موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

أعلام اللغة والأدب : الدكتورة وجيهة السطل … بقلم مدحت رحال

318

أعلام اللغة والأدب : الدكتورة وجيهة السطل … بقلم مدحت رحال

قضيت يوما وزلفا من الليل وأنا أكتب وأشطب ،
فأنا حيال عالمة لغة ، وشخصية أدبية عملاقة ،
وأنا أكتب تعريفا لا تاريخا ،
والتعريف أكثر صعوبة من التأريخ ،
فالتعريف انتقاء ، والتأريخ سرد
مما يجعل الإقتراب منها ليس بالأمر اليسير .

( الدكتورة / وجيهة السطل )
سليلة عائلة السطل ،
عائلة عريقة ، ما زال معظم افرادها يقيمون في يافا
من فلسطين المحتلة .
عاشقة اللغة العربية وعلم من أعلامها اليوم .
نجم في سماء الأدب والشعر .
ديمة عامرة ، حيثما حلت فثَم النماء والعطاء .
تقف على قمة يصعب الوصول إليها .

وكما هي عاشقة اللغة العربية ،
فهي عاشقة الإنتماء العربي .
( ثلاثية الأبعاد ) :
فلسطينية الأصل ، الأب من يافا
سورية الأم والنشأة
تحمل الجنسية المصرية منذ عام ١٩٨١
فهي زوجة الأديب الراحل / عبد الرحمن شلش
وتقيم في مصر .

عرفتها عن كثب عبر صفحات الفيس بوك ،
إنسانة ودود
دمثة الخلق ، لطيفة المعشر ،
تلمس فيها الروح الوثابة
نحلة أدبية تفرز الشهد حيثما حلت .
مجامِلة ما وسعها ذلك ،
ولكنها تقول للأعور أنت أعور في عينه ،
بدبلوماسية وَوُد
تجعله يتقبل النقد برحابة صدر .

لها حضور مميز في كثير من اللقاءات في المنتديات الأدبية وعبر الأثير مع عمالقة الأدب والشعر عبر وسائل التواصل الإجتماعي ،
فهي قاسم مشترك في معظمها
حضورها يضفي نكهة مميزة على هذه اللقاءات ،

لا أزعم أني أعرف عنها الكثير ،
ولكنها نُتف التقطتها من خلال كتاباتها وحواراتها ،
تكفي لأن أكتب ما أظن أنه يفي بعض حقها في التعريف بها وتقديمها كأستاذة وأديبة وشاعرة .

نشأت في بيت علم ودين
وكان لوالدها رحمه الله الأثر الأكبر في حبها للغة العربية
وتميزها بها : صغيرة في السن وكبيرة ناضجة .
تقول عنه في قصيدتها عن اللغة العربية ،
( معشوقة أهواها )
قد عشت عمري ما عشقت سواها
وتدفقت روحي تصوغ رؤاها
مذ كنت ألهو في الطفولة عشتها
نغما يعانق مسمعَي صداها
وسمعتها تزهو بأجمل حلة
قرآن ربي ، بالبيان حباها
يتلوه شيخ قد رواني علمه
لغتي تعهد في الصبا ورعاها
رحم الإلهُ الشيخَ أحمد والدي
لولاه يوما لم أفز برضاها
مذ كنت يافعة سقاني حبها
فحملت شعلتها ، عشقت ضياها

وظهرت عليها مخايل الأديبة ،
وإرهاصات الشاعرة منذ نعومة أظفارها .
وكان والدها أول من اكتشف موهبتها الشعرية في سن الثالثة عشرة ، عندما طلب منها تخميس بيتين لأبي نواس
فقالت :
إلهي كنت غريرا وطفلا
نهلت الذنب والأخطاء نهلا
إلهي قد أثمت وصرت كهلا
إلهي لست للفردوس اهلا
ولا أقوى على نار الجحيم
****
فكن لي مرشدا وأنِر دروبي
وألهمني احتمالا للكروب
إلهي كم ظلمت من القلوب
فهب لي توبة واغفر ذنوبي
فإنك غافر الذنب العظيم
وأجادت ، فأعجب بها والدها وساعدها على صقل موهبتها الشعرية

كان أمرها عجبا ،
في ميعة الصبا وتفتحها للحياة ، إذا هي تنطق بشعر تغلب عليه الحكمة والرصانة ، في حين كان الشعر الرقيق إن لم يكن الغزل البريء ، هو أول ما يخطر ببال من هم في مثل عمرها ، لسهولته ويسر مدخله
وليونة عبارته ورقة معناه .
من ذلك قولها وهي في سن الخامسة عشرة :
قضاء الإله يُسَير مُجِدا
وأقداره تعتلي ما أُُشيدا

فلا تكفرن بنعمى الإله
ولا يأخذنك الخيال بعيدا

فكل مسود سينصف يوما
ولا بد عند الورى أن يسودا

ولا بد كل سعيد سيشقى
ومن ساد يوما سيغدو مسودا

ولو دام عرش لما كان عدل
ولا كان ختم الحياة لحودا

إذا نحن أمام ظاهرة فريدة ، سيكون لها لمسات وبصمات في ساحة الأدب والشعر .

ليس الأدب والشعر فقط سمة من سمات نبوغها ،
وقد يُفاجأ البعض بأن أديبتنا الكببرة ذات صوت جميل ساحر .
ولو لم يستحوذ عليها الأدب وعلومه فتخوض غماره وتحوز
قصب السبق فيه ، لكنا على موعد مع مطربة في مستوى أم
كلثوم .
تقول الدكتورة وجيهة في معرض ذكرياتها :
( كنت مع الإذاعية / نجوى أبو النجا _ رحمها الله _ ولفيفا من الزملاء أثناء التحضير لرسالة الماجستير في القاهرة على موعد مع الموسيقار / محمد عبد الوهاب في منزله ،
وكانت أغنية هذه ليلتي لأم كلثوم وألحان عبد الوهاب حديثة في ساحة الطرب ،
ودس بعض الزملاء لعبد الوهاب أني أملك صوتا رخيما .
وأمام إلحاح الحضور غنيت مقطعا من هذه الأغنية .
وكان إعجاب عبد الوهاب كبيرا إلى درجة
أنه عرض علي أن يتبناني فنيا ، وانه سيصنع مني كوكبا في
عالم الفن .
فقلت له مجامِلة 🙁 سأنظر في ذلك إن فشلتُ في دراستي )،
وتقول مبتسمة لهذه الذكرى :
وللأسف للغناء ،
فقد نجحت في دراستي والحمد لله.

وتقديرا لتفوقها في الليسانس على أقرانها ،
فقد أوفدتها الحكومة السورية إلى مصر لاستكمال دراساتها العليا ،
فحصلت على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى في الأدب من جامعة القاهرة عام ١٩٧٦ .
ولأن وفادتها كانت على نفقة الحكومة السورية ،
فقد عادت الدكتورة / وجيهة السطل إلى دمشق ،
لتبدأ رحلتها الأكاديمية من جامعة دمشق وفاء للجميل ، والتزاما بالتدريس فيها لمدة سبع سنوات .
وأصبح اسم الدكتورة / وجيهة السطل
اسما لامعا بارزا في ساحات العلم واللغة والادب .
ثم كان لها شأن في الجامعات في مصر والسعودية ،
وتخرج على يديها الآلاف من الأجيال ،

كانت قريحة الشاعرة حاضرة في مختلف مراحل عمر الدكتورة وجيهة ،
فطرقت كل أبواب الشعر وفنونه ،
وأبدعت وأتت بالمعجب والمطرب فيه ،
وكتبت في كل الأغراض فتألقت .

ولم يكن الوطن غائبا عن اهتمامات شاعرتنا ، فقد عاشته بآماله وآلامه .
ها هو الوطن حاضر حتى اللحظة في وجدانها .
قالت في آخر إبداعاتها ويكاد حرفها يقطر دمعا بل دما على حال الوطن :
توالى الكرب يا وطني. فمن لقساوة الزمنِ
ومن يمحو بهمته دروب اليأس والحَزَنِ
ومن بحنانه يأتي. يعيد الروح للبدن
ألا يا دمعة سالت. من الاعماق ، لم تهن
هموم البعد تعصف بي. وبالأحزان تغرقني
أما لليل من حُلُم. لصوت الأهل يُسمعني
يباغتني على عجل. وللأحباب يحملني
وكان للغزل كأحد فنون الشعر نصيب في وجدان الدكتورة وجيهة.
فأتت بالمعجب المطرب منه ،
وكتبت غزل البراءة في السادسة عشرة من عمرها في الموجهة التربوية في مدرستها فقالت قصيدة بعنوان :
( خطوط القدر )
أسحرا تفضين فوق البشر إذا ما رأوك مشوا في زُمر
وران على الجمع منك وجوم عيون تطيل إليك النظر
ودمع يسيل على الوجنات. ويرسم فيها خطوط القدر
ألا تنظرين وإلا لماذا تديرين قلبك عن ذي الصور
حرام علي السهاد فقلبي تخلى عن الطيف بعد السهر
ولا لن أبيح لقلبي الأسى ولن أذرف الدمع فهو الدرر
فأنتِ خيال مررت به. وطيف جميل بقلبي عبر
وأنتِ شعاع أضاء قليلا انار سبيليَ ثم استتر
وإن الحبيب يضيق اخيرا. إذا الهجر طال وطال السفر
بغير الوصول إلى غاية وضوء النجوم يثير القمر
وأما قصائدها الغزلية فيما بعد فكثيرة ،
أشهرها قصيدة :
( شوق )
تقول فيها :
أشتاق إلى القلب الحاني لأبوح إليه بأشجاني
أڜتاق إلى دفء عبق وحنان يجتاح كياني
يغرقني في نشوة حب. لا يبلغ حد الإدمان
يحميني من ليل هرم. ينسيني كل الأحزان
أشتاق إليك أيا قمري يا فيض وفاء وتفاني
يا سحرا منذ نعمت به. أبحرت بأمن رباني
إني اهواك فيا أملي. هل هذا القلب سيهواني
أأنام وقلبي محترق نيراني تأكل نيراني
سأظل أحبك يا أملي. مهما هجرانك أضناني
وأظل أعيش على الذكرى حتى ألقاك بأحضاني

ولم يفتها أن تعبر عن مشاعرها النبيلة وإحساسها المرهف إذا واتتها المناسبة ،
تقول في رثاء صديق :
ليست أمانينا وكل حياتنا إلا سطورا من نعيم زائل
نمحو ونكتب كل يوم قصة وتلفنا سحب الردى بحبائل
غفر الإله فكان ثَم وجودنا. ومماتنا قدر الإله العادل

لم تتوقف الدكتورة وجيهة عن العطاء في مختلف علوم اللغة .
وكان من حقها أن تأخذ قسطا من الراحة بعد هذا المشوار
الطويل الزاخر بالعطاء ، وبعد أن زودت المكتبة العربية بكثير من
المؤلفات القيمة في اللغة والادب والشعر ،
فاستقالت من العمل الرسمي لتستأنف العطاء .
وما زالت تُغني المتعلمين وطالبي العلم بغزير علمها ومعلوماتها في المجموعات اللغوية على الفيس بوك ،
ولا تتاخر عن الإستجابة لمن يلجأ إليها في أي استفسار أو مشورة نحوية أو لغوية على حسابها على الماسنجر ممن تعرف ومن لا تعرف .

ومن أنشطتها الثقافية اليوم ، وجهودها التي لا ينكرها أحد ،

  • مراجعة الكثير من قصائد الشعراء بناء على طلبهم ،
    ولفت انظارهم إلى ما فيها من أغلاط نحوية أو صرفية أو إملائية أو عروضية .
  • دأبت على تقديم ورشة تعليمية للإبداع الشعري في برنامجها / سجال وفرسان على ( جريدة على باب مصر ) .
    وزاوية / سجال الفرسان في المجموعة اللغوية الثقافية ( روضة الأدب والفكر ) .

وليس هذا بغريب ،
فأنى لمن اعتاد صعود القمم أن يتوقف ،
فها هي صفحات المجلات الادبية الإلكترونية لا تكاد تخلو من ثمار فكرها الأدبي شعرا ونثرا ، لغة وأدبا .
وكيف لمن عشقت اللغة العربية وعشقتها اللغة أن تتوقف ؟
هل يتوقف العاشق وفيه نفس يجيش
وقلب ينبض ؟

كانت هذه نتفا التقطتها ،
فكيف لو خضت بحرها الزاخر ؟
إذاً لوجدت الدر في أحشائه كامنا

بقي أن أوجه تحية إكبار وإعزاز
للدكتورة / وجيهة السطل وأقول :
حرفي يتيه على الأقران مفتخرا
أمام حرفك يحني الهام في خجل
وأقول :
حارت قوافي القول حين ذُكِرتمُ
ولَكَم تحار بذكركم ألباب

التعليقات مغلقة.