موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

أبيض فاقع أسود فاتح … سامح الشبة

288

قصة قصيرة :- أبيض فاقع … أسود فاتح

بقلم سامح الشبة

” وبعد الليل يجينا النور ….

وبعد الغيم ربيع وزهور “

  • تعالوا نعلن الشجاعة والجرأة على تحدى أسياد هذه الحارة !

التهبت أكف أهل الحارة وشبابها من فرط التصفيق . تصايحوا كالديكة إعجاباً وانبهاراً بأستاذهم فتحى الأديب … الذى يحثهم ببذل ما فى وسعهم لرفع البؤس عن الحارة .

  • واحد شاى وخمسة سحلب .. لو سمحت .

فى إصغاءٍ شديد استمع عم صابر لهذه الندوة … وحاول أن يفهم ما يقصده الأستاذ فتحى الأديب … استمع للمرة الثانية … للمرة الثالثة …. أعاد الانتباه واستحضر عقله …. كل هذه المقدمات بلا نتائج … أو حتى نتيجة واحدة … فما عليه إلا أن ينتهز الفرصة لزيادة إيراد هذا المقهى وإعداد المشروبات للزبائن .

  • حجر معسل وحسنه واتنين شاى يا عم صابر .
  • واحد شاى سكر خفيف .
  • اتنين شاى براد .
  • أربعة حلبة وواحد كركاديه .
  • قهوة سادة يا حاج صابر .
  • أهلاً سيد حضرت فى الميعاد بالضبط … تحب تشرب إيه ؟
  • شاى ثقيل يا محمود .

التفت سيد حوله كمن يخشى أن يراه أحد داخل المقهى … فضحك محمود وتعالت ضحكته الصفراء وهز رأسه باستهزاء :-

  • خايف لتشوفك أمك هنا ؟!

ارتبك سيد وازداد التفاته وارتعشت كلماته :-

  • أخاف من إيه … دى أمى ؟!
  • استأذنت منها قبل ما تيجى هنا ؟!

سيد منفعلاً غاضباً صارخاً :-

  • ملهاش شأن بخروجى ودخولى … أنا باخرج زى ما أنا عايز وفى الوقت اللى يعجبنى .

محمود ساخراً :-

  • أيوه … أيوه … تخرج فى الوقت اللى يعجبك ويناسبها هى الأول … هى اتأخرت كدا ليه …. هاتفوتها الجلسة الأدبية بتاعة الأستاذ فتحى الأديب .

سيد بحدة :-

  • محمود … اسكت ولا أقوم على فتحى ده بالضرب وأخليه ما يساوى صرصار حوالين الحشرات اللى حواليه دول .

مازال محمود ساخراً :-

  • طبعاً … طبعاً … تقدر تضربه لحد ما تموته وهو يستاهل … دا أنت سيد والأجر على الله … بس قولى ليه عايز تضربه … عشان بيمدح فى أمك فى روايته الجديدة .

سيد بغيظ :-

  • مش كده .

محمود بصوتٍ منخفض مائلاً إلى أذنه :-

  • آه … آه … عرفت السبب ، عشان كتب قصة أمك الحقيقية وعلاقتها بابن العمدة وهروبه ليلة الدخلة … ولا إيه رأيك يا سيد ؟!

سيد بصوت مرتفع مرتعش مهدداً :-

  • ما تتعداش حدودك يا محمود .

محمود بتحدٍ :-

  • اتكلم زى ما أنا عايز يا جدع وف الوقت اللى أنا عايزه .

سيد بتحذير :-

  • كدا يا محمود .

محمود بإصرار :-

  • أيوه يا سيد .

ضج ضجيج رهيب داخل المقهى … وجرى بعض الفتيان وراء سيد … والأستاذ فتحى الأديب مع رجال الحارة يداوون نزيف حاد أصاب رأس محمود .

حملوه على أكتافهم مسرعين به إلى أقرب وحدة إسعاف … أوقف أحدهم عربة أجرة … نزل السائق … فتح الباب … توقفت أنفاس محمود على أكتافهم … طرحوه أرضاً … إذا به جثةً هامدة … لا حِراك … لا أنفاس … لا نبض … وجدوه ساكناً كالسكون الذى أصابهم …

توقفوا عن الحركة … توقف المارة عن السير … توقف الأستاذ فتحى الأديب عن الكلام … سكن الليل … سكن عم صابر فى مقهاه … تسمر الجميع … اختفى القمر … استقرت النجوم فى فضائها … مر السحاب الأبيض … حلت سحابة مسودة سودت الحارة … أسقطت المطر وأطفأت كهرباء الحارة … اشتدت الظلمة واشتد المطر … غسل جثة محمود … غسل أسياد الحارة … غسل أديب الحارة … غسل مقهى عم صابر .. غسل أم سيد … رعدت السماء … برقت الدنيا ببريقِ مختلف … زلزلت الحارة … اهتزوا … ارتجفوا … خافوا أن يخطف البرق أبصارهم … أسرعوا جميعاً داخل المقهى … تاركين الجثة فى قلب الحارة وحدها .

قامت عاصفة من مرقدها … أثارت التراب فى أجواء الحارة … أغلقت الحارة أبوابها .

لم يعد يرى عم صابر أحد فى الحارة .

  • كثيف جداً هذا الضباب … لا أرى حتى نفسى .
  • ولا أنا أيضاً يا عم صابر … أين أنت … أين صورتك … أسمع صوتك فقط .

صاح عم صابر :-

  • أين جثة محمود …. أين جثة محمود ؟!

أشار الفتى بيده :-

  • هنا يا عم صابر !
  • أين يا حسان ؟
  • هنا … ألا تراها ؟
  • لا يا حسان !
  • إنها داخل المقهى بجانب الشيش !

عم صابر متعجباً :-

  • بجانب الشيش !

ازداد الضباب … اشتد لونه … ارتدى عم صابر والأستاذ فتحى الأديب وأهل الحارة لون الضباب .

التعليقات مغلقة.