موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

أفواه وبطون … فادية حسون

229

أفواه وبطون …

فادية حسون

بيدها المرتجفة كانت أمينة ترشّ قطرات الزيت فوق الرغيف بحذرٍ كي تسمح بتمرير ماتبقى من زيت الزيتون على أرغفةٍ أربعةٍ لأطفالها ذوي الأفواه الفاغرة جوعا وحرمانا… كادت دموعها تتسربل بالزيت وهي تحاول كتم أصواتٍ تصدر عن معدتها الخاوية .. فمنذ عصر الأمس لم يدخلِ الطعامُ إلى جوفها المستعر على لظى محرقة الجوع والعوز… وزّعت أمينة لفائف الزيت والملح على أطفالها الجياع.. ثم حصرت دماغها بين راحتيها تفكر كيف لها أن تسدّ رمقهم في قادم الأيام، في ظل غلاء الأسعار الذي تراه وحشا كاسرا يكاد يلتهم أسرتها كلها … فكرت في زوجها محمود الذي انطلق باكرا يبحث عن وسيلةٍ للكسب الحلال….
شيءٌ ما بثّ الذعرَ في قلبها المضطرب.. شعرت أنه سيعود كما في كل مساء صفرَ اليدين…
باللاشعور أخذت تفتل خاتم الزواج بحسرة حول بنصر يسراها …
هذا أثمن ماتبقى لديها.. لم تكن قيمته الشرائية عالية بقدر قيمته المعنوية التي كانت تمثل ذكرى عظيمة جمعتها برفيق دربها قبل عشر سنين…
كانت أمينة تراقب أطفالها وهم يمضغون اللقمة ويبتلعونها بصعوبة بدون كأس الشاي المعتاد .. فلم يكن بالامكان شراء السكر والشاي والكثير من الحاجات الضرورية…
ومع كل مضغة كانت روحُ أمينة تزدادً تألّما واكتواءً …
عند المساء أفزعها صوت زقزقة حوافّ الباب … نظرت إلى وجهه الذي يُنبئُ بفراغ يديه .. كانت غيمات الدموع تحتل مساحة عينيه.. وتنهدات العجز تزأر كأسدٍ غاضبٍ في غابةٍ انتهكت كل الحرمات…
اقتربت أمينة منه.. أمسكت بيده..
دسّت فيها شيئا عزيزا..
نظر محمود إليها نظرة المشلول…
واختلطت العبرات وتعاظمت الحشرجات.. في بيت يحتوي أبا وأما وأربعةَ بطونٍ لصغارٍ تئنّ جوعا وخصاصة ..

فادية حسون.

التعليقات مغلقة.