” أقفال ومتاريس “محمود حمدون
” أقفال ومتاريس “محمود حمدون
لانطلاق الرصاصة من فوّهة السلاح قبيل الفجر صوت يمزّق سكون الليل , وذلك ما حدث بليلة من أمسيات الصيف الحالي , فحينما أوشك الجميع على النوم , أطفئت أنوار البيوت , تبقّت أعمدة الإنارة بالشوارع الرئيسة ما بين مضاء تضطرب ذؤابته أو متعطل عن العمل , تلك اللحظة التي تُغلق الأبواب على أصحابها , يستوثق كل هاجع من أقفال ومزاليج ومتاريس مختلفة أشكالها , كأن الكل يتهيّب غامضًا قادم لا محالة , عندما شحذ مؤذن مسجد الحي حنجرته , في تلك اللحظة انطلق صوت عيار ناري , سمعه الجميع , ففزع من فزع وصحا من نومه الضئيل المريض والمكتئب والحيران .
بُعيد الفجر , انقسم القوم ما بين مضطرب الفؤاد غارق في القلق , فرح سار بما حدث مستبشر بخير قادم , بحلول الظهيرة أقيمت سرادقات على مدد البصر بعضها كان يغص بكهارب وزينة وأخرى تحمل لافتات بآيات العذاب والوعيد .
التعليقات مغلقة.