أبويا…بقلم وحيد علي الجمال
أبويا كان راجل عادي
و طبعا كان راجل شقيان
ملامح وشه محفوره
بترسم صورة للماضي
عليها م الوجع فدان
حقيقي ماكنشي م الصفوة
و لا محسوب من الأعيان
لكنه عاش بأخلاقه
نبيل الجاه من الفرسان
كرامته هيه راس ماله
و جوهرته و سلطانه
دماغه ناشفه على الآخر
كأنه كان حجر صوان
ما ينفعشي يكون مغصوب
على حاجة
و يعملها كدا عافية
عفيف النفس و الإحساس
و له سيرة تخليني
أمير ماشي ما بين الناس
رافع راسي بدون حراس
برغم إنه ماعندوش
عزبة مزروعة
و لا مصنع و لا عمال
و لا بيمشي مع الزفة
و لا يسقف لناس تافهة
و لا عمره صاحب
واحد من الأندال
و مهما يكون كدا موجوع
ما بيحبش يبات زعلان
و لا عمره حسد واحد
على نعمة
و لا مسش في يوم عرضه
و لا بكلمة حبيب الناس
بقى تمن مالوش أعداء
و روح أسأل عليه صاحبه
هتعرف سر جدعنته
و لو ضاعت فيها رقابته
و لا بيعرف يقول نكته
حياته جد مش تافهه
و رغم أنه مافيش أطيب
كدا منه
لكنه بجد كان فرعون
ما تقدرشي بقى تناقشه
و لا تراجعه
و لا تقدر في يوم ترفض
إذا وصلك في يوم أمره
و باب البيت يبات مخضوض
و يترجرج على صوته
و ريحته ساكنة جدرانه
و عمر الخوف ماخوفنا
و لا يحرك مشاعرنا
مداسه بس يحرسنا
فما بالك وجوده أكيد يطمنا
و أول حد في المسجد
ما تسمعشي في حضرة
خلوته بربه
غير الهمس اللي من غير صوت
إذا اشتد الكلام بينا
و سلمنا الخلاف روحنا
تلاقينا ناقر و نقير
و نضحك لما منشوفشي
لأزمتنا حلول غير اللي في الصندوق
أنا غير الجميع كلك
واخد راحتي كدا وياه
نهزر حبه و نتخانق وحبه
نروق ونتصالح و نرجع تاني نتفارق
زعلنا كان كلام فارغ
و لما أغلط بيغفر لي
و ينصحني بضمة ايديه فوق كتفي
و شدتها كأن القلب كان ميت
بعت روحه عشان تنفخ
في قلبي حياة
صالب عودي و لا في بالي
ابويا ضهره كان جامد شديد جدا
و هيشلني مافيش مخلوق يكلمني
أبويا بخيره يسترني
و هيصلح ورا مني
أبويا غطاه مدفيني
و طبطبته بتكفيني
أبويا مات كدا فجأة
ما كنتش حاسب الحسبة
و سرقاني كدا الخضة
خدعني العمر اللي كان عدى
وقالي الشيلة مش غارقه
دا يوم و اتنين و راح تنسى
سنين عدت على موته
و لسه ضهري مش قادر يقيم طوله
و عمري بعده شاب فجأة
وحشني كتير بقى صوته
أنا بعدك منش قادر أفوق لسه
من الغرقة
ولا قادر أصدق حتى يوم موته
التعليقات مغلقة.