أعظم هدية
بقلم سامي حنا
أعظم هدية
أثناء أحد الحروب العظيمة توافد الناس لكي يقدموا بكل حب أفضل ممتلكاتهم كهدايا لوطنهم .
وكانت تقف بجوار ساحة المدينة فتاة جميلة جداً لكنها فقيرة ، ورغم فقرها وعوزها فقد كان لها ذوق رفيع في ارتداء ملابسها .
راحت تنظر للناس نظرات خجولة لأنها لا تملك شيئا ذا قيمة لتقدمه لوطنها ، ووقفت تنظر الى نهر مانحي الهدايا وكان منهم من قدم حقيبة مليئة بالذهب وهذه سيدة ثرية قدمت صندوقاً مليئاً بالمجوهرات وحتى العامل الفقير كان معه بعض المال ليعطيه للجنود.
كانت الفتاة تنتظر وهي عازفة عن التقدم وأخيراً استجمعت قوتها وشجاعتها وتقدمت الى الإمام وقالت بصوت عال : لديّ هدية متواضعة ولكنها كل ما أملك .
أجابها الجندي الذي كان يتلقى الهدايا قائلاً : نحن ممنونون ومعترفون بجميلك وسنقبل هديتك مهما كانت متواضعة ، وابتسم لها ومد يده ليتسلم هديتها ، وكانت المفاجأة عندما أعطته الفتاة ضفيرتي شعرها الذهبي وقالت : إنني لا أملك سوى هاتين الضفيرتين ، وفي هذه اللحظة نزع الهواء غطاء رأسها فبدا شعرها مقصوصاً وشعرت الفتاة بفخر عظيم لأنها قدمت أغلى هدية لوطنها .
شكرا للنشر واطيب الامنيات