أصحاب الطفولة …شعر هشام الشرقاوي
أصحاب الطفولة
شعــــــــر : هشام الشرقاوى من ديوان ” لوحات فى معبد شاعر “
كنا حوالى – أربعين
كنا صغارا – طيبين
نعدو – ونقفز فوق أكوام الحطب
وكبيرنا – يستل سيفا من خشب
ليصد عنا المعتدين
كنا جميعا – واحدا –
ضد (العيال) الآخرين
**
ونعود بعد معارك الليل المجيدة
نزهو – ونرسم للغد الوردى
خطتنا الجديدة
وكبيرنا – ما زال ينزف ساقه
ما زال يمسك دمعه
كى لا يعايره الصحاب
ويروح يكتم جرحه
بالرمل أو بعض التراب
ويعود يبحث فى الثرى
عن طوبة حمراء أو طبشورة
وعلى جدار السور يكتب ( انتصرنا )
**
كنا إذا تأتى الظهيرة
فى الظل – نفترش الحصيرة
ونقيمها ( غديوة )
وأقل ما تدعى – خطيرة
فأنا أشارك بالعسل
وسمير بالخبز المفقع والبصل
وصلاح بال(مش القديم)
وعلاء يأتى بالفطيرة
و حسين يجرى من بعيد يبتسم
ويقول : مهلا يا رمم
يلقى بكيس الملح
نضحك – ثم نقتسم الشطيرة
**
ويجئ وقت العصر
يجتمع الصحاب
البعض يلعب بالحصى
والبعض بالكرة العصا
والبعض بالكرة الشراب
والبعض يحفر حفرة لل(بلى)
ثم يقول هيا يا شباب
**
وتمر أعوام –
وأحلام وعمر واغتراب
وفلان أصبح قاضيا
وفلان – أصبح ساعيا
وفلان سافر لل(يمن)
وفلان – مات
وفلان خاب
كنا حوالى أربعين من الصحاب
واليوم – صرنا – أربعة
وكبيرنا – ما عاد يمسك أدمعه
لا نلتقى إلا قليلا فى عزاء-
أو ذهاب أو إياب
أو عند صندوق انتخاب
ولطالما ذكرى الصبا – تجتاحنا
ويظل يغمرنا العتاب
ونحِنُّ للماضى – وللذكرى وأيام الشباب
والطوبة الحمراء
والكرة الشراب
شعــــــــر : هشام الشرقاوى
من ديوان ( لوحات فى معبد شاعر )
التعليقات مغلقة.