موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

أراك عصى الدمع والأمن القومى العربى بقلم د.أحمد دبيان

348

أراك عصى الدمع والأمن القومى العربى بقلم د.أحمد دبيان

بَدَوْتُ، وأهلي حاضِرونَ، لأنّني
أرى أنَّ داراً، لستِ من أهلِها، قَفْرُ
وحارَبْتُ قَوْمي في هواكِ، وإنَّهُمْ
وإيّايَ، لو لا حُبُّكِ الماءُ والخَمْرُ
فإنْ يكُ ما قال الوُشاةُ ولمْ يَكُنْ
فقدْ يَهْدِمُ الإيمانُ ما شَيَّدَ الكفرُ
وَفَيْتُ، وفي بعض الوَفاءِ مَذَلَّةٌ،
لإنسانَةٍ في الحَيِّ شيمَتُها الغَدْر
وَقورٌ، ورَيْعانُ الصِّبا يَسْتَفِزُّها،
فَتَأْرَنُ، أحْياناً كما، أَرِنَ المُهْرُ
تُسائلُني من أنتَ؟ وهي عَليمَةٌ
وهل بِفَتىً مِثْلي على حالِهِ نُكْرُ؟
فقلتُ كما شاءَتْ وشاءَ لها الهوى:
قَتيلُكِ! قالت: أيُّهمْ؟ فَهُمْ كُثْرُ
فقلتُ لها: لو شَئْتِ لم تَتَعَنَّتي،
ولم تَسْألي عَنّي وعندكِ بي خُبْرُ!
فقالتْ: لقد أَزْرى بكَ الدَّهْرُ بَعدنا
فقلتُ: معاذَ اللهِ بل أنتِ لا الدّهر

من منا لم يترنم بهذه الأبيات من قصيدة أبى فراس الخالدة ( أراك عصى الدمع )

أو يدندن بها بعد أن غنتها سيدة الغناء العربى كوكب الشرق أم كلثوم .

أبو فراس الحمدانى كان شاعراً عظيماً ومقاتلاً صنديداً زمن الدولة الحمدانية التى قامت فى حلب وقد كان من ابناء عمومة سيف الدولة الحمدانى أشهر ملوك بنى حمدان .

الدولة الحمدانية التى إشتهرت بأميرها سيف الدولة الذى مدحه أبو الطيب أحمد الملقب بالمتنبى وأبي الفتح عثمان النحوي، وقد أجزل سيف الدولة العطاء للشعراء بسبب محبته للشعراء وإجادته نظمه، وبادله الشعراء شعرًا حسنًا، وفنًّا جيدًا.

الدولة الحمدانية أو دولة بنى حمدان كانت دولة شيعية إشتهرت بجهادها ضد الروم فى أوقات الضعف والتردى العربى .

كانت الخلافة العباسية رجلاً مريضاً لا يقوى على مجابهة الروم فارتضى بوجود دولة شيعية تكفيه مؤونة المواجهة .

ما يذكره التاريخ أن انتصارات سيف الدولة على الروم البيزنطيين أثارت حفيظة الإخشيديين الذين وجدوا عليه تلك البطولات والأمجاد، وخشوا من تعاظم نفوذه وقوة شوكته؛ فتحرَّكوا لقتاله.بلغ الخبر سيف الدولة، فسار إلى حلب فملكها سنة ٣٣هـ، وهرب إلى مصر يانس الخصي، وكان واليَها من قِبَل الإخشيد، فأرسل الإخشيد جيشًا لمحاربة سيف الدولة بقيادة كافور ومعه يانس؛ فتقابلا مع الحمدانيين عند الرَّسْتن -الواقعة على نهر العاصي الذي يمر بالقرب من حماة- فحلَّت الهزيمة بالمصريين، وأُسِرَ منهم أربعة آلاف، عدا القتلى والغرقى.
ثم تقدم سيف الدولة يريد دمشق، فسار إليه الإخشيد الذي حلَّت به الهزيمة في قنسرين، ولكنه انتهز فرصة انشغال الحمدانيين بجمع الغنائم واقتسامها، فأطلق عشرة آلاف من صناديد جنده، بددوا شمل العدو، ودخل حلب حاضرة الحمدانيين، واستردّ دمشق إلا أنه -على الرغم من انتصاره- تصالح مع الحمدانيين على أن يترك حلب وما يليها من بلاد الشام شمالاً، كما تعهَّد بأن يدفع لهم جزية سنوية مقابل احتفاظه بدمشق.

كان الإخشيديون في حالة قوة وانتصار، ولكنه كان يرمي من وراء إبرام الصلح على هذه الصورة، أن يُبقِي الدولة الحمدانية حصنًا منيعًا يكفيه مئونة محاربة البيزنطيين، الذين لا يفتُرُون عن مهاجمة الولايات الإسلامية المتاخمة لبلادهم.

وصف الثعالبي سيف الدولة وما بلغته الدولة الحمدانية في عهده في هذه العبارة؛ قال: “وكان بنو حمدان ملوكًا وأمراء، أوجههم للصباحة، وألسنتهم للفصاحة، وأيديهم للسماحة، وعقولهم للرجاحة، وسيف الدولة مشهور بسيادتهم، وواسطة قلادتهم، وكانت وقائعه في عصاة العرب تكُفُّ يأسها وتنزع لباسها، ويفل أنيابها وتذل صعابها، وتكفي الرعية سوء آدابها، وغزواته تدرك من طاغية الروم النار، وتحسم شرهم المثار، وتحسن في الإسلام الآثار، وحضرته مقصد الوفود، ومطلع الجود، وقبلة الآمال، ومحط الرجال، وموسم الأدباء وحلبة الشعراء، ويقال: إنه لم يجتمع قَطُّ بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء، ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعر ونجوم الدهر، وإنما السلطان سوق يجلب إليها ما ينفق لديها، وكان أديبًا شاعرًا محبًّا لجيد الشعر، شديد الاهتزاز لما يمدح به وكان كلٌّ من أبي محمد بن عبد الله بن محمد القاضي الكاتب، وأبي الحسن علي بن محمد الشمشاطي، قد اختار من مدائح الشعراء لسيف الدولة عشرة آلاف بيت، كقول أبي الطيب المتنبي:

خليليَّ إني لا أرى غير شاعر

فلي منهم الدعوى ومني القصـائد

فلا تعجبا إن السيوف كثيرة

ولكن سيف الدولة اليوم واحـد

التعليقات مغلقة.