موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

أبو الهول يغفو ” قصة قصيرة ” بقلم / محمد كسبه

130

أبو الهول يغفو ” قصة قصيرة ” بقلم / محمد كسبه


يحكي أنه ذات ليلة من ليالي الربيع ، هبت الرياح الخماسينية بكثرة ، و كانت محملة بالأتربة ، مما أزعج الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر ، و توتر في تابوته الملكي المدفون به منذ آلاف السنين ، فكميات الأتربة و الرمال التي تراكمت على الأهرام و أبي الهول لم تكن قليلة ، بل كانت كارثية ، و لهذا انتفض الملك خوفو من تابوته و ركض في اتجاه أبي الهول ( الحارس الأزلي لمنطقة الأهرامات ) ، من هول الصدمة لم يصدق أبو الهول ما رآه فالملك خوفو لم يظهر منذ آلاف السنين ، حاول أبو الهول أن يستجمع قواه كي يقف على سوقه و يزأر بشدة كي يزيل أثر الأتربة و ما فعلته الرياح كما كان يفعل دائما ، لكنه تفاجأ بألم شديد في المفاصل ، و وهن في البدن ، لم يصدق أن الزمن سيقف حائلا أمام قوته ؛ لكن تلك السبعة آلاف عام فعلت فعلها به خاصة أنه تعود على الخمول .
تذكر أبو الهول صديقه، كلب أهل الكهف الذي كان يجلس على نفس هيئته ، مدة ثلاثمائة عام لم يتحرك ؛ لكنه كان حارسا يقظا لأهل الكهف ، فلم يجرؤ أحد على أن يتسلل للكهف طوال هذه المدة ؛ لكنه حين غفل فشا سرهم و علم الناس أمرهم .

  • أبو الهول المكان لم يعد مكانك ، عليك أن ترحل ، لم تعد كما كنت يقظا ، بوابة الزمن يعبرها اللصوص إذا غفوت ، حضارتنا مهددة .
    تحت التراب ألاف المقابر ، ألاف الجنود يستريحون من تعب الدنيا ، و من ويلات الحروب ، هؤلاء جنود مصر هل ستتخلى عنهم ؟ هل ستتركهم لنابشي القبور ؟
    اعلم يا أبا الهول أن جنود مصر جثثهم كبذور النبات ، ستنمو من جديد ، حضارتهم ستعود ، لا تغرك تلك البهارج أيها الحارس فما تراه كل يوم من أجناس البشر و أشكالهم و تصرفاتهم سيزول ، كل البشر زائلون ، لكن نحن سنعود و أنت ستركض ، و تلهو تلعب مع صغيرك الهول ولدك الذي أحبه .
    أبو الهول لا تغمض عينيك أبدا .
  • ‏سيدي الملك خوفو اعتذر لك ، أنا أغمضت عيني الآن احتراما لك و دليلا على الولاء و الطاعة يا سيدي .
  • ‏لا يا أبا الهول كل مصائب التاريخ تحدث حين تغمض العيون .
    اليقظة التامة قوة لا يكسرها جبان و لا يقدر عليها محتل ، فكن يقظا مدى الزمن و إلا …..
  • ‏ لا يا سيدي ، لا تكمل ، لقد كانت مجرد غفوة بسيطة و لن تتكرر مدى الزمن .
  • ‏يا أبا الهول تلك الأتربة ، إن أهملناها تراكمت و ثقلت علينا ، و إذا حدث اندثرنا تحت الرمال .
    أنت تعلم أن تراب مصر هو جثث جنودنا ، لكن الرمال و الرياح و المطر إذا تحالفوا معا ، دفنونا تحت الرمال .
    الحضارة نحن نحرثها من هنا ، و هنا مجلس إدارة شؤون الأرض .
    ما أحزنني اليوم يا أبا الهول ، أن تلك الروح غابت عنك و ذلك الوهن تمكن منك .
    يا أبا الهول و أنت مكانك كانت روحك كل ليلة تطوف حولي و حول الهرمين الصغيرين خفرع و منكاورع ، و كنا نشعر بالأمن و الأمان ، ماذا حدث لك ؟
  • ‏سيدي العجز و الكسل و الخمول لم يتسلل إلي ، و لم أغفل ، لكن أحدهم على مواقع التواصل فعل هذا من باب السخرية .
  • ‏لا يا أبا الهول ، حتى و إن كان من باب السخرية ، فهذا ناقوس خطر و عليك أن تزعج هؤلاء السفهاء ، عليك أن تطاردهم ، ارسل جنودك و أرواحك لتنال منهم .
  • نعم سيدي سأفعل.

التعليقات مغلقة.