أحِبُّكِ جِدًّا شعر أ / خالد الشيشيني
أحِبُّكِ جِدًّا شعر أ / خالد الشيشيني
أُحِبُّكِ جِدًا
وأعلِنُ حُبِّي أمَامَ الطُّغَاةِ
وكُلِّ البَشَرْ
أُحِبُّكِ جِدًا
برَغمِ الجِرَاحِ
و رَغمِ الرِّيَاحِ … و رَغمِ الخَطَرْ
وَرَغمِ ارتِكَابِكِ جُرمًا كَبِيرًا
عَظِيمًا بِحَقِيَ لَا يُغتَفَرْ
بِرَغمِ الجَفَافِ وفَوضَى العِجَافِ
وجُلمُودِ صَخْرِكِ تَحتَ المَطَرْ
فَإنّي أحِبُّكِ
حُبَّ اختِيَارٍ
ولَم يُجبِرُونِي..ولَم أُستَشَرْ
وَهَبتُكِ عَقلِي، بِفَوضَى جنُونِي
وَ قَلبًا جَدِيَرًا بِأنْ تَحتَفِي
وَ أَنغَامَ شِعرِي، وَ بُستَانَ زَهرِي،
وَ أيَّامَ عُمرِي، وَلَم أكتَفِ
زَرَعتُكِ صَبرًا بِصَحرَاءِ ذَاتِي
عَلَى الأُمنيَاتِ ،
وَ بُؤسِ حَيَاتِي
عَلَى مَا عَرِفتِ
وَلَم تَعرِفِي
عَلَى بَابِ حُسنِكِ
طَالَ انتِظَارِي
ومَاذَا يَضِيرُكِ إن تَعطِفِي؟!
بِرَبِّكِ مَاذَا تُرِيدِينَ مِنِّي؟
وَأنتِ التَّمَنِّي
فَكَيفَ التَّأنِّي؟
وكَيفَ التَّحَرُّرُ مِن مَوقِفِي؟!
نَزيفُ المَشَاعِرِ صَعبٌ أكِيدْ
وأصعَبُ منهُ التئامُ الوَريدْ
ومَا بينَ مَدٍّ و جَزرٍ عَنيدْ
تَتُوهُ المَرَافِئُ
عَن بَحرِهَا
وتَقسُو النُّجُومُ
عَلى لَيلِهَا
وتَغدُو المَشَاعرُ فِي سِجنِهَا
جَليدًا يُحَطِّمُ فِيهِ الجَلِيدْ
إِذَا جَاءَ صُبحُكِ حَتَّى تُضِيئِي
فَأدنَيتِ شَمسَكِ كَي تَحرِقِينِي
وَفِي البَحرِ جِئتُكِ دُونَ اختِيَارٍ
فَأيقَظتِ مَوجَكِ كَي تَغرِقِينِي
سَفِينَةُ عُمرِي
ثقُوبٌ…… ثقوبٌ
وَمَاذَا سَأفعَلُ كَي تُدرِكِينِي؟!
عَنَاقِيدُ حُبٍّ، تَدَلَّت أَمَامِي
وعُنقُودُ ثَغرِكِ لَم تَمنَحِينِي!
حَرَامٌ عَلَيكِ، بِهَذَا التَّجَنِّي
ومُرُّكِ يَجرِي بِحَلقِ السِّنِينِ !!
عَجِيبٌ وَقَلبِي عَلَى النَّارِ يَخطُو
يُنَاشِدُ قَلبَكِ….. كَي تَعصِمِينِي !!
وَسَاءَلتُ نَفسِي
لِمَاذَا أُحِبُّ
وهَذَا التَّمَلُّلُ يَجتَاحُنَا ؟!
لماذَا نَسِيرُ.. و بالجَوِّ بَرقٌ…
و رَعدٌ…. و خَوفٌ
بِأحدَاقِنَا؟!
عَذَابَاتُ قَلبٍ،
وَغَيمَاتُ دَربٍ،
لِمَاذَا السّقُوطُ بِأَورَاقِنَا ؟!
لِمَاذَا الجحُودُ
وَقَلبِي يَجُودُ
بِمَا تَشتَهِيهِ القُلُوبُ وَأكثَرْ ؟!
لمَاذَا إِذَا مَا اقتَرَبتُ بِوُدٍّ
تَرُدِّينَ بَابَ الحَنِينِ بِوَجهِي ؟!
وتَسأَمُ مِنِّي الوُشَاةُ
وَتَسخَرْ !
وتَبقَى ( لِمَاذَا) هِيَ المُشكِلَةْ
لأَرجِعَ مِن رِحلَةِ الأسئِلَةْ
… فأعلِنُ إني
أُحبُّكِ جِدًا أمَامَ الطُّغَاةِ
وكُلِّ البَشَرْ
برَغمِ الجِرَاحِ
و رَغمِ الرِّيَاحِ … و رَغمِ الخَطَرْ
وَرَغمِ ارتِكَابِكِ جُرمًا كَبِيرًا
عَظِيمًا بِحَقِيَ
لَا يُغتَفَرْ
فَإنّي أحِبُّكِ
حُبَّ اختِيَارٍ
ولَم يُجبِرُونِي..ولَم أُستَشَرْ
ومَا قُلتُ ــ رُغمَ اعتِيَادِكِ قَتلِي ــ
إلَى أينَ أمضِي؟!
وكَيفَ المَفَرّْ ؟!
التعليقات مغلقة.