أدب الحوار في الخطاب الديني … بقلم/ مدحت رحال
كتب الأستاذ عثمان علي مقالا بعنوان :
( قراءة في بيان لشيخ الازهر يهاجم فيه الإصلاحيين )
ويقصد الأستاذ عثمان بالإصلاحيين تلك الفئة من أدعياء العلم ممن يهاجمون التراث الإسلامي من علم الحديث والفقه والتفسير وصولا إلى إنكار السنة النبوية الشريفة ،
ومعظمهم مأجورون ينفذون أجندة أجنبية تسعى في الخفاء لهدم الدين وفك عرى الإسلام .
وقد أتت أكلها ممثلة في الديانة الإبراهيمية وعودة الوثنية إلى جزيرة العرب ، والذي تولى كِبره شيطان العرب ،
وتمثال بوذا في الإمارات العبرية شاهد على ذلك .
وكان هذا ردي على مقاله :
لا أدافع عن شيخ الأزهر ولا أحبه ،
ولم أقرأ مقاله ،
وبالتالي فلا يهمني مقال شيخ الازهر ولا أدافع عنه .
ولكني معني بمقال الأستاذ عثمان ،
وسأتناوله بموضوعية بعيدا عن الشخصنة .
_ من أدب الحوار وأبجدياته أن يتناول المحاور أو الناقد المقال نفسه بالنقد والتفنيد إن كان فيه ما يعارض فكره أو قناعته دون المساس بشخص صاحب المقال ، وهو ما لم يفعله الأستاذ عثمان ، بل لقد تطاول على شخص شيخ الازهر أكثر مما نقد مقاله مثل قوله :
أضعتم عمركم باتباع ( الشيطان ) .
وهذا فيه طعن بإيمان الرجل
وبجهل منقطع النظير
عما تحدث به شيخ الأزهر ( بجهله الكبير )
ألم ( تخجل ) يا شيخ الأزهر !!!!!
يا راجل ( عيب )!!!!
هذا كلام لا يقال لولد صغير فكيف لشخصية اعتبارية بغض النظر عن رأينا فيها .
_ ما قاله شيخ الأزهر من عدم الخوض في أمور الدين لغير المتخصص حقيقة فُهِمت على غير وجهها ،
ولعل الشيخ لم يحسن التعبير عنها .
نعم ،
لا يجوز لمن هب ودب أن يخوض في أمور الدين ،
ولا يعني ذلك أن هذا حكر على المتخصصين في علوم الدين .
المقصود أن على من يريد الحديث في شؤون الدين أن يكون على دراية تامة بعلوم الدين وعلوم العربية حتى لا يقع هو نفسه في الخطأ والمحظور .
هناك كثير من المتعلمين من أطباء ومهندسين ومدرسين وغيرهم تكلموا في الدين وأتوا بالمفيد والنافع ولكنهم تسلحوا أولا بما ذكرت وهو :
دراية بعلوم الدين وعلوم العربية
لارتباطهما الوثيق .
وفي الختام ،
باب البحث والتدبر مفتوح لمن تثقف بهذين المحورين ،
أقول تثقف وليس تخصص ، حتى يستطيع أن ينقد أو يقبل أو يرفض عن دراية ولا يخبط خبط عشواء .
والله من وراء القصد .
التعليقات مغلقة.