أفراح الروح …شعر محمد إبراهيم النمر
أفراح الروح …شعر محمد إبراهيم النمر
دَنَـتْ مني وقـد بسطَـتْ جَنـاحا ..
وتهْمِسُ لي هلُـمَّ تنـلْ فَـلَاحَا
تُحلِّــــقُ بي إلى بَـــرِّ الأمانـــي ..
وتَسقيني على ظمـأٍ قَــراحَا
وتمســحُ فـــوق آلامي وهمِّي ..
فيهتــزُّ الفــؤادُ لها انشراحَا
أقامتْ فوقَ نبضِ القلبِ عُرْسا ..
رعاه البدرُ حتى الصبحُ لاحَا
وكم غنَّـــتْ بألحــانٍ عــــذابٍ ..
وقد سكبت من الأشواق رَاحَا !
وغــردتِ المدامــعُ باسماتٍ ..
لتغــرسَ في ثرى نفسي سَماحَا
هي الروحُ الشفيفةُ حين تسمو ..
فتبصرُ في الدُّجى غررا وِضاحَا
وتدركُ في حنايا البــؤسِ فجــرا ..
فتبعــثُ فيهِ آمـــالا فِســاحَا
ومن رحمِ الليالي السودِ صُبْحا ..
يحيلُ عبــوسَها بِيضا مِـلاحا
ومن ضيقِ الحياةِ الحلمُ يسري..
فتسمعُ للأنينِ صدىً صُداحَا
ومهما تَغْضَــبِ الأيـامُ أبشــرْ ..
تجدْ من خلفِ قسوتِها بَراحَا
على قَـــدَرٍ بـذي الدنيـا أتينـا ..
وننهــلُ خيـرَ مـولانا رداحـا
إذا ما طال بالأحـــزانِ ليـــلٌ ..
ترقَّــبْ فرحــةً تأتي صَبـــاحا
تســوقُ النفسَ للعليــاءِ رُوحي ..
فيمسي مُـرُّها عـذبا صُراحَا
وفي الغدواتِ تؤنسُها بلطفٍ ..
وإشفــاقِ الرؤوم بها رَواحَـا
نصوحٌ حين تلقاها شرودا ..
وفي الخلواتِ ترجـوها صَلاحَا
وتسبحُ في الفضاءِ الرحبِ تُزكي ..
مــــداركَها وتلهمُــها لَقاحَــا
فمن أشواقِ روحي صفو عقلي ..
وطهرُ النفسِ يأسو لي جراحَا
فيا نفسُ احفظي أنــداءَ روحي ..
ويا قلــبُ اتئــدْ تسلــمْ جِمــاحَا
وإن النَّفسَ إن تشــرقْ بنــورٍ ..
من الرحمــنِ فلتهنأْ مَــراحَا
فجر الخميس 9 / 11 / 2017 م
التعليقات مغلقة.