أشارت لي بعينيها …
شعر وائل هيبة
أشارتْ لى بعينيها فهمتُ
كفانى إذ بعينيها تشيرُ
تحادثنا على صمتٍ حديثاً
تحاورنا ولا قولٌ يدورُ
فتطربنى وأحرفها نقاءٌ
بهمسٍ لا كملمسهِ الحريرُ
وكم من غيرها حادثت دهراً
وما اتضحت لقلبينا الأمورُ
عقودٌ تستريحُ على يدينا
بيومٍ أو بساعاتٍ تدورُ
وأياماً وأعواماً قضينا
وكانت مثلما تبدو القبورُ
فعاشتْ فى عروقِ الجسم زهراً
وأعجبُ كيف تحيينى العطورُ
وليت العينَ كحلها رؤاها
إذاما أشرقتْ شمسٌ ونورُ
وليت مسامرى أصغيتُ فيها
لأحرفها فينسانا البكورُ
وما فى البعد عن رؤياكِ قطرٌ
ولا نضجتْ على أرضٍ بذورُ
ولا سهواً تخلى عنكِ فكرى
ولا عمداً تغشاه الفتورُ
تصدرتَ الدعاء وكنت دوماً
على الكفين إذ يدعى القديرُ
وإن أمسى من الشيطان نزغٌ
أعذتك أن يسوءَ لكِ المصيرُ
كأنى منك رغمَ الحب خلٌ
أبٌ وأخٌ وفى نصحى الكبيرُ
سلبتَ العقل والإحساس منى
فصار الطفلَ ذا الرجلُ الوقورُ
يكادُ الدمع من ذكراكِ يجرى
ونارُ الشوقِ بركانٌ يثورُ
إذا ما كان من ذكراك حرفٌ
فأدعو الصبرَ فى عجلٍ يجيرُ
وما لى غير رب الكون عوناً
فأدعوه الثبات وأستجيرُ
وليس الداءُ فى قلبٍ توقى
سقوطَ الذلِّ واللهُ المجيرُ
التعليقات مغلقة.