موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

أساور لحصى مقبرة..بقلم عيسي الدبا

216

أسَاورُ لِحَصَى مقبرةْ ..

بقلم عيسى الدبا


١

و أموتُ …
لا خبراً يعلو الجرائد
لا شارات يعلقها الشعراء
لا ورودَ تنثرها العاشقاتُ على القصيدةْ
أثرٌ كان يمشي
و الليل يَعُدُّ الأنفاسْ
لا صُبحاً يطل من جديدْ
بكاءُ رباب الصباحي يختفي
لا دمعاً يحضن وجهي على الوسادةْ
لا ظلاً حفظه الترابُ
لا خطواً يبقيهْ
تفتقدني المنابرُ
لا سطراً ألقيهْ
ربابُ تصعدُ الدُّرجَ
خطوات قدميها قلبي
يداها و الدمع دفئ الخدينْ
لا وسادة تلقاها
ألعابها عيناي .. و الدمعُ بخدي
تمسحهُ كي أفيقْ .

٢
و أموتُ ..
تشتاقني الأقلامُ .. محبرة المكتبِ
فنجان قهوتي الباردُ
رسائل أصدقائي على الجوّالْ
منفضة السّجائر
يشتاقني الرّمادْ
لا يداً تفتحُ البابْ
لا إصبعاً يُنيرُ الغرفةَ
لا إصبعاً يمسحُ الغبارْ
ماتتْ كل الأغاني
فيروزُ .. و أنا
روحين كنا .. يجمعنا الصّدى
بلا عذرٍ أموتُ
و الليل بلا ثلجٍ يُلقيهْ
بردُ آذارَ يَذكرني
تَذكرني المقبرةْ
لا جسداً يخشى الترابْ
عيناي و الرَّبابُ تَذكُرني
منديلها الأزرقُ
أساورُ النّحاسِ
خاتمُ العاجِ
فرشاةُ الصباغةِ
لا حنيناً تتركهُ الرّوحْ
أغيبُ في التراب و الذكريات هناكْ
تحفظُ الطريقْ .

٣
و أموتُ ..
روحٌ تصعدُ و الصّمتُ يلبسُ الشفاهْ
لا جسداً يتعبُ
لا جسداً تتوهُ رجلاهْ
مشوارُ المدرسة الصباحي
يدُ أبي و نحنُ نحملُ الخبزَ
طابور السابعة صباحا
بائع الإسفنج
شاي إبريقنا الأزرقُ
رمل الباحة
أصابع قدمي و الحلم قلبي
رفاق الزقاقْ
ثوب أمي و العيون عمري
سلة الخضار
طبق التمر و السكر
تاغرويلُ
شاحنة الماء
عطش آبْ
لا شمسا تمحو صيفها
أموتُ و هذي العيون شمسي
و هذا القبر يحتاج البريقْ

٤
و أموتُ..
لا حسرةً يبيعها الترابْ
أنا .. عيناي .. و وجهُ ربابْ
حبيبان كنا و العمر يحسبُ عُمرهُ
عينان و الدمع قلبانا
لا حزن سوانا
يشتاقنا الصباح الندي
تشتاقنا مراجيح الحديقةْ
أكبر في ا٩لموت و الرّباب بريقي
لا دفئ بريقي
يحضنني الظلامْ
كل الذكريات حصى الترابْ
دراجتي الحمراء
رفاق الزقاقْ
بخور أمي و الختان عيدْ
حوش دارنا
دخان الشواء
زغاريد الجارات
فرح أمي و الطبق تاغرويلْ
جلبابي الأبيض
ثوب أمي في الأسواقْ
لا ذكرى تموت ..
كل الذكريات عمري
و هذا القبر يحتاج البريقْ .

٥
و أموتُ ..
لا خوفاً يضُخُّه القلبُ
لا جفناً يستعطفُ الدمعَ
لا دمعاً يمحو الذكرى
عينان كانتا لي
و هذا التراب ترابْ
نديُ الحَصى يَسكنُ الأجفانْ
و أنا الفارّ من جسدي
لا تراباً تخشاه الأحداقْ
ربابُ دمع الرُّوحْ
و الرّوحُ هناك .. تصعدُ الدّرجَ
تلبسُ المنديلَ
تضعُ الأساورَ
تحملُ الخاتمَ
تخلطُ الألوانْ
لا وجهَ هناكْ ..
أموتُ .. و لا ذكرى تموتْ
و هذا التراب ترابْ
كل الحصى بعيني و أنا الميتُ
لا ذكرى تموتْ ..
يداها .. ربابُ
يداها .. و الدمع دفئ الخدينْ
لا وسادة تلقاها
عيناي عيناها ..
و أنا الترابْ
و هذا الحصى روحها
تمسحُ القبرَ
تقرأُ الفاتحة
تسكبُ الماءَ .. فتبكي المقبرةْ .

التعليقات مغلقة.