أدب السؤال
بقلم محمد البيلي
الرياض كفر الشيخ
لاشك أن كل منا هدفه الأول والأخير في هذه الدنيا هو أن يَسعد بحياة هادئة هانئة
والقرأن الكريم جاء ليربي الأفراد على منهج عقلي وخُلقي من صنعه
لذ إهتم كل الإهتمام بمسألة
أدب السؤال
وله شقان أدب السؤال مع الله أولاً
ومع غيرنا من البشر ثانيا
فما أجمل أن نعيش الحياة ببساطتها دون أن نتدخل فيما لايعنينا
سواء في إمور ديننا أو دنيانا وعلاقتنا بالأخرين
يقال أن « في الإجمال سعه »
فهناك أمور كثيرة أجملها القرأن وجعل الله في إجمالها سعة للناس
ومادام الله سبحانه وتعالى هو الذي ينزل هذه الشريعة فمن الأدب مع الله أن يترك العبيد لحكمته جل شأنه تفصيل هذه الشريعة أو إجمالها
لذا تجد أن أي تدخل للبشر لتفصيل ماأجمله الله يعتبر سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى وقد تترتب عليه تكاليف لانستطيع تحملها
فعلى سبيل المثال
نص الحج مثلا جاء مجملا
قال تعالى: « وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا «آل عمران:97 »
فعندما سَئَل سائل أفي كل عام يارسول الله فَكَره صلى الله عليه وسلم هذا السؤال وقال لو قلت لوجبت ولو وجبت لن تطيقوها وإن لم تطيقوها كفرتم
ياه يعني مجرد التطفل والتدخل فيما لايعنينا يدخلنا في هذه الدائره نعم
وكذلك في علاقتنا ببعضنا البعض تجد من يُسلط الضوء على أسرارك وخصوصياتك
وكلما أجملت له عن حالك طلب هو تفصيل
فأي لذة يجدها هؤلاء البشر في أن يكلفو أنفسهم معاناة البحث والتطفل والتجسس على خصوصيات الغير ونشرها بكل ماتحمله من إفتراءات وأكاذيب في معظم حالاتها
أي لذة وأي راحة نفسية يجدها في ذالك
وهل هناك أجمل من أن يتصالح الإنسان مع نفسه وأن يجنبها هم البحث والتقصي في شيء لن يعود عليه بفائدة
فما أجمل أن نأخذ الأمور باليسر الذي شاءه الله لنا كي نسعد بحياة هادئة هانئة مطمئنة
وهذا لايتعارض أبدا مع منهج الله في البحث والمعرفة وصلة الأرحام
فالأحكام الشرعية تُطلب ويُسأل عنها فهذا منهج الإسلام
والسؤال عن الغير وصلة الرحم في ظل ماشرعه الله أمر واجب
المهم في ظل منهج البحث والمعرفه
يحب أن نضع أمام أعيننا جميعاً قول الله تعالى « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ
« المائدة:101 »
فالله جل شأنه فرض فرائض فلاتضيعوها وحدد حدود فلاتعتدوها وحرم أشياء فلاتقربوها
وسكت عن أشياء رحمة بكم .. غير نسيان .. فلا تسألو عنها
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا إجتنابه
إنك ولي ذالك والقادر عليه
التعليقات مغلقة.