أسماء في التاريخ الإسلامي بقلم.. مدحت رحال
قاتل الحسين
الكل سمع بكربلاء واستشهاد الحسين بن علي رضي الله عنهما ،
ولكن قليلون من يعرفون ان أمير القتل هو :
ألشقي /عبيد الله بن زياد
هو ابن زياد ابن أبيه الذي ألحقه معاوية بنسبه كما بينا ذلك في تعريفنا بزياد
ولي العراق لمعاوية ومن ثم ليزيد بعد موت والده زياد والي العراق ،
استدعاه معاوية ،
فلما قدم عليه ما سأله عن شيء إلا أجاب وأحسن ،
وساله عن الشعر فقال :
كرهت ان أجمع في صدري مع كلام الرحمن كلام الشيطان ،
فقال له معاوية :
اغرب ، فوالله ما منعني من الفرار يوم صفين إلا قول ابن الأطنابة :
أبت لي عفتي وأبى بلائي
وأخذي الحمد بالثمن الربيح
وقولي كلما جشأت وجاشت
مكانك تحمدي أو تستريحي
وكتب إلى أبيه زياد أن روِه الشعر ،
فرواه ،
ومن شعره :
سيعلم مروان ابن نسوة أنني
إذا التقت الخيلان أطعنها شزرا
وأني إذا حل الضيوف ولم أجد
سوى فرسي أوسعته لهمُ نحرا
لم يكن يزيد يحبه ولكنه أبقاه واليا على العراق وضم إليه خراسان فيما بعد ليقف في وجه دعوة الحسين الذي كان انصاره في الكوفة يراسلونه ويطلبون إليه القدوم إلى العراق ، ويؤكدون له بأن الامر في العراق لصالحه ،
ولكن كما قال له الزردق عندما لقيه وهو في طريقه إلى الكوفة :
قلوبهم معك وسيوفهم مع بني امية ،
لعنة تلاحق عبيد الله بن زياد ،
كان أمير العراق عندما خرج الحسين يريد الكوفة ،
فوجه إليه ابن زياد جيشا بقيادة / عمر بن سعد ابن أبي وقاص ، وأمره أن يحول ببنه وبين الدخول إلى العراق ،
والتقى الفريقان في كربلاء ،
وتفرق أصحاب الحسين عنه ولم يبق معه إلا من خرج معه من أهل بيته،
أصر ابن زياد على أن ينزل الحسين على حكمه فيرى فيه رأيه
ورفض الحسين ، وكانت وقعة كربلاء التي استشهد فيها الحسين وجميع من معه من آل بيته إلا طفل صغير هو علي زبن العابدين ، وقد هموا بقتله لولا أن القت نفسها عليه سكينة بنت الحسين فتركوه ،
سبة في جبين ابن زياد أبد الدهر ،
حتى أمه مرجانة لامته ووبخته وقالت له مستنكرة :
تقتل إبن بنت رسول الله !!!!
بعد موت يزيد تولى ابنه معاوية الثاني الخلافة ،
وكان مريضا ضعيفا ،
تنازل عن الخلافة ولزم بيته إلى أن مات ،
اتسعت دعوة عبد الله بن الزبير الذي دعا لنفسه بالخلافة ، ودانت له الحجاز واليمن ومصر ، وبدأ يتوسع باتجاه العراق ، ولم يبق بيد الأمويين إلا الشام ،
بل واضطرب أمر الامويين أنفسهم ،
فر عبيد الله بن زياد إلى دمشق
وهنا تتدخل الاقدار ،
ألصدفة ،
كتبت فيها منشورا بعنوان : صدفة تصنع خليفة .
لو لم تحصل هذه الصدفة لتغير وجه التاريخ .
صدفة ، ولكن صنعتها الاقدار
بعد أن اضطرب أمر الأمويين في الشام ، ودانت معظم البلاد لابن الزبير ،
خرج مروان بن الحكم يريد الحجاز ليبايع ابن الزير وقد رأى أن أمره قد اتسع ودانت له معظم الاقطار الإسلامية
وخرج عبيد الله بن زياد من العراق هاربا يريد دمشق
وتجمع الصدفة الرجلين في الطريق ،
أحدهما خرج هاربا
والآخر خرج مبايعا،
وزين ابن زياد لمروان أن يعود إلى دمشق ويدعو لنفسه بالخلافة ، فهو كبير بني امية ،
ويرجع مروان ، وينادي بنفسه خليفة في دمشق ،
ويستقر له الأمر في الشام بعد أن قضى بمساعدة ابن زياد على بعض المناوئين وأخمد الفتن ،
وانتقلت الخلافة من البيت السفياني إلى البيت المرواني ،
خرج ابن زياد على رأس جيش الشام إلى العراق ،
والتقى بجيش التوابين وانتصر عليهم ،
وكان المختار بن عبيد الثقفي قد خرج مطالبا بالثأر من قتلة الحسين متخذا الكوفة مقرا له ،
وأرسل جيشا بقيادة / إبراهيم بن الأشتر النخعي الذي التقى بجيش ابن زياد وانتصر عليه في مكان يدعى / الخازر ،
فقتل ابن زياد واحتز رأسه وأرسله إلى المختار في الكوفة ،
ة
يقول أحد من شهد تلك الحقبة :
لقد رأيت رأس ابن زياد في قصر الكوفة بين يدي المختار ،
ورأيت رأس المختار في القصر بين يدي مصعب بن الزبير ،
ورأيت رأس مصعب بين يدي عبد الملك بن مروان ،
ولم يكن بين تلك الرؤوس اكثر من عشر سنوات
_ قيل لهند بنت أسماء بن خارجة وكانت قد تزوجته :
ماذا تقولين في ابن زياد ؟
قالت :
وددت لو أن القيامة قامت فأرى عبيد الله وأشتفي من حديثه والنظر إليه ،
وكان كما قيل : جميل الصورة قبيح السريرة
_ دخل ابن زياد على مريض يعوده وقد أشرف على الموت وقال له : أتعهد إلينا شيئا ؟
قال المريض :
نعم ،
لا تصل علي ولا تقم على قبري ،
وأبت عدالة السماء إلا أن تعجل عقاب قتلة الحسين رضي الله عنه ،
فقد قُتل جميع من شارك في قتل الحسين
وكان الشقي عبيد الله بن زياد بن أبيه أولهم .
التقى رجل بآخر قتلة الحسين وهو لا يعرفه ،
ودار بينهما حديث عن كربلاء ،
فقال الشقي : زعموا بأنه لن ينجو أحد من قتلة الحسين من القتل ،
وها أنا أمامك حي .
فقال له الرجل : صدقوا وإني قاتلك ،
وضربه ضربة بالسيف أطارت عنقه .
التعليقات مغلقة.