أشتاقُ للياسَمين …هيفاء نصري
أشتعلُ كالقنديلِ والزيتُ حار
أشتعلُ كالجمرِ والقلبُ نار
وهستيريا الحنين ترسمُ في وجداني
لوحاتٍ فنية
أكثرُ واقعيةً من لوحاتِ ديلاكروا
أكثرُ وحشيةً من لوحاتِ ماتيس
أكثرُ جدلاً من لوحةِ موناليزا
هكذا يصبحُ حنيني وأنا منفيةٌ داخلَ ذاتي
مزيجاً من الوانِ قوسِ قزح
وحقولاً لا تنتهي
من زهورِ السوسنِ والنرجسِ والأقحوان
أشتاقُ اليك ، أشتاقُ لهم ،
لرائحةِ الياسمين
لم أتغرّبْ يوماً
لكنه هذيانُ الحنين
وجنونُ الريشةِ التي تستفزُّ مخيّلتي
فترسمُ وجوهاً من الماضي وعيوناً
بنظرتِها الثاقبة اخترقتْني حينها وغابتْ
أيّ لوحةٍ يمكنُ أن تعيدَ لي ذلكَ الإحساس
الذي اعتراني تلك اللحظة
من يعيدُ لي رائحتَهم
من يعيدُ لي ذاكرتي بالأبيضِ ، بالأسودِ
بلوني الحيادي آنذاك
ارسمْني أيّها الحنين
بالزيتِ ..بالفحمِ …بالماءِ
واترُكْ الرصاصَ يرسمُ وجَعي فقط
فمنذُ أن صارَ الأحمرُ يلاحقُنا
دخلَ الحنينُ مرحلةَ الجنون
وتركَني ممدّدةً هنا ،
شفافةً بلا لونٍ ولا رائحة
اشتعلُ كالجمرِ ، كالزيتِ
لا تَرى لهيبي ، ولا تسمع أنيني
فكلُّ ما يضيءُ في القنديلِ
نيرانُ حنيني
هيفاء نصري
سورية
التعليقات مغلقة.