النظرة للمستقبل تشاؤمية ، فعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا قال الرجل : هلك الناس ، فهو أهلكهم ) رواه مسلم . أهلكهم بالنصب أو أهلكهم بالرفع ، والمعنى: هو الذي يؤيس الناس من رحمة الله ، وهو يولع بعيب الناس وما تصيبهم من مصائب ويذهب بنفسه عجباً ويرى له عليهم فضلا ، وما يحق له ذلك لأنه لم يستطع تصنيع درّاجة عادية ، لا بخارية ولا فضائية ، لأن إقتصاديات بلاده تعتمد على التجارة العالمية _ فمكرهٌ أخاكَ لا بطل_
فهو من أهلكهم : أي أشدهم هلاكا ، وقال صلى الله عليه وسلم : الناس ولَم يقل المسلمين ، فحث صلى الله عليه وسلم على الترابط والتعاون البشري .
قال تعالى : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ) النساء ١
اللهمّ قنا شر ما خلقت وذرأت وبرأت وشر مايلج في الأرض وما يخرج منها وشر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراطٍ مستقيم ، اللهمّ ارزقنا من العلم أنفعه ومن العمل أرفعه ، ومن الرزق أوسعه ، ومن القول أصدقه ، ومن اليقين أوفقه ، ومن الخير أكمله ، ومن الصبر أجمله ، ومن الحكم أعدله ، ومن التقى أدومه ، ومن الرحمة أكرمها ، ومن النعمة أشملها ، ومن العافية أجملها ، اللهمّ اشف مرضانا ومرضى المسلمين ، آمين .
وصل اللهمّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، آمين .

بقلمي : أشرف خاطر .

التعليقات مغلقة.