أفراح الحارة: بقلم : سيد جعيتم
كثيرًا ما تنشأ علاقات حب بين أبناء وبنات الجيران تتوج بالخطوبة، وللخاطبة دور مهم في تزويج بنات الحارة، و للأفراح طقوس، يشارك فيها الكل.
عند شراء جهاز العروس (العفش) يشارك الأهل والجيران في الشراء ، وكان بسيطًا مكونًا من سرير ودولاب بمراية بلجيكي لجودتها، وكنبة بلدي بسحارة، ونملية ( فاترينة) لحفظ المأكولات مكسي بابها بالسلك الشبكي ضيق النسيج لتهوية المأكولات ومنع تسلل الحشرات، وباجور جاز ماركة بريموس، ولمبة جاز وهي أحجام (خمسة وعشرة) وبعضها يثبت بها من خلف زجاجها مراية (صغيرة مستديرة) لتعكس الضوء فيزداد سطوعه، والحلل والصواني والأباريق، وطشت الاستحمام كبير وكلها من النحاس الأحمر ، وقبل استخدامها يتم إرسالها إلي مبيض النحاس ليكسوها بطبقة قصدير فضية لامعة لمنع جنذرة النحاس( صدئه بلون يميل للزرقة).
ولا ننسي معدات الشاي وقلل وأباريق المياه الفخار ليتبخر الماء من مسامها فتكون المياه باردة، وقمصان النوم تكون من الستان اللامع.
وفي المواسم أثناء الخطوبة، كان العريس يحضر هدية لعروسته داخل سبت تحمله أمه متباهية بحجمه وتغطيه بقماش أبيض وتصحبها الزغاريد وهي تسير به .
أما موسم المولد النبوي فعلي العريس إحضار علبة تليق بمقامه من حلاوة المولد ( سمسمية وحمصية وفولية وملبن)، ويتباهى أهل الفتاة بالعروسة المصنوعة من الحلاوة كبيرة الحجم التي يحضرها العريس ويسير بها مكشوفة ليراها الجميع.
قبل الفرح بأسبوع تتجمع النسوة والفتيات عند بيت العروسة في حلقات يزغردن وترقص البنات علي نقرة ونص ويغنون أغاني شعبية رائعة منها:
- افرحي يادى الأوضة.. جياكى عروسة موضة.
ـ افرحى يادى المندرة.. جياكى عروسة سكرة.
ـ أه يا ابو ليلي جوز ليلي والنبي.. جوز ليلي في عزها … قبل ما يكبر صدرها.
ـ ياللي ع الترعة حود ع المالح،
إيدي بتوجعني
من إيه؟
من ليلة امبارح.
ـ أتدحرج واجري يا رمان وتعالي علي حجري.
وصلي صلي ع النبي صلي … اللي ما يصلي أبوه أرمنلي( نقل اهل الحارة القاهرية عن أبناء القنال هذه الأغنية ).
ـ هيصة يا أولاد .. هيصة … عند العروسة… هيصة.
يوم الحنة (اليوم السابق للدخلة ) يتم كنس الحارة ورشها بالمياه، والقادر يحضر عربة رمل تفرش في الحارة ، لتكتسي أرضية الحارة باللون الأصفر، وتزين الحارة بتعليق أعلام مصر باللون الاخضر يتوسطها هلال وثلاث نجوم، ويسميها الأهالي بالمناديل. وفي الليل يتم إضاءة الكلوبات، و رص الكراسي علي الجانبين .
يحضر العريس لبيت العروسة يوم الحنة في زفة من أصدقائه، ويتم تكوين جماعتين، جماعة من الشباب اصدقاء العريس، والأخرى من البنات اصدقاء العروسة، وتجلس كل جماعة على حدة (الاختلاط بين الجنسين ممنوع) وقد تفصل بين الجماعتين قطعة من قماش، وتتبارى كل جماعة في المنافسة بالأغاني:
- مين قدك مين حلال عليك ست الحلوين.
ـ عرفت يا عريسنا تنقي.
ـ الحلو يا هوه طلب الوصال وأنا قلت نو.
ـ هو اللي خطبها هو اللي نقاها.
ـ رشوا الملح يا ناس م العين
الليلة ليلة هنا وسرور.. وكوبيات فى صواني بتدور.
ـ ضحكنا عليهم وخدناها وأبوها ماكنش راضى.
ـوالله فرحنا لك يا وله.
الحلوة اللى كسبناها.. خدناها خدناها بالملايين.. وهما ماكنوش راضيين.
ـ يا عشاق النبي صلوا علي جماله.
ـ اوعيله يابت اوعيله الضابط يبقى زميله، اوعي يا بت لماله الضابط يبقي خاله.
ويوم الزفة كان العريس يذهب للحمام البلدي أما العروسة فكانت تتجمل في بيتها، تجملها أمها وصديقاتها، والقادرين يستقدمون البلانة و الماشطة التان تقومان بطقوس استحمام العروس وتمشيط وصباغة شعرها وقصه إذا لزم الأمر، وفي بعض الأحيان تذهب العروسة بصحبة بنات العائلة الجيران يوم الفرح للحمام البلدي لتجهز فيه العروس. وتعالوا معي نشاهد مشهد العروس بدءًا من خطبتها وحتي ذهابها للحمام الشعبي في سيرة الأنسة حسنية.
انتظروني مع سيرة الأمية حسنية
التعليقات مغلقة.