أبي
حسين عيسى عبدالجيد
لأول مرة أعود من المدرسة، وأبي لم يسألني كم درجة حصلت عليها في الإملاء؟
فدائما كان ينهال عليًّ ضربًا؛
عندما يفتح الدفتر فيجد الصفر مرسوما بالصفحة طولًا وعرضًا،
اليوم كان وديعًا معي للغاية وابتسامته كانت تزين وجهه الحنون،
ولم يصحبني معه إلى الحقل؛
لأساعده في تنقية الحشائش الضارة،
زادت دهشتي؛
عندما ذهبت لأمارس لعب الكرة مع أقراني تاركًا الواجب المدرسي،
ولم ينبس ببنت شفة؛
حتى عندما جلست على المائدة أتناول الغذاء؛
لم ينهرني لتركي نصيبي من قطعة اللحوم ككل مرة،
حيث يصمم أن أأكلها عنوة،
نمت وعلى جسدي النحيف غطاء خفيف بدلا من غطائه الثقيل،
غير مكترث بالبرد الشديد ودون أن ينهرني،
وعندما قذفت أختي بالحجر لأنها لم تجعلني ألعب بلعبتها؛
لم يعرني اهتمامًا،
تعجبت وتعجبت من أبي،
لأنه صار طريح الفراش ميتاً!
حسين عيسى عبدالجيد / مصر
التعليقات مغلقة.