موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

أبيض و أسود..بقلم م.أسامة أنيس

365

أبيض وأسود

يقلم المهندس / أسامه أنيس

أبيض و أسود

ظللت أنظر إلى اللوحة التى أمامى … هى نفس لوحتى ونفس خطوطى التى أشعر بكل خط منها ولكن اللوحة ليست كما رسمتها … تبدو وقد تبدلت ألوانها … صارت أبيض وأسود غريبة بألوان رمادية وسوداء

أخذت أفرك عيناى … أنا لم أبرح مكانى من أمام اللوحة … ربما غفوت ونمت بعض الوقت … ما هذا الجو الكئيب ؟ لا أعرف أهو بداية نهار أم نهايته ، ومددت يدى وأزحت ستائر النافذة

ألتفت مرة أخرى للوحتى التى لم تعد لوحتى …. لقد كدت أنتهى منها حين غفوت فما الى حدث … هل لازلت نائماً ولازلت أحلم حلماً سخيفاً … رحت أدقق فى اللوحة وأحاول أن أتذكر

غبت ببصرى داخل الخطوط والمنحنيات المتشابكة ، ورحت بعيداً بعقلى عن العالم والوقت وأنا أحاول أن أسترجع ما قبل غفوتى … اااه أتذكر أننى كنت أرسم حلمى على اللوحة … كنت كلما أضفت خطاً أراه يتحرك وكلما أضفت لوناً أراه يتجسد … كان هذا مذهلاً ومبهراً

لن أبرح مكانى حتى أتمّك (هكذا حدثت لوحتى وحلمى أو حدثت نفسى) ، وأشتعلت حماساً وتصميماً … أشعر وكأن الحلم أجمل فى الحقيقة منه فى الخيال … كلما أكتمل جزء من حلمى – أقصد لوحتى – كنت أحدثه ويحدثنى … كنت أضاحكه وأداعبه وأختلف معه وأحنو وأقسو عليه … كنت أكلم اللوحة الحلم فى كل شىء … كنت أعيشه … نعم كنت أعيشه بكل جوارحى كل لحظة … إن أروع لحظات الحياة هى تلك التى تلامسها بين الحلم والواقع

لست نائماً … فالأحلام لا تكون بهذه الدقة التى أعيشها … أتذكر كل لحظة الآن … أذكر كل خط وضعته وكل لون أضفته … أذكر أننى أضفت بعض من البنفسجى والأصفر هنا … كنت أحس بحرارة القرمزى حين أقتربت وأنا أراقص الأزرق … أسمع ضحكات الأخضر الفاتح وأنا أضيف له الأغمق وكأنى أداعبه … كنت أنا والحلم ننساب بين الخطوط والألوان ونمتزج فأذوب فى إحساس بالغ السمو والرقى … لما بقيت الخطوط ونبدلت الألوان أذن ؟ … هل أشعر برعشات خوف أم أنها نبضاتى ترجنى من داخلى وتتسارع … ووجدتنى أعود بعقلى من حيث ذهب

مددت يدى لأصب بعضاً من القهوة … أحب ان أضع قرنفلة على قهوتى … ورحت أحاول تهدئة نفسى وأتساءل … أين ذهبت ألوان لوحتى ؟ …. أين ذهب حلمى وترك لى ظله ؟

فكرت بهدوووء … أرتشف القهوة وأدخن معها آخر سجائرى … إذا كان حلمى قد تحدث وتحاور معى فلم لا يكون نائماً كما كنت ولم يصحو بعد

سأكمل الجزء الباقى وأترك حلمى ليصحو وقتما يشاء … سأكمله كما تصورته وكما أعيش معه … لقد نمت وانا أقول لن أبرح مكانى قبل أن انتهى من لوحتى وعلىّ أن أعود لنفس هذه اللحظة وأكمل حلمى … وأستجمعت كل طاقتى وأعتدلت فى جلستى وأحسست بحرارة الخطوط الحاضرة والألوان الغائبة وبدأت أجهز أدواتى وفرشاتى

أمسكت بعلبة الألوان ووضعتها أمامى و….. فجأة توقفت

مرت دقيقتان

الآن أدركت الحقيقة … لم يكن شيئاً قد تغير … لم يكن حلمى نائماً ولا غائباً ولا ألوان تبدلت … وجدتنى أبتسم أبتسامة ضيق عميق … ثم أنسابت منى دمعة مسحتها بسرعة حين تذكرت أننى مصاب بعمى الألوان اللعين … ولكن يبقى حلمى داخلى حقيقة تكفى كى أراه وأعيشه

التعليقات مغلقة.