“أبصر به وأسمع مالهم من دونه من وليّ ولا يُشرك في حكمه أحدا”
بقلم أشرف خاطر
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،
إن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والقرآن الكريم بإسلوبه الإعجازي لخير دليل على أنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من الله العزيز الحكيم ، فكل كلمة وموقعها في آياته المحكمات لها حكمة من لدن خبير عليم .
من المعلوم أن الأكثر في القرآن الكريم تقديم السمع على البصر قال تعالى : إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) الإسراء ٣٦
فالسمع أهم من البصر في التكليف والتبليغ أما فاقد السمع فيصعب تبليغه والسمع ينشأ في الانسان قبل البصر .
ومن أفضال قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ، استوقفتني ( أبصر به وأسمع ) من الآية الكريمة ( قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض أبصر به وأسمع مالهم من دونه من وليّ ولا يُشرك في حكمه أحدا ) الكهف ٢٦
حيث تقدم الإبصار على السمع وذلك لأن أصحاب الكهف في أمسّ الحاجة الى أن يُبصرهم الله ويكلأهم بعنايته ورحمته ، فكلمة ( أبصر به ) تخطت المعنى اللفظي لها وهو المبالغة في المدح كأن يقال ما أبصره ! وتحمل معنى التعجب الذي تخطى الابصار والسمع الى التعجب من رحمة الله بعباده وبأصحاب الكهف ، حيث قال سبحانه ( ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال ) حتى لا يصابوا بقرحة الفراش لو تَرَكُوا منذ أرقدهم الله الى مبعثهم بعد ٣٠٩ سنة .
فأنت عندما يأوي طفلك الى فراشه تتسلل إليه على أطراف أصابعك وتفتح غرفته بهدوء حتى لا توقظه حتى اذا تعرّى غطيته بحنان وطبعت فوق جبينه قبلة ، هذة هي ( أبصر به وأسمع ) .
عبّرت كلمة ( أبصر به ) عن منتهى الرحمة وأن الله مولى من لا مولى له ، فاللهمّ توّلنا فيمن توليت وعافنا فيمن عافيت و اصرف عنا شر ما قضيت ، آمين
التعليقات مغلقة.