أرضُ الكِمامة…محمــد عبــد المعــز
عِـشِـقُ الوطن، يظل محفوراً في القلوب، مهما شرَّقنا أو غرَّبنا، بعدنا أو اقتربنا، لأنه من الإيمان، ولا يلتزمُ بذلك، فِـعلاً، إلا أصحابُ الفِطرة السوية، الذين يُثبتون أنهم أحَـقُّ بهذا الوطن، بإيثارِهم مصلحتَه، والعمل على نهضته، وإعلاء رايته، وخِدمة أهلهم، وكل ذلك ابتِغاء مرضاةِ الله.
هذا العِـشق، يرتَـبِـطُ بمواقِفِهم ومواقِعِهم، فتتباينُ مواقِفُهم أحياناً، وتتعارضُ كثيرا، وتفرضُ مواقِعُهم على كثيرين منهم، قُـيوداً لا حَصْرَ لها، وتُحرِّرُ آخرين، من الحَصْر والحَظْر، وبينهما يتخلَّصُ الوطنُ من شوائبه، وتتلخَّصُ الوطنية، في أبهى صِوَرِها، وأزهى أصولِها.
فالوطنيةُ ليست موسمية، والوطنُ ليس عَرْضاً خاصاً، في سوقِ التنزيلات، والْحُبُّ لا يرتَبِطُ بما يؤخذُ مهما كثر، بل بما يُمنح مهما قل، لأن مَنْ لا يملكُ لا إثمَ عليه، وبين الحُقوقِ والواجبِات، لا عُقوقَ ولا شِعارات، لأن الوطنَ للجميع، وبهم، وخيراته منهم وإليهم.
مِصرُ كِنانةُ الله، وستظل، وستتجاوزُ هذه المرحلة، إن شاء الله، لتعودَ أقوى، لأن أهلَها يستحِقون، بعدما صبروا، وصابَروا، ورابَطوا، واتقوا الله، أملاً في سِتْـرِ الدُّنيا والآخِرة، وعلى كل منا حماية نفسه وغيره، والتماس العُذر لبعضِنا، لأن نسبةَ الأميةِ كبيرة، ولسنا شمّاعات، كي يُحَمِّلَ كل منا الآخر المسؤولية، ولا سمّاعات، كي نقولَ آمين…!
نحن بحاجةٍ إلى وعي، جَمعي وجَماعي، جَمعي لأن ما يجمعنا كثير، بفضلِ الله، وجماعي يدفعنا إلى التعاون، في هذه المرحلةِ الدقيقة “وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تتعاونوا على الإثم والعدوان” كي ننجوَ ونُنجي، قبلَ أن تتحوَّلَ أرضُ الكِنانة، إلى أرضِ الكِمامة…!
…………….
التعليقات مغلقة.