موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

أعمى أم كفيف أم ماذا بقلم د.محمود الذكي

147

أعمى أم كفيف أم ماذا بقلم د.محمود الذكي


يبدو أن لعنة بشار ابن برد ستظل تلاحقنا نحن من فقدنا البصر بسبب سلاطة لسانه وغزله العاهر في المرأة وردوده العنيفة على خصومه
كانت اللامبالاة هي طريقتي في التعامل مع فقدان حاسة البصر وكنت أنا الذي أسخر من بعض تصرفات الناس معي
أتذكر هذا المشهد في مسلسل الأيام للدكتور طه حسين وهو مُقبل على امتحان الشفوي وقال له الشيخ: ادخل يا أعمى
بالطبع إذ بالموسيقى الحزينة ومعها صوت علي الحجار الذي ظل يغني أنا مش أعمى يا هو
كنت أضحك قائلاً: لماذا تحزن فأنت بالفعل أعمى واللفظ قد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: ليس على الأعمى حرجٌ
وهنا أتذكر هذا المعلم الذي بلغ ذروة الغضب نتيجة شقاوتي في الفصل فصرخ في قائلاً: ما تهمد يا أعمى
هنا ضحكت في وجهه وقلت له: لن أحزن ولن أجعل علي الحجار يغني بسبب كلمتك هذه
لكن كان الموقف المؤلم بالفعل هو أن أحد الأساتذة الذين كنت أحبهم حباً شديداً وكان أقرع الرأس وفي يومٍ ما أغضبني بسبب ضربه لي وعندما حانت الفُسحة وكان زميلي يقف بجانبي
شعرت أنه قد ابتعد عني قليلاً ثم عاد يسألني ما رأيك في الأستاذ فلان؟
فقلت له: الأقرع ابن …………….
وجدت زميلي يضحك ضحكة مخزية ويقول: الأستاذ قد سمعك
يادي النيلة ماذا فعلت أنا
اكتشفت أن الأستاذ هو من جعل زميلي يسألني هذا السؤال والمدهش أنه قال لي: لا يهمني شتيمتك وأباحتك في شخصي ولكن أريد أن أعرف من الذي أخبرك بأنني أقرع
بالطبع كنت في غاية الحرج ولم أستطع أن أرد عليه وظللت أعتذر له مع تعنيفي الشديد لزميلي الذي لم يدرك حجم ما فعله معي
تداركت الموقف بعد هذا واتفقت مع كل من يسيرون معي أن تكون بيننا كلمة سر عندما تقال أمامي معنى هذا أنه يوجد أحد معنا سواء رجل أو امرأة ومن أشهر كلمات السر التي نستخدمها هي كلمة الفنان اسماعيل ياسين في فيلم المليونير جزر
كنت ولم أزل أشعر بالكثير من الضيق عندما كانت توجه لي بعض الجُمل التي في ظاهرها المدح لكن كنت أرد عليها بسخرية شديدة مثل مقولة بالفعل يا ابني قلب المؤمن دليله
هذه الجملة دائما ما توجه لفاقدي البصر عندما يدركون شيء ما لا تراه إلا العين وكان سؤالي لهم وما يدريكم أن القلب وحده هو دليله لماذا لا تكون اليد أو القدم أو حتى أي عضو من أعضاء الإنسان الأخرى
أو آخر يقول لك: ما شاء الله أنت ترى بقلبك
سبحان الله ولنفترض أننا نرى بالقلب فلماذا لا يرى باليد أيضا وهي وسيلتنا في تحسس الأشياء
ويحضرني هذا الموقف عندما كنت أشاهد مباراة منتخب مصر مع بنين في تصفيات كأس العالم بنادي المدينة وكنت أجلس وسط عدد كبير من الناس
في تلك الأيام أهداني زميلي كاب أضعه على رأسي وكان هذا الكاب به راديو داخلي تستمع إلى الإذاعات المصرية فيه دون أن يلاحظ ذلك أحد
بالإضافة إلى تلفزيون النادي فأنا كنت استمع إلى إذاعة الشباب والرياضة التي كان يسبق بثها البث التلفزيوني بثواني معدودة
كان المنتخب في غاية السوء في هذا اليوم وأصبحت النتيجة ثلاثة مقابل واحد للمنتخب البنيني ولم يتبقى غير ربع ساعة وتنتهي المباراة
فجأة أحرز المنتخب المصري الهدف الثاني فقمت مهللاً وسط الجميع قبل أن يأتي الهدف في التلفزيون وهنا قال بعضهم هل جننت يا محمود؟ أي هدف هذا الذي جاء!
ثواني وجاء الهدف في التلفزيون فقالوا بركاتك يا محمود الله ينور قلبك ويزيدك إيمان يا بركة
بركة ماذا أيها المغفلون أنا استمع للإذاعة وما هي إلا بضع دقائق وأحرز المنتخب هدف التعادل وأصبحت النتيجة ثلاثة مقابل ثلاثة فقمت فرحاً أكثر من الفرحة الأولى
هذه المرة التزم الجميع الصمت حتى جاء الهدف في التلفزيون
هنا أمسك كتافي البعض وظلوا يقولون لي: الله يزيدك إيمان فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
ماذا تظنوني أيها الناس نُستر داموس ملك التنبؤات أم خالتكم نعيمة التي تقرأ الفنجان
الغريب أن من كانوا يجلسون معي بالنادي لم يكونوا يتعاملون معي على أنني كفيف وليس أدل على هذا من هذا اليوم الذي كنت أشاهد فيه مباراة النادي الأهلي مع صديقي وحبيبي المتعصب جدا وعندما أحرز الأهلي هدفاً ألغاه الحكم بحجة التسلل فظل صديقي يقول لي: بالله عليك شوف الكورة هل هي تسلل؟
وجهت رأسي للتلفزيون بناء على رغبته فوجدت من يهمس في أذني قائلاً: بتبص على ماذا هو انت هتشوفها
لكن أشهر المقولات التي كانت تثير سخريتي هي المقولة التي توارثها العرب على مر الأجيال: وكل ذي عاهة جبار
هنا أتذكر بعد ثورة خمسة وعشرين يناير وتجمهرنا نحن الحاصلين على الدكتوراة أمام مكتب رئيس جامعة الأزهر فخرج لنا الدكتور عبد الله بركات عميد كلية الدعوة الذي أتذكره جيداً
أخذ الدكتور عبد الله يتناقش معنا وعندما جاء دوري في الحديث أمسك كتفي قائلاً: اسمع يا ابني أنا أعلم نوعيتكم وأخاف منكم فأنتم جبابرة
فضحكت له قائلاً: قصدك تقول وكل ذي عاهة جبار
الدكتور عبد الله: لا أريد أن أقولها لك بالصريح
تبادلت معه الضحكات بعفوية شديدة لكن كثيراً ما كنت استمع لتلك الجملة بعد كل موقف غير معتاد يصدر مني
في الحقيقة أنني ألوم على الكثير من إخواني المعاقين فرط حساسيتهم في التعامل مع أقوال البعض فالأمر لا يستحق فلا فرق بين أعمى أو كفيف ولا مشكلة أن كل ذي عاهة جبار أو قلب المؤمن دليله أو غير ذلك
إننا نعيش في مجتمع واحد وفي جميع الظروف لابد من التعامل مع هذا أو ذاك والذى أعارض بشدة مدارس النور والأمل لأنها تعزل المكفوفين عن العالم الأخر وتقل احتكاكهم بهم مع اعترافي بالدور الكبير الذي تلعبه في إنماء ماهرة فاقدي البصر
لكن يجب أن لا ينسوا أن هناك من العم أو المكفوفين من تفوق على الكثير من الأصحاء بفضل براعتهم كطه حسين وإن كنت أختلف معه وسيد مكاوي وعمار الشريعي ومن تسبب لنا في الكثير من الصداع بشار ابن برد

التعليقات مغلقة.