” أتحبها ” شعر محمد إبراهيم النمر الجمعة 23 / 2 / 2018 م
أتحبها ؟
قل يا صديق العمر
كمْ تحلم بها !
صفْ نبضَ قلبكَ
حين تلمحُ طيفها
وعلى لسانِ الصحْبِ يورد ذكرها
هل مرَّ يومٌ في الحياة
ولم تردد اسمها ؟
أولم تعاين في خشوع رسمها ؟
وقبيلَ نومك
هل يزورك في الخيالِ عبيرُها ؟
وتبيت ليلك ساهرا
وتسائل الأفلاكَ عن أخبارِها ؟
وإذا صحوتَ
وجاءكَ العصفورُ
يحمل بالغرام هديرها
وأتى الصباح بزهره
هلا لمحت على وريقاتِ الزهور
نسائما من سحرها
بسمات فجر ضاحك من ثغرها
والشوق من بين الضلوع
يودُّ لو عبرَ الحدود
وتحطَّمت كلُّ القيود
وعانقت أحلامُك الخضراءُ
فيضَ شجونها
وتمايل القلبان في كفِّ الهوى
فتراقصت طربا أزاهيرُ الربا
وغردت فوق الغدير
بأعذب الألحانِ
يمامةَ الوادي الخصيب
حدِّثني عن نبض الوريد
وعن دفق الحنين
وعن تقاسيم الخدود
ورجفة الأحداق
إذا لمحتَ دموعَها
هل تسمعُ الأناتِ
بين جوانحِ الصمتِ الطويل ؟!
أوَ ترقبَ الآه الدفينة دون قيل ؟!
فتحركت في مقلتيك غمائما
وتداري رُغما عنك أمطارا تسيل
إن كنت حقا هكذا
أنت المتيَّمُ والأسير بحبها
أيا رفيق العمر ما أفصحتَ عني
إني غريق للقرار بسحرها
وأرى المدائنَ قطرة في بحرها
وأبيت اسأل عنها .. لا من غيبة
هي في نوياتِ الخلايا
في تلافيفِ الحشايا
في سويداء الفؤاد
وفي المحاجر
تسكنين
فوق عرش القلب يا كل الدنا
تتربعين
صفصافتي .. زيتونتي
يا فرحة اللبلاب والجميز
يا دوح النخيل .. وكرمتي
ياسمينتي .. يا فُلِّي .. يا ريحانتي
همس الأصيل ونسمة الأسحار
يا أنشودتي .. قيثارتي
والسنبلات الخضر حين تسبحُ الرحمن
ولآلئ الشطآن والمرجانْ
صدح المآذن في الأفقْ
جرس الكنائس
ترفع الصلوات راضية إلى
ربِّ الفلقْ
وتعوذ بالجبَّار من
شرِّ الفتنْ
وبقدرة القهَّار تنقشعُ المحنْ
أنت الأمومة والطفولة
والحبيبة والصديقة
والحياة .. وجنتي
مِصرُ التي .. هي قبلتي
وتهون فيها مُهجتي .. ومنيَّتي
التعليقات مغلقة.