موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

أربع قراءات لثلاثية محطات24_1_2023الأستاذ الكبير محمد البنا والأستاذة الكبيرة نجاح واكد وشيخ النقاد العرب الأستاذ أحمد طنطاوي والأستاذة رجاء بكالي.

265


أخبرتني جدّتي عن صيّادٍ اعتاد أن يلقي شباكه صباحاً، فتعود إليه حاملةً حوريّاتٍ، ولآلئ وتيجان ملوك .
اليوم عادت إليه محمّلةً بحذاء قديم ؛ ارتداه ثمّ سار بعيداً جداً، قاده حذاءه إلى ضفاف نهرٍ جاف، توقف هناك ثمّ لوّح بفمه المهترئ لإحداهن، لكن لم يجرؤ…على اجتياز القدر.

أحدهم محا المساء؛ حركتِ معصمك؛ لكنك هذه المرّة لم ترسمي شلّالاً، بل رسمتِ سرباً من جراد، وفتاة تجلس على حجر، على كتفها يرتاح طائرٌ دوريّ، و تنبتُ تحت أقدامها زهرة.
تلوّحُ بها من بعيد لشاعرٍ كان يلقي شباكه في النهر؛ فتعود إليه بحذاءٍ مهترئ.
ثمّ مزّقتِ اللوحة…من مزّق من؟

الاستاذ نزار صديق قديم أعرفه منذ عدة سنوات تناقشنا واختلفنا كثيرا ومضى كلٌ منا في طريقه مبتعدًا عن الآخر، إلا أن القلوب بقيت على عهدها محبة بصدق، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، وما نقدمه هنا لن يتجاوز كونه رأيٌ مهما أصاب أو أخطأ، وها هو صديقي القديم الجديد يعود لأخيه الصديق( اللدود) بثوب قشيب وقلبٍ محب (نص لا يسعني إلا أن أتوقف عنده متأملًا بحب ودهشة).
ثلاث محطات أم ثلاث شطحات أم ثلاث معزوفات، أم كل ذلك مجتمعا؟..ثلاث محطات والقطار واحد، ثلاث شطحات والخيال واحد، وثلاث معزوفات على آلة واحدة، والراكبان ارتقيا سلالم القطار واستقرا على مقعدين من مقاعده، وغادراه معا، والمتحلقان يحلقان في فسحة خيال واحد، تضمهما توهة واحدة، والعازفان يعزفان على آلة واحدة لهما نفس اللمسات وإن اختلفت الأصابع، والنغم واحد وإن أختلفت الأوتار وتوازت..هذا هو ابداع هذا النص المجزأ في اتصال، والمتصل على محيط دائرة انتهى إلى نقطة بدءه.
تقنية التسليم والتسلم وتقنية التدوير السردي تقنيتان اجاد الكاتب اللعب على حبالهما المرتخية كبهلوان خبير بقوانين الاتزان متسمًا بال( حذر) ومستسلمًا ل (قدر) ينتظره لا يفلح حذر معه، منقوشًا على (لوحة) حياة خالطها الخيال وامتزج بها خلال مسيرة قطار لا وجود له..ولينتهي الأمر بتمزيق- اللوحة- كل ماسبق، فمن مزق من؟..كلاهما مزقا اللوحة؟ أم الحذر والقدر؟..أم الدنيا بما رحبت ضاقت واستحكمت فاختلفت ضلوعهما تمزيقا؟…من مزق من ؟
نص تدويري بامتياز وبحنكة بالغة زاده التسليم السليم المتتالي جمالا فوق جمال.
أهنئك يا صديقي على معزوفاتك الثلاث وشطحاتك الثلاث و..محطاتك الثلاث و..القطار الذي لا وجود له، لكننا استقليناه كقراء متوسدين مقاعده الشاغرة خلال ترحاله من محطة لأخري.
محمد البنا ٢٤ يناير ٢٠٢٢

نص يستحق إلقاء التحية بجدية
توقفنا عنده حبا روحيا وأدبيا لاقتباس مايتضمنه من جماليات ورمزيات مبهمة خلف ألغاز بشطراته الثلاث الموزعة بدايةبحتوتة الجدة المعمرة التي لاتلفظ سوى الحكمة من مختزنات التعمير والاعوام المتراكمة على جدار العبور.
أي عنوان يسكب الورع( الحذر)
ومن الحذر ياترى،!؟
هل من ذاك الإنسان الذي أغرته دنياه بزهوها وتفانيها ومفاتنها وأنواعها ،!؟؟
أم من ذاك القدر الذي لايغفل عن إنسانه الحي الذي يحوش رزقه وهو ينصب له الكمائن والشباك لأن وقالت وتكبله،!؟
قدر كان يرصد كل التقارب ليشتته، ليمزقه اربا.. وتلك الأحلام التي يفسدها الحظ بالعثور على مكتنزاتها وعلي بها وتبدل العقيق بنعال عتيق رثته الأمنيات الفاشلة.
أي عنوان يسكب الخمول بقدح الأمل المسافر غرقا.

ليترك سبات لوحة صامتة نتاج شروخات أعوام وعقود غابرات عبرت تتأرجح أسطورة العصور بخيباتهاالداكنة تحت وطأة جسور دمرها الكهل وفوات السنون على صدى صفير ذاك القطار الذي عدى وفات تاركا حمولتنا على منعطفات الإنتظار والانكسارات العديدة بحلكة دجى دنيانا الرمادية بواقعها الجريح نزفا دون توقف

نص أكثر من رائع قراءة أستاذنا الغالي أروع اوفاه حقه ولكل نظرته وغيره مع خياله الخصب وفكره الذي لاينضب ثراء وفطنة
ابدعتم بحق سلمتم ودمتم تألقا واستمرارية للأعلى بإذن الله كل الاحترام والتقدير
كاتب وناقد
(نجاح واكد سورية)

القراءة :
ــــــــــــــ

نص يؤكد على العلامات المميزة للقصة القصيرة
جدًا و خصوصيتها الفارهة .
هذا التتالى و الترابط بين الأجزاء الثلاثة لم ينف
خصوصية كل جزء مشهدية و حدسًا و شـــعرية
و أيضًا قصًا و حكيًا .

………………

لقد غامرت …
كأننى واحد من الصبية اللاهين على قمم الموج
مثلهم أحاول تطويع كيس منتفخ بالهواء
صيفًا بعد صيف .. أيامًا طويلة
فى بحر من المجد
لكن البحر كان عميقًا.. عميقًا جدًا
أعمق مما أستطيع اللهو فيه

( ويليام شكسبير – مسرحية هنرى الثامن )
…………………

الصراع الأبدى بين الأمل و المســتحيل ، ها هنا تكمن
تراجيديا الإنسان ..
للاستطاعة حدود و تخوم لا يمكن تجاوزها إلا بالشــعر
و الفن _ وهمًا ربمًا _ لكنهما العزاء الوحيد و الملاذ .
الصياد القديم علامة شعرية و إشارة إلى وجوده داخلنا
جميعًا … تنتهى أوقات البهجة يومًا لتحل محلها سحب
القتــــامة ، محاولاته لاهثة بإصرار على التخطى، لكن
هيهات للخط المرسوم أن يحيد عن المســـــار المسجل
سلفًا .
على الطرف الآخر المقابل ثمة من يريد إنقاذ ما تبقــى
من أحلام ، لكن من توجهت إليه الأمانـــى كان قد رحل
فى خضــــم لحن يائس لم تفلح اليد الطيبة فى أن تبدل
حروفه الرمادية العجفاء ، فالشــــاعر خرج من دائرة
انهمار الشـــــــــلال الحالم الذى رسمته الأنامل الطيبة
العذبة .. و ترك لوحتها التى جاهدت فى نثرها عطرًا
منقذًا .
انتقل الحظ العاثر فى الإلماحة الثالثة إلى هذا الملاك
الحارس ، فأصابها عقم ما أصابه فى مســـــــــــيرته
العرجاء , هى دورة الأفلاك تأخذ فى مداراتها الجميع
بلا اســـــــــــتثناء لتتركهم حطًامًا و هشيمًا ، فالمساء
الساحر قد تم محوه بقوة غالبة لتتبدل مفردات الحلم
الســـــابق ، فالشلال المترنم _ رمز الحياة _ تحول
الآن إلى جراد يدمر النماء و خضــــــــــرة الرياض ،
و زهرة النرجس التى تحكى قصة المنتحر هى الباقية..
تحية يائسة تحكى قصة الهزيمة للشاعر البائس …….
ثم …
فلتمزق اللوحة أو يسدل ستار التراجيديا و المرثية .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

النص باهر إلى أبعد حدود الإبهار و علاماته الفائقة .

( احمد طنطاوي )

ـــــــــــــ
.نمط الثلاثية
trio

هو نقطة بؤريــة عميقةبصرف النظر عن التفاصيل فى الأجزاء الثلاثة يتم فيه الدوران حول مرايا ثلاث،أو هى كاميرات ثلاث
تصور متصلا واحدًا ،لكن القصة المروية تتخذ شكلا جدليًا ملتفاً
حول نفسه فى نماء متصاعد لولبى.
قصص ثلاث تتميز كل واحدة منها بوحدتها الخاصــــــــة الممكنة ,
و تجمعها بالقصتين الأخريين علاقة كلية فى الوقت نفسه .
و هذا الشكل يتطلب مهارة معينة ، فليست كل ثلاث قصص متتابعة
يتحقق فيها هذا الشكل فى حقيقته العليا .

( تعقيب للأستاذ أحمد طنطاوي)

ما يثير الدهشة حقا أن كتابات أستاذنا هي الانعكاس الأمثل لتركيبة ثقافية شديدة الخصوصية
تمزج بين الفكري الفلسفي و الصوفي الروحي بإخراج فني إبداعي ينهل من المسرح و السينيما و الموسيقى..
أي جمال ذلك التناول للثلاثية في تناغم النصوص و تمركزها على نقطة تشع خلف رمادية المشاهد و رمزية الكلمات و شاعرية السرد ..

في هذه الثلاثية حيث التفاف المشاهد في نقطة زمنية تبدو تراوح عند حدود ذات تترنح بين الأمل و اليأس على ضفاف الإبداع
يقود القدر المحطات إلى المشهد الأخير الذي قد يكون هو الأول،
تحطيم للزمن المادي الخطي غوصا إلى عمق الذات، في سيرورة لا حدود بين لحظاتها، ليكون الحاضر ذلك الجدل الدائم بين ماض و آت ….
.

و ذلك الطائر الدوري المستكين على كتف فتاة، على لوحة وجود تنعي القصيدة كما تنعي الحكاية،
لا تعلم أنها تنعي ذاتها أيضا
تمسحها يد القدر في مشهد كبير يحتفي بالانكسارات،
بالنهايات ينذر بها وعي تيقظ فجأة بعد خدر رحلة البحث عن المعنى إبداعا ..
يذكرنا المشهد الأخير بغراب بو و هو يكرر في يأس أبدي :
فقط و لا ثان لا ثان. .

تحية تقدير لنص رسم بريشة مرهفة تتحايل شعرا و تشكيلا على تصلب الوجود و غربة الذات ..
و إليك أستاذنا الجليل شكر و عرفان.

التعليقات مغلقة.