أحزاننا السوريالية ..هيفاء نصري “شاعرة الشام- سورية”
تأملتُ زمني فهالني ما رأيتُ
تحترقُ السطورُ
قبل أن أكتبَ كلماتي عن تلك اللحظاتِ المذهلةِ
بين الموتِ والولادة
ولا يبقى إلا رماد
أيّ اللوحات أصدقُ في التعبير
وكلُّ المدارس الحديثةِ والقديمةِ في الفنّ التشكيلي
لم تستطعْ أن توثّقَ آثارَنا على الرمالِ
من رامبرنت إلى فان كوخ إلى مانزوني
نحنُ صقورُ البادية وسفنُ الصحراء
الذين جردتْنا الريحُ من هويّتِنا
ولم يبقَ منا إلا كثباناً بشرية
أيّ القصائد يمكنُ أن تكتبَ عنا
عن تلك الجماجمِ التي تزينُ شقائقَ النعمان
من نيرودا إلى ووردسورث إلى كيتس
شعراءُ وفنانو الغرب عجزوا عن ربطِ خيولِهم في مرابطِنا
ونحن تركنا كلَّ القطيعِ يرحلُ نحو مراعي الغرب
اسمعني شوبان …أُسمعُكَ سيد درويش
أعطني خمراً أعطيكَ قمحاً
كلمني عن بيكيت , أكلمك عن توفيق الحكيم
على ذمة الموتى معجزةُ الأنبياء
وأنا أرسلُ سلامي إلى لونِ الحزنِ في العيون
وأكتبُ هذَياني على سعفاتِ نخلة
لكم تأملُكُم ……….ولي تأمُّلي
والزمنُ مرهونٌ بنا حتى احتراقِ الأبجديةِ في الشفاه
والبركان أولُه بخارٌ ليس شُعلة
التعليقات مغلقة.