موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

آية ومعنى :” وقال الذي إشتراهُ من مِّصرَ لإِمرأتِه أَكرمي مَثواهُ …” يوسف ، آية ٢١

598

آية ومعنى :” وقال الذي إشتراهُ من مِّصرَ لإِمرأتِه أَكرمي مَثواهُ …” يوسف ، آية ٢١

بقلم : أشرف خاطر

الحمدلله والصلاةُ والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتَّبَع هداه ، أمّا بعد ،
إستوقفني رأيان مُختلفان لفريقين صالا وجالا على شبكات التواصل الإجتماعي ، عن مفهوم كلمة ( مثوى ) حيث قصرها الفريق الأول على أنها وردت بالقرآن الكريم لأهل النار فقط ولَم ترد لأهل الجنّة قط ، وإصرارهم على أنها لايجوز أن تُطلق على غيرها ، واستندوا على آياتٍ من القرآن الكريم وبلغت تسع آيات نذكر منها :
قال تعالى ” فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين ” سورة النحل ، آية ٢٩
قال تعالى : ” فمن أظلم ممن كذب على الله وكذَّب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين ” سورة الزمر ، ٣٢
قال تعالى : ” قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين ” الزمر ٧٢
ومن هذا الفريق من قال بأن مقولة ( إنتقل إلى مثواه الأخير ) كفر لفظي إستناداً إلى فتوى فضيلة الشيخ الألباني _ رحمه الله _ حيث قال : ( أما قولهم في الإذاعات وغيرها ” مثواه الأخير ” فكفر لفظي على الأقل ، وأنا اتعجب كل العجب من إستعمال المذيعين المسلمين لهذة الكلمة ، فإنهم يعلمون أن القبر ليس المثوى الأخير ، بل هو برزخٌ بين الدنيا والآخرة ، فهناك البعث والنشور ثم المثوى الأخير ، كما قال تعالى : ” فريقٌ في الجنّة وفريقٌ في السَّعير ” الشورى آية ٧ ، وقال فضيلة الشيخ بن عثيمين _ رحمه الله _ عن قول ” مثواه الأخير ” غلطٌ كبير ومدلولها كفرٌ بالله عزّ وجلّ وكفرٌ ياليوم الآخر لأنك إذا جعلت القبر هو المثوى الأخير فهذا يعني أنه ليس بعده شيء وهذا كفرٌ بالبعث .
صُدِمَ الفريق الثاني بهذة الفتوى إلى درجة أن أحد أفراده تطاول على هذين العالِمين الجليلين وقال : { ما الفائدة من هذا الموضوع سوى التنطع والبحث عن دراشن _ دراشن جمع دريشة وهي النافذة _ وأبواب للحكم على الناس بالكفر .
ولقد هالني وأفزعني هذا التطاول على علماء الأمّة ، فأين هؤلاء المتطاولين من المقولة الخالدة ( الخلاف بين علماء الأمة رحمة ) ؟ وإنبريتُ بمقالي هذا المتواضع والبسيط ، سائلاً المولى عزّ وجلّ أن يكون منصفاً بين الفريقين ، مُقرّباً للقاريء الكريم وللباحث ، وجهتيّ نظر كلاً من الفريقين في مفهوم ( المثوى ) .
تعرَّفنا على رأي الفريق الأول وأسانيده من القرآن الكريم ، والآن نتعرّف على رأي الفريق الثاني وأسانيده ، فقالوا : أنّ إرتباط الآيات السابقة بالحديث عن أهل النار ، وكون النار مثوى للمتكبرين وللكافرين وللظالمين ولا تكون إلا معهم ومقصورة على أهل النار فقط ، فإن هذا مُخالف للمعنى اللغوي لكلمة ( مثوى) وللتفسير القرآني ، وأنّ هناك إشتقاق آخر للكلمة على صورة إسم فاعل : ثاوٍ ، والذي ورد في قوله تعالى : ” وما كُنتَ ثاوياً في أهل مدين …” سورة القصص، آية ٤٥ ، بمعنى مُقيماًوحاضراً . كما أنّ ( مثوى) وردت مُسندة إلى ضمائر ، قال تعالى : ” وقال الذي إشتراه من مصر لإمرأته أكرمي مثواه … ” يوسف ٢١ ، أي أكرمي منزلته ومكانه ، وفِي آيةٍ أخرى من نفس السورة ، قال تعالى : ” قال معاذ الله إنّه ربي أحسن مثواي ” يوسف ٢٣
فدّل ذلك على أن المثوى يكون كريماً ويكون غير ذلك ، ويكون حسناً ويكون غير ذلك ولا يقتصر على العذاب فقط .
والآن نحاول معاً بحولٍ من الله وقوة أن نقف على رأي الفريقين ونحللهما ، وننصف الشيخين الجليلين .
كلٌ من الفريقين في أسانيده واستشهاده بالآيات الكريمة ، لم يركز على من القائل ومن المُتكلم عن ( المثوى) وظروف المقولة وزمنها مابين الحال والمآل ، حيث أنّه في الآيات التي إرتبطت كلمة المثوى بإقترانها بالعذاب كان القائل والمتكلم هو الله تبارك وتعالى ، والظرف والزمن هو المآل الأخير والنهائي للكافرين ، حيث الإستقرار والإنحصار في نار جهنم _ أعاذنا الله وإيّاكم منها _ ، أما الآيات التي إرتبطت كلمة المثوى بالمُقام الكريم فكان القائل هو بشر ، فكان عزيز مصر في قوله ( أكرمي مثواه ) ، وكان يوسف _ عليه السلام _ في قوله ( إنّه ربي أحسن مثواي ) وكلاهما بشر ، والظرف والزمان هما الحياة الدنيا وليست الآخرة .
ودليلي على صحة ذلك ماورد بالقرآن الكريم في سورة يوسف أيضاً ، قال تعالى على لسان عزيز مصر _ لأن الله تبارك وتعالى يقصُ على نبيه أحسن القصص بما أوحى إليه هذا القرآن ، فقال على لسان عزيز مصر : ” فَلَمَّا رأى قميصه قُدّ من دُبُرٍ قال إنّه من كيدكن إنّ كيدكن عظيم ” يوسف ٢٨ ، فهنا القائل هو : عزيز مصر ، وليس الله تبارك وتعالى ، فمقولة ( إنّ كيدهنّ عظيم ) منسوبة إلى عزيز مصر .
في حين أنه في آية كريمة من سورة النمل ، تقول ملكة سبأ : ” قالت إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أَعِزَّة أهلها أَذِلَّة وكذلك يفعلون ” سورة النمل آية ٣٤ ، هنا القائل الملكة بلقيس ملكة سبأ ، وقد أقرّ الله قولها في قوله تعالى ( وكذلك يفعلون ) كما ذكر سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما _ تُرجمان القرآن الكريم . حيث قال : إن دخلوا القريّة عُنوّة ، ولكي لا يزعل علينا الملوك العادلون ، أسوِق أطيب الأمثلة في عدل الملوك ، إنه ملك الحبشة النجاشيّ الذي قال فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم _ ( ملِكٌ لا يُظلمُ عنده أحد ) ، فقد استقبل الصحابة المهاجرين إليه حيث كانت أول هجرة في الإسلام إلى الحبشة ، والنجاشيّ هو أصحمة بن أبجر ، معدود في الصحابة _ رضي الله عنهم جميعا_ وحسن إسلامه ولَم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو تابعيّ من وجهةٍ ، وصحابيّ من وجهة أخرى ،ولقد توفى في حياة النبي ، وهو الوحيد الذي صلى عليه رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ صلاة الغائب لما علم بوفاته _ رضي الله عنه وأرضاه _ .
مما سبق نخلص إلى الخلود بالآخرة ، خلودٌ في الجنّة _ اللهمّ اجعلنا وإيّاكم من أهلها _ وخلودٌ في النار _ أعاذنا الله وإيّاكم منها _ والله تبارك وتعالى هو القائل والمتصرف في المآل ، أما قول البشر فيه دلالة على طبيعة الحال بالحياة الدنيا لا نهاية المآل بالآخرة . وإنّه لا حرج في التعبير بالمثوى وأنه ليس من المناهي اللفظيّة ، حيث المراد من المثوى الإقامة والمكث والاستقرار والمنزلة ، وأما إنكار فضيلة الشيخ الألباني رحمه الله ، وزجره لمن وصف المثوى بأنه المآل الأخير وأيقنّ بأنه ليس بعده مأوى ، بل يوجد بعث و خلود بجنّات النعيم أو في نار الجحيم . الله أسأل أن أكون ممن يذُبُ عن أوليائه وعن علماء الأمة ، وقبل أن أختم أودّ أن أسوق منقباً من مناقب فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله _ وهو يمت بموضوع المقال بصلة ، بل تعدته من قول القائل إلى فعل الفاعل ، مما يجعل للسُنَّة النبويّة الشريفة والمُطهرّة نصيبٌ في هذا المقال والمقام ، ففي حديث سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما قال : مرّ النبي _ صلى الله عليه وسلم _ بقبرين فقال : إنهما ليُعذبان وما يعذبان في كبير ، أمّا أحدهما فكان لا يستبرأ من بوله أو قال لا يستنزه من البول ، وأما الثاني فكان يمشي بالنميمة ، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين وغرز في كل قبرٍ واحدة ، قالوا : لما صنعت هذا يارسول الله ؟ قال: لعله يُخَفِّف عنهما مالم ييبسا .)
يقول فضيلة الشيخ ابن عثيمين : ( أودّ أن أنبه على شيء يفعله بعض الناس إذا فرغ من دفن الميت ، وضع عليه غصناً أخضراً من جريد النخل أو غيره ، إقتداءاً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن هذا الذي يفعله بعض الناس بدعة ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ماكان يفعله على قبر كل ميت ، فإن فعلوا فيكون في ذلك إساءة ظن بأن صاحب القبر يُعذَّب .
فاللهم صَل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، اللهمّ فقهنا في ديننا الذي هو عصمة أمرنا واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير واجعل الموت راحةً لنا من كل شر وتوّفنا وأنت راضٍ عنّا يالله وألحقنا بالصالحين ، آمين يارب العالمين .

التعليقات مغلقة.