ألا فاسمعي قولي… رسالة شاعر
بقلم الشاعر/ مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
أمَا آنَ للمشتاقِ دركُ مُرادِهِ.. ..فما عادَ ينفعُهُ التَّحمُّلُ والصبرُ
وما رجلٌ مثلي بذي الأرضِ يصطلي…..بنارِ لظى الأشواقِ قد مسَّهُ الضُّرُّ
أُسائِلُهُ ما الذنبُ والوزرُ والخطا.. …لكي تثأروا مني ألم يكفِكم ثأرُ
أما واللهِ لولا المواثقُ والوفا……لمَا رُمتمُ وُدِّي ولا كانَ ذا الأمرُ
تخيَّرتُ دربَ النأيِ والبُعدِ عنكُمُ…….فأذرفتُمُ دمعاً تهاوى بهِ الصدرُ
فلمَّا ملكتم لم تصونوا ودادنا…… وآثرتُمُ هجرَ الحبيبِ وذا مُرُّ
أأنْ كنتُ ذا عهدٍ فتبَّاً لعهدِكم…… وإنِّي بُعيدَ الحينِ من عهدِكم حُرُّ
ديارَكُمُ إنَّ الفخارَ لنا بعدُ…. وإنَّ وفاءَ المرءِ ذاكَ هوَ الفخرُ
ولم يبقَ غيرُ الصدقِ زُخراً لأهلِهِ…..وخيرُ ما يجني المرءُ في عُمرِهِ البِرُّ
وإنْ تجهلي فضلي فإني أنا الفتى ……أميرٌ على كلِّ القلوبِ ولي الأمرُ
وكم قبلَكم سامرتُ كلَّ مليحةٍ…..ونُعِّمتُ من لهوٍ وما اللهوَ أُنكرُ
وكم قصَّةٍ قد كنتُ يوماً زعيمُها…….ودوماً لنا الإقدامُ والظفرُ والصدرُ
وإنْ قلَّ مالي ما تهاوتْ عزيمتي…..وكم يرجو ذو مالٍ ودادي وهم كُثْرُ
أراني عزيزَ النفسِ في كلِّ موطنٍ…… وكم ذلَّتْ الأموالُ غيري ولي الفخرُ
ألا فاسمعي قولي فإني شويعرٌ……أديبٌ ولي رأيٌ يقومُ بهِ العصرُ
ويبقى بقاءَ الأرضِ والخلقِ في الدنا…… ولستُ أرى العُذَّالَ يوماً لهم عُذرُ
فلا تُنكري فضلي فإني مُقدَّمٌ……وما يُنكرُ الأحياءُ هل يُنكَرُ البدرُ
وكم من فتاةٍ ذاتُ حُسنٍ ومنطقٍ……تتوقُ إلى وصلي فإني أنا الصقرُ
وكم تبتغي خودٌ يذلُّ جمالُها…….ذراعي لها طوقاً وأنْ يُلثمَ الثغرُ
وكم مجلسٍ بالليلِ طالَ حديثُهُ……كأنَّ حديثَ الشوقِ في قلبنا خمرُ
ولكنَّها خمرٌ بغيرِ زُجاجةٍ…..وليسَ لها كأسٌ وليسَ لها وكْرُ
وليسَ شبابُ العُمرِ باقٍ وإنَّما…..تمرُّ بنا الأيامُ دوماً لها فرُّ
وسامرتُ أهلَ الشوقِ منهم مُتيَّمٌ…..عفيفٌ لهُ قلبٌ نظيفٌ هو النسرُ
وذاكَ هو الشوقُ المُهذِّبُ أهلَهُ ……وصاحبُهُ في الأرضِ دوماً لهُ قدْرُ
وسامرتُ مُشتاقاً ولوعاً بنزوةٍ…….وفي طبعهِ لؤمٌ وفي عينهِ غدرُ
سريعٌ إلى اللذاتِ مُردٍ فؤادَهُ……وهاوٍ بنفسِ السوءِ في أصلِها شرُّ
كذئبٍ بدا جوعانَ وسْطَ حظيرةٍ…….وليسَ لمَّا أرداهُ من شاتِها حصرُ
كذوبٌ يبثُّ السُمَّ في كلِّ قولةٍ…..ويخدعُ غيداً في مَلامِحِهِم
سحرُ
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
التعليقات مغلقة.