أحمد محمد حنّان . هجرة الأسراب
١-وَتَئِنُّ أَشْجَارُ النَّخِيلِ بِحُزْنِهَا
إِنْ سَاقَطَتْ سَعَفًا عَلَى الأغْبَابِ
٢-وَتحِنُّ أَشْجَارُ النَّخِيلِ كَغَيرِهَا
عِنْدَ الخَرِيفِ لِعَودَةِ الأحْبَابِ
٣-مَنْ قَالَ جَهْلًا لا تَحِنُّ وَلاتَعِي!؟
مَنْ قَالَ أَنِّي لَنْ أَعُوَدَ لِبَابِي!؟
٤-كُفُّوا الدُّمُوعَ فَقَدْ تَنَاءَتْ أَدْمُعِي
وَتَدَافَعَتْ مِنْ مُهْجَتِي وَكِتَابِي
٥-كُفُّوا فَعَينِي لِلْبَيَاضِ اِسْتَسْلَمَتْ
وَتَيَبَّسَتْ مِنْ رَوْعِهَا أَهْدَابِي
٦-كُفُّوا فِإنَّ الشَكَّ يَشْرَبُ مِنْ دَمِي
وَيُطَيِّرُ الأسْرَابَ مِنْ جِلْبَابِي
٧-سَأَعُودُ إِنْ حَلَّ الشِتَاءُ بَأَرْضِنَا
وَحَقِيبَتِي مَمْلُوءَةُ الأجْنَابِ
٨-فَتَنَهَّدَ الطِّفْلُ الصَّغِيرُ وَقَالَ بَلْ
سَتَعُودُنَا بِحَقِيبَةِ الأغْرَابِ
٩-حَتَّى إِذَا قَرَّتْ بِحُضْنِكَ أَضْلُعِي
آَذَنْتَنِي بِمُفَارَقٍ وَغِيَابِ
١٠-فَهَي الحَيَاةُ وَمُرُّهَا يُسْقَى لَنَا
كَالقَهْوَةِ السَّودَاءِ فِي أَكْوَابِ
١١-لا تَعْجَبِ التَبْيَانَ فِي قَولِي أَبِي
وَأَنَا مَرِيضُ تَوَحُّدٍ بِخِطَابِ
١٢-فَلَقَدْ عَلِمْتُ بَأَنَّ عُمْرِيَ ضَائِعٌ
بَينَ الطُّفُولَةِ والبَلَا وَشَبَابِي
١٣فَكَسَرْتُ قَانُونَ الأطِبَّةِ والدْنَا
رِفْقًا بِأُمِي مِنْ بُكًى وَعَذَابِ
١٤-فاذْهَبْ أَبِي إِنِّي مُجَاهُدُ عِلَّةٍ
كَاالنَّارِ تَحْتَ رَمَادَةِ الأحْطَابِ
١٥-فَغَضَضْتُ سَمْعِي وَاسْتَعَذْتُ بِقُوَّةٍ
كَادَتْ تُسَيَّرُ غَفْلَةً لِيبَابِ
١٦-وَترَكْتُهُمْ خَلْفِي وَقَلَّةُ حِيلَتِي
سَجَدَتْ تُودِّعُ غَالَيَ الأعْتَابِ
١٧-وَرَكِبْتُهُ أُفَقَ السَّمِاءِ مُسَافِرًا
وَمَخِيلَتِي تَبْتَزُّنِي بِسَرَابِ
١٨-إِرْجِعْ فَإنَّ النَّجَمَ مَوقُعُهُ خَفَي
سَتَظَلُّ تَطْرُدُهُ بِدُونِ ثَوَابِ
١٩-حَتَّى إِذَا بَلَغَ النِّصَابُ نِهَايَةً
عُدْتَ المُنَى فِي دَمْعَةٍ وَرِهَابِ
٢٠-فَأَجَبْتُهَا إِنَّ الإلهَ لَرَازِقٌ
فَرْدَ الطُّيورِ وَهِجْرَةَ الأسْرَابِ
٢١-وَأَنَا مِنَ الطَّيرِ الذي يَهْوَى العُلَا
وَتُحِيطُهُ الأجْرَامُ بِالإعْجَابِ
٢٣وَلَكَمْ غَنِمْتُ مِنَ الليوثِ فَرَائِسًا
قَدْ فَارَقَتْ أَرْوَاحَهَا لِحِسَابِ
٢٤-إِنَّ الكَوَاسِرَ إِنْ هَوَى مَخْلَابُهَا
خَشِيَتْ مَضَارِبَهُ ضَرَى الأنْيَابِ
التعليقات مغلقة.