أبناؤنا الاعزاء بقلم سامح لطف الله

أبناؤنا الاعزاء بقلم سامح لطف الله

اريد ان اقول لكم كلمتين ليستريح ضميري من ناحيتكم …
نحن اهلكم الفرق الزمني بينا وبينكم من 25 إلى 35 سنه.. وهذا الفرق في عمر الزمان ليس كبيرا كما تظنون..
كأنه الأمس أو اول امس بالنسبه لنا ….
بمعنى أننا لسنا من زمن الهكسوس ولا عاصرنا بناء الاهرامات كما تتوقعون ..
نحن من عدة سنوات قبل ان تشرفونا بوصولكم لهذه الحياة كنا شبابا .. كنا جميلين وجميلات.. نسافر ونسوق عربيات ونطلع رحلات وغنينا ورقصنا ولكن ليس علي اغاني المهرجانات.
دخلنا جامعات وذاكرنا وزوغنا .. نجحنا ساعات وفشلنا ساعات.. حبينا واتحبينا.. واحبطنا عادي جدا مثلكم.. يعني لا ركبنا الجمل ولا لبسنا اليشمك.. باختصار نحن نفهكم اكثر من انفسنا وقارئين لكم فوق تخيلكم .
لا نظهر هذا حتى لا نسبب لكم احراجا.

الفرق بيننا أننا تربينا بطريقة صحيحة..
تركنا الأهل نسترجل (بنات وأولاد ) تركونا نعتمد علي أنفسنا.. نذهب إلى مدارسنا ونرجع من غير ما يقوموا بتوصيلنا واعادتنا.. مصروفنا كان علي قد الاساسيات لا فيه فلوس كافيهات ولا شيشه ولا سفريات للساحل ولا لبسنا هدوم براندات.. وعلمونا نرتب حجرتنا ونجهز شنطنا عندما نسافر.. علمونا ان لأهلنا علينا حقا.. ولهم لدينا حسن الصلة والوقت الاكبر ..
.. لكننا فشلنا في تربيتكم.
نعم فشلنا معكم. ظننا أن التربية هي الدلع والرفاهية والحريه بلا حدود .
شققنا الصخر وطفحنا الكوته لكي نجعلكم احسن منا.. علمناكم تعليما خاصا علي دولي صرفنا عليه دم قلبنا.. واشتركنا لكم في اتوبيسات او اتسحلنا في توصيل رايح راجع. . واحضرنا مدرسين خصوصي لكل المواد.. ورتبنا لكم اسرتكم وعملنا لكم ساندويتشاتكم.. حرمناكم من حمل اي مسؤوليه. كل طلباتكم مجابه.. صرنا بالنسبه لكم مصباح علاء الدين.. كل طلباتكم اوامر.. لا تدرون من أين ولا كيف ولا بكم؟؟
غلطتنا اننا دخلنا منافسه غير شريفه في ان أولادنا لابد أن يكونوا احسن من اولاد عيلتنا واصحابنا وجيراننا .. طبعا بالمظهر واسم المدرسه واسم الجامعه واشتراك النادي وماركة العربيه وماركة هدومكم وماركة موبايلكم.. عملنا كل هذا ونسينا أن نربيكم.. نسينا أن نعلمكم المسؤليه واحترام الكبار. نسينا ان نعلمكم القناعه واصول الصداقه واحترام الجيران والعطف على الصغير.. نسينا أن نعلمكم اننا ضحينا باحتياجاتنا الاساسيه لكي نلبي لكم احتياجاتكم الترفيهيه
نهاية الكلام.. اريد ان اقول لكم الحق .. ان اهلكم الذين تهملونهم من أجل اصحابكم سواء كانوا حقيقيين أم مزيفين هم الباقون لكم.. هم سندكم والجبل الذي يحمي ظهوركم .. وبعد سنوات ستفهمون انه ليس لكم إلا هم وياليتكم تفهمون ذلك فورا قبل ان تعضوا بنان الندم.. ولا تجدونا حولكم.
الخلاصه
لو سألتمونا في موقف لا تدرون له حلا.. او مشكله او علاقات عاطفيه حتي.. سنساعدكم ونعطيكم عصارة خبرتنا التي سيبخل عليكم بها الآخرون
لا أحد يهمه مصلحتكم ومستقبلكم ونجاحكم غيرنا اتمنى أن تصلكم الرسالة قبل فوات الاوان.