أحياناً يكون الصمت أبلغ من الكلام
بقلم محمد البيلي الرياض كفر الشبخ
إن القسوة تصبح إسلوب حياة وشيئاً طبيعياً في حياة البشر حين يفقد المجتمع العدالة والمودة والرحمة
حقا أصبحنا نعيش في عالم لاينقل لنا إلا وجهه القبيح
بل أن القبح فيه أصبح ثقافة وفكر وإسلوب حياة
عالم إختزل كل معاني الحب الجميلة في النزوات والمتع الشخصية
ونسي أن الحب الحقيقي
قد يكون في مكان تعشقه
أو عمل يشعرك بأدميتك
أو وطن لايبخل عليك بالعيش والكرامة
عالم أصبحت فيه مستجدات العصر بكل سلبيتها أقوى بكثير من قدرتنا على مواجهتها بعد ضياع كل أشكال العدالة القيم والمبادئ والأخلاق والذوق
عالم إختلطت فيه المعاني فأصبح المفهوم الواحد يجمع النقيضين في أن واحد على طريقة هل هي خمور أم مشروبات روحية
عالم أصبح الفساد فيه سلوك محترم ما دامت هناك الواجهة الإجتماعية التي تغطيه مثل مركز مرموق أو سيارة فارهة أو بدلة تحمل إحدى الماركات
بعد أن فقدت مؤسساتنا التربوية دورها في تنمية الشخصية وصقلها إجتماعياً ونفسياً وعقلياً بما يتناسب مع قيم مجتمعنا وعاداته وتقاليده بعد أن تخلت عن دورها وتحولت الى مؤسسات جباية سواء على مستوى التعليم الخاص او الحكومي
وعن مؤسساتنا الدينية التي فقدت دورها في توجيه المجتمع وتقويمه مما تسبب في ضياع الأخلاق على كل المستويات فحدث ولاحرج
فمن منا لم يسمع عن
أب يقتل أولاده
أو إبن ينهى حياة والده
أو زوجة تقتل زوجها بمساعدة عشيقها
وهنا يبقى السؤال قائما
وماذا بعد ؟
وهل تمضي بنا الأيام لما هو أفضل لحاضرنا ومستقبل أولادنا
أم سنبقى أسرى لمخاوف ومسميات وأشخاص وشعارات وأوهام زائفة في عالماً الأمس فيه يبدو بعيدا ،
واليوم يمر باهتا ،
والغد لايمكن التنبؤ به ،
وحتى نتفق على قيم حقيقية تحكم مجتمعنا
علينا أن نلتزم الصمت
والصمت لايعني القبول دائما ويخطيء من يقول أن السكوت علامة الرضا ولكنه في أحيانا كثيرة يكون أبلغ من الكلام ،،
التعليقات مغلقة.