أساليب النفي في اللغة العربية
أساليب النفي في اللغة العربية
بقلم:دكتورة وجيهة السطل
(١ )
سألني صديق عزيز قائلًا :
في القرآن الكريم آيات كثيرة بعضها استخدم النفي ب(لا ) وبعضها ب(ما) فما الفرق بينهما ؟ وهل هناك قاعدة تضبط اختيار واحدة من دون الأخرى؟
وأقول :
أسلوب النّفي في الّلغة العربيّة، أسلوبٌ يستخدم لإنكار عمل أو قولٍ ما أو لنقض حجّةٍ أو فكرةٍ أو موضوع معيّن، ويُراد منه نفي شيءٍ ما سواء كان جملةً أو دليلاً، وعكسه الإثبات .
والنّفي في الّلغة العربيَّة نوعان:
–النّفي الصّريح وهو نفيٌ باستخدام أداة للنّفي.
–والنّفي الضّمنيّ: هو نفي دون استخدام أداة .
أولًا – النّفي الضّمنيّ :وهو بإيجاز ،النفي البلاغي باستخدام أساليب معينة يحكمها أسلوب الإنشاء كالاستفهام ،فيكون الاستفهام بقصد النّفي لا لطلب الفهم والإيضاح،كقوله تعالى:
﴿هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾سورة الرحمن:٦٠
وكذلك التّمنّي. فالتّمنّي طلب لشيءٍ لم يحصل أو لن يحصل،
فهو انتفاءٌ ضمني.
كقوله تعالى:
﴿وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا﴾سورة النازعات :٤٠
أو أسلوب الخبر ويكون النّفي فيه ،باستخدام أسلوب الشّرط غير الجازم وأداته (لو)، ومن الأمثلة عليها (لو زارني لأكرمته) و نفهم أنّه لم يقم بالزّيارة دون أن يخبرنا بالأمر صراحةً، لذا لم يتحقق الإكرام . و قد تكون من ذلك لام الجُحود ،والجحود الانكار وهو من الأمور السلبية : وهي أداة نفي تدخل على الفعل المضارع بعد كونٍ منفي وتفيد توكيد النّفي، ومن الأمثلة عليها : ما كُنتُ لأُهمل في تربية أبنائي.وقوله تعالى : “وما كان الله ٍليعذِّبَهم وأنت فيهم ” سورة الأنفال : ٣٣
التعليقات مغلقة.