أضرار التَّكلف في الكتابة
مجبر بن علية
ــ أرجومن القارءات أن تسامحنني على المثل المقترح في هذا النَّص
يتعمَّد بعض المحسوبين على الكتابة أن يجتهدوا في انتقاء المفردات الفخمة و الملفتة للإنتباه لترصيع كتاباتهم و تزيينها بها ، ظنًا منهم ان ذلك معيار الجودة و الإتقان ، بينما الحقيقة هي ان هذه المفردات ستصير وبالا على نصوصهم فتقتلها لأنَّها ستظهر عيوب بقية النص و إن كان جميلا فيبدو أقل مستوًمن هذه المفردات المحشورة فيه ، عندئذ سيتحول دور القارئ من راغب في الاعجاب الى ناقد وباحث عن العيوب فيثني على المفردات بقدر ما يقلل من جمال النص ، تماما كامرأة تزينت لدعوة في عرس بملابس أنيقة و جميلة لكنَّها وضعتْ عقدا ثمينا غطى حسن هندامها عن أعين المدعوَّات ، فتنظر النِّسوة الى العقد منبهرات ، ثم يصدرن حكمهن القاسي بقولهن متهامسات : ” إمَّا أنَّه مغشوش أو أنَّه ليس ملكها ” وربما أضافت إحداهن : ” أو أنَّه مسروق ” والواقع أنَّهن محقات تماما في ذلك ، فلو كان العقد من ممتلكاتها لكان لباسها بمستوى قيمته و غلائه ، فكيف تَمَكَّنَتِ من إحرازهذا العقد رغم غلائه الفاحش و عجزت عن اقتناء ملابسا تناسبه على الرَّغم من أن أجودها لا يكلفها نصف ما كلفها ذلك العقد ، وعلى هذه المرأة إذا أرادت أن تُظْهِرَ جمالها في عيون المدّْعوات أن تراعي التَّناسق فيما ترتديه لا ان تقتل احدهما بالآخر، لذا لابد لها ان تُنْزِلَ قيمة العقد الى مستوى اللباس أو أن تُصْعِدَ قيمة اللباس الى مستوى العقد و لها في ذلك الحرية و الخيار حسب ما تملكه من ماديات ، وخلاصة القول أن التَّكلف في أي شيئ يكون تأثيره سلبيا وضارا ، فمن أراد أن ينجح فليدع التَّكلف جانبا و لينجح بما لديه طالما أنَّه يثق بقدراته ، وما البساطة بعيب إذا اقترنت بالجودة والَّتناسق و الثِّقة بالنفس .
التعليقات مغلقة.