“أبناء آدم في الأرض” إعداد مجدي سالم
ثم استمر التاريخ بآدم وأبناءه في الأرض..
يرتفع الستار من جديد ليظهر آدم وحواء.. في الأرض..
- فهم آدم وحواء الدرس.. فهما أن إبليس عدوهما وأنه السبب في فقدانهما نعيم العيش في الجنة والسبب في شقاءهما.. فهما أن الله يعاقب على المعصية وأن الطريق إلى الله يمر عبر طاعة الله.. فهما أن الله يقبل التوبة ويعفو ويرحم ويجتبي.. وعلمهما الله كيف يستغفرا.. سورة البقرة.. ” فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ “.. فتابا وقبل الله توبتهما.. سورة الأعراف..” قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ “..
وبدأت حياة آدم وحواء على الأرض.. - أرسل الله آدم نبيا إلى أبناءه..
خرج آدم من الجنة – مهاجرا – واستن بذلك لأبنائه الأنبياء سنة الخروج.. حتى أن الدارس ليرى أنه لا يكاد أي نبي أن يبدأ في دعوته إلى ربه حتى يضطره قومه إلى الخروج والهجرة.. فكان آدم أول رسول نبي لأبنائه.. - وعلى الأرض عرف آدم أنه ودع السلام حين خرج من الجنة.. كان عليه أن يواجه شقاء وصراعا لا ينتهي.. كان عليه أن يشقى ليأكل وليحمي نفسه وزوجه وأولاده بالملابس وبالأسلحة.. وأن يواجه ظروف الأرض وهوامها ووحوشها.. كما كان عليه أن يواجه روح الشر إبليس.. الذي ظل يوسوس له ولأولاده ليدخلهم الجحيم بعد أن أخرجهم من الجنة.. الشيء الوحيد الذي كان يخفف حزن آدم أنه جاء سلطانا على الأرض.. يزرعها ويبنيها ويعمرها وينجب نسلا يكبرون ويغيرون شكل الحياة عليها.. يسدل الستار..
يرتفع الستار من جديد.. على آدم وحواء ومعهم أبناءهم في الأرض.. - كانت حواء تلد في كل بطن تؤما.. إبنا وبنتا.. فيحل زواج إبن البطن الأول من البطن الثاني..
- وكبر أبناؤه وتزوجوا وتناسلوا.. وعاش آدم يدعوهم لعبادة الواحد الأحد..
- وقدر لآدم أن يرى أول حالة إنحياز من أحد أبنائه لروح الشر إبليس.. ووقعت أول جريمة قتل على الأرض..
- قتل أحد أبناء آدم شقيقه.. قتل الشرير أخاه الطيب.. يقال أن القاتل كان يريد لنفسه من شرع الله أن تكون زوجة لأخيه.. أمرهما آدم أن يقدما قربانا فتقبل الله من الأخ الطيب ولم يتقبل من الآخر.. قال الشرير: لأقتلنك.. قال الطيب: إنما يتقبل الله من المتقين..
- على المسرح يبدو الأخوين.. يقول الشرير.. لأقتلنك.. يقول الطيب.. إنما يتقبل الله من المتقين.. من سورة المائدة..
” وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ “.. - يلاحظ المشاهد كيف ينقل الله كلمات الأخ الطيب بينما يترك تماما كلمات الأخ الشرير.. ستار..
يعود الستار مع تردد الصوت.. “فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنْ الْخَاسِرِينَ”.. - بعد أيام كان الأخ الطيب نائما.. وفي المشهد يبدو أنه كان قد مات حمار منذ زمن في نفس المكان وبقي فكه ملقى على الأرض.. حمل الأخ الشرير عظمة فك الحمار ورفع يده وأهوى بها بعنف وسرعة.. راح ينهال يضرب شقيقه حتى سكنت حركته.. أدرك القاتل أن شقيقه قد فارق الحياة.. وجلس القاتل أمام جثة الأخ القتيل صافنا..
- يتردد صوت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم..” لاتقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها.. إنه كان أول من سن القتل “..
- واحتار القاتل كيف وأين يخفي جريمته.. وماذا سيقول لأبيه.. لم يكن البشر قد تعلموا الدفن بعد..
- يحمل جثة أخيه وراح يمشي بها.. إلتفت القاتل على صوت غراب يصرخ فوق جثة غراب ميت.. ووضع الغراب الحي الغراب الميت في حفرة حفرها بمنقاره ورجليه ثم عاد ليهيل التراب عليه.. وعاد ليصرخ ثم.. طار..
- يصنع القاتل مثل ما رأى من صنيع الغراب.. يدفن شقيقه..
- واندلع حزنه على أخيه كالنار وأحرقه الندم.. سارت الدموع أنهارا لكن ما الفائدة.. إكتشف القاتل أنه الأسوأ والأضعف رغم أن الشقيق الذي كان يقف حجر عثرة في طريقه.. قد رحل بيديه هو.. يأتي الصوت سورة المائدة..
” فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ “.. ستار..
يرتفع الستار من جديد عن آدم وحده..
- آدم يعتصره الحزن.. تفطر قلبه حزنا حين علم بالقصة.. لقد خسر آدم ولدا.. وكسب إبليس ولدا..
- يصلي صلى آدم على إبنه ثم يعود لحياته على الأرض.. إنسان يصنع خبزه.. عاد ليعيش رسولا نبيا يعظ أبناءه وأحفاده ويحدثهم عن طاعة الله ويحذرهم من إبليس.. ويروي لهم تجربته وتجربة ولديه معه..
التعليقات مغلقة.