أثر وتاريخ الحلقة الثانية : مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه… بقلم منى الشوربجي

تحدثنا في الحلقة السابقة عن الجامع الأزهر وهانحن بصدد مسجد الإمام الحسين في حي الحسين في قاهرة المعز.
تم بناء مسجد الإمام الحسين في عصر الدولة الفاطمية عام ٥٤٩ هجرية وكان المشرف على بنائه الوزير الصالح طلائع في خلافة الفائز بنصر الله.
يعتبر مسجد الحسين من أشهر المساجد التي تضم المصريين في شهر رمضان بسبب روحانياته المتجلية في إقامة الشعائر الدينية التي شرعها الله وأداء الصلوات؛ وتعلو فيه مكبرات الصوت بالشعائر المميزة والأدعية المصحوبة بالتوسلات لله سبحانه وتعالى وقرآن التراويح.
نرجع لسبب تسمية المسجد فنستند على اجتهاد المؤرخين حيث أن بعد أن نقلت رأس الإمام الحسين من عسقلان بفلسطين إلى القاهرة لتدفن به لذا سمى المسجد بمسجد الحسين وذلك خوفا عليها مع بداية الحروب الصليبية؛ وقد حاول الكثير في تشكيك عدم وجود رأس الحسين داخل المسجد ولكن د. سعاد ماهر أقدم عميدة لكلية الآثار أكدت في كتابها “مساجد مصر وأولياؤها الصالحون” مع الدكتور عطية القوصي أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القاهرة بأن الرأس موجود بالفعل في المسجد بعد وصوله في مشهد مهيب من بلاد الشام إلى القاهرة عن طريق الفاطميين بعد دفن باقي الجسد في كربلاء.
سمي الحي بأكمله “بحي الحسين ” نسبة لوجود المسجد به.
أصبح المكان كله من الأماكن السياحية الجميلة ويذهب إليه السائحون والمصريون لالتقاط الصور التذكارية ولشراء الهدايا والطوابع المعمارية والتراثية.
للمسجد ٩ أبواب منها ٦ جانبية و٣ رئيسية : الباب الأخضر الخاص بالنساء وباب الفرج الخاص بالرجال والباب البحري.
يعتبر المسجد من المساجد التي بها آثار نبوية ؛ مثلا : قطعة من قميص النبي صلوات الله وسلامه عليه وبعض شعيرات من لحيته الشريفة والمكحل الذي خصص لاكتحال النبي؛ والسيف الذي يسمى العضد الذي أهداه سيدنا سعد بن عباده للرسول “ص” أيضا موجود بالمسجد قطعة من العصا التي كانت في يد النبي صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة.
يأتي الناس للمسجد للتبرك بحفيد الرسول والناس تعشق آل البيت والمصريون خاصة مرتبطون بمساجد آل البيت المنتشرة في ربوع مصر.