أساطين وتراث و رؤى نقدية
بقلم سيد جعيتم
جمهورية مصر العربية
تنتظرُهُ يوميًا، يتسللُ لمخدعِها ليلاً، تكشفُ جانبَ الفراشِ، يقفزُ في حضنِها الدافىء، تحكي له، بينما يتأملُ وجهِهَا، عياناها الغائرتان تشعان حنانًا ، وتكشفُ بسمتها عن فمٍ خالٍ من الأسنانِ، وينسدِلُ شعرُها الأبيضُ فوقَ جبينِها، يلتصقُ بها لمزيدٍ من الأمان.
يتذكر حكاياتها:
- عن ذكاءِ الصيادِ، وكيفَ ضحِكَ علي العفريتِ وأدخَلَهُ القمقمَ فأعادَ غلقَهُ عليه، وعن جُحا وكيفَ أقنعَ القومَ أن أواني الطهي تلدُ عندَه فأعطوه كلَ أواني البلدةِ فأخبرهم أنها ماتت أثناءَ الولادةِ.
- أغلق الكتابَ، وضع يدَهُ عليه حتي لا تُفتحُ صفحاتُه ويزاحمُ جحا والعفاريت خيالَه، رشفَ من فنجانِهِ … راقب تموجات البنِ علي جدرانِ الفنجانِ وسكةِ السفرِ والزائرِ الذي سيأتيِهِ بعدَ نقطتين، أخذ يراقبُ حلقاتِ دخانِ سيجارَتِهِ وهي تتصاعدُ في حلقاتٍ، نطقَ بصوتٍ مسموعٍ:
- – تبًا لمن شوهوا تراثَنا.
- غدًا سأدرس لتلاميذي عن الدخيلِ الذي أوقعَ بينَ الجيشين وألَّه الخليفة فحرقَ الخليفةُ أتباعَه ، أعاد فتحَ الكتابِ ، مصمصَ بين شفتيهِ، اختفت السطورُ، تطايرَتْ الكلماتُ داخلَ عقلِهِ ، تحولتْ لأفواهٍ تسخرُ منه، اغتمَّ ، جفاهُ النومُ …لم يغمضُ له جفنٌ.
لملم شتات فكرِهِ، وقفَ أمامَ تلاميذِه: - تاريخُنا مملوءٌ بترَّهاتٍ غيرَ حقيقةٍ، كانَ درسُنا اليومَ عن شخصٍ خرافيٍ نسبوا إليه ما فشلوا فيه، لذا سيكونُ درسُنا اليومَ عن جُحا و العفريتِ العبيطِ والملكِ الذي كان يقتلُ كلَ يومٍ فتاةً.
- تمت
بقلم سيد جعيتم
جمهورية مصر العربية
رأي بعض السادة انقاد في القصة
Nabeel Najjar
عن التاريخ المزيف، عن غباء الساسة، وانجرار الرعية البلهاء.
ومن يكتب أفضل من هيرودوت الواحة عن تاريخنا المليء بالترهات.
احسنت واجدت.
ضياء طمان
أَجَدتَ، الموقر سيد
بوح الياسمين
أعجبتني القصة بفكرتها وأسلوبها ولغة القص
الحضارة التي تبنى على قيمة الفرد كإنسان تترك تاريخاً ناصعاً
والحضارات التي تزج بملايين الأفراد في أتون الطغاة ، تخرج رغيفاً مسموماً يقتل التاريخ ويشوه الإنسان
كل التحية لإبداعك
سيد جعيتم
طه سنجر
بين حواديت جدتي وشعرها الأبيض الذي لا يشعر بالأمان إلا بالإلتصاق بجبينها..وقراءة الفنجان ، والزائرالذي سيأتي بعد نقطتين…وبين مخطوطات التراث..وجحا وأوانيه التي تلد وتموت ، والعفريت العبيط ،وتأليه الخليفة ، وشهريار يأخذنا النص في سهولة ويسر وبسلاسة ناعمة..الي الحقيقة المُرّة.. – تاريخنا مليء بالترهات – فهل من مدكر…..تم يغادرنا النص كما أتي ويترك لنا…مايجب أن نفعله دون أن يوضح كيف…….وهكذا يكون الإبداع….أبدعت سيدي.تحية من كل قلبي لقلمكم المبدع.
سليمان جمعة
الخيال والابداع
والتراث ..
لقاء الفتى وجدته اي لقاء الزمنين الماضي والحاضر لكي يكون المستقبل ..ذا نسل مستمر متفاهم مع ذاته ..
الثقافة الشعبية فيها الخرافي كالشاطر حسن والفانون السحري والمارد ..تلك المخيلة تكتنز ذاتنا الفاعلة الحالمة وكذلك العاجزة والضعيفة .. الخرافة ترسم ما نعجز في الواقع تنفيذه ولكنها تكون حافزا للعمل والجد .وهي تصور يسبقنا الى المستقبل ..فالخديعة التي اجراها باعادة المارد الى قمقمه ..وهو صياد يمتهن الصبر وقوة الانتباه ..هذه البنية ” الصياد ” تمنح الخرافة وظيفة جديدة تخضع له ولهدفه ….وكذلك جحا
الذي استغل غيبوبة الناس وانغلاق افق خيالهم ..وذلك لنقص في مادة الغذاء وامنه ..فجعلوها خ افة انها تلد طعاما ..هكذا بدون فعل من ذاتها ..تلك مخيلة تصور حالا صعبة يعيشها العقل العربي في اننا سنكون شيئا دون ان نشمر عن سواعدنا ..اذن الخرافة بين جحا الذي يشكل انذارهم بازهم سيفقدون وسيلة عيشهم وكذلك توقيت الصياد للاماني..اي متى تطلب ..
اذن ،
في معاقرة الاسطورة والخرافة مما يشكل تراث لنا يكمن حركة الخيال ..فعلينا ان نتناوله بالطاقة نفسها المخيال ..لا ان نسلط عليه العقل فنقتله لا فلنجعل العقل يتخييل .
اذن تبدأ الحبكة من التقاء الجدة والفتى ..وكذلك تستمر مع المدرس والتلاميذ كمرآة اخرى للتعلم .. سيعرفهم ان التراث يقدم بصورة غير سوية .
فشهريار وشهرزاد حكاية تقدم الذكر متسلطا والمرأة خاىنة يوجب قتلها بعد اخذ الشه وة منها ..
ذلك انتقاص من مخيال الحكاية.. شهر زاد اعادة صياغة شهريار فقدمت ثقافتها ورؤيتها الى الحياة ..فاندمج فيها وحرر فكره من الانتقام ..
اذن سؤعيد قراءة التراث هذا لب القضية .
ولكن نتناول التراث بروح جديدة .
التعليقات مغلقة.