أترك أثرا طيبا فهو أثمن إرث
د/عبير منطاش
منذ أيام توفى صديق لي حزنت كثيرا و أعتزلت كل شيء، وجلست مع نفسي أفكر هل ينتهي العمر وكأننا لم نحضر إلى الدنيا يوما٠
ماذا تركنا وراءنا ليتذكرنا الناس ويترحمون علينا، هل تركنا بصمة أو أثر طيب يجعل لنا
عمرا آخر بين الناس بعد رحيل أجسادنا، عمرا يجعل أعمالنا وأثرنا الطيب يخلد ذكرانا٠
وهنا تذكرت مقولة الشيخ الشعراوي رحمه الله: (من باب العدل والإنصاف إذا قارنت حياتك المادية بالأغنياء٠
فقارن دينك بدين الأتقياء، ففي الأولي تخسر راحة بالك، وفي الثانية تكسب دينك ودنياك٠
بعد رحيلك عن الدنيا سيفتقدك من كنت ترعاه بصدقة، ومن كنت توقظه للصلاة٠٠
من كنت تواسيه بكلمة٠٠ ومن كنت تنصحه سرا٠٠
ومن كنت تقبل عليه بوجه بشوش!!!
أنت في الدنيا كعابر سبيل؛ فكن ذا أثر جميل)٠
كلنا نعاني في الحياة كل واحد في مكانه فأنا اعاني وأنت تعاني ولكن نتيجة ذلك العناء٠
لا يجب أن تكون أمورا مادية فقط كأموال في البنوك أو عقارات وفيلات ولكن يجب أن يكون نتيجة ذلك العناء أثر وبصمة٠
هذا هو الإرث الحقيقي الذي يجب أن اتركه انا وتتركه انت خلفك لمن تحب٠
الذى يتركه الآباء للأبناء ليس الإرث المادى..
أبدا…بل هو الإرث المعنوى…
التربية هى الإرث الحقيقي الذى يبقى و إن ذهب المال وفنى فالأخلاق تبقى و لا تفنى.
حب الله و خشيته ، الثقة بالنفس و تقديرها ، الاحترام ، القيم و المبادئ , الذكريات المبهجة هى أثمن إرث
للأسف الكثير لا يلتفت لهذا الإرث الثمين لاهثا وراء تكوين الإرث المادى الذى لن يُصلِح قلب و لن يرمم شخصية متآكلة ، منهكة و معدومة.
الإرث الحقيقي ليس هو ما تتركه فى جيب الوارث، بل هو ما تتركه فى قلبه !
فنحن في الحياة عابرون ويبقي الأثر فأحسن الخطى لتحسن الأثر ٠
سلمت أناملك دكتورة عبير
والله يرحمه الزميل العزيز الغالي