ألبوم الذكريات ” الذكرى الثانية – النجار صديق العيلة”
بقلم سامح خير
كنا ساكنين فى شقة على البحر فى اسكندرية و لك أن تتخيل مميزاتها الكتيرة بس النهاردة حنتكلم شوية على احدى عيوب السكن على البحر …
اسكندرية مشهورة بجوها اللطيف بس طبعاً كلنا عارفين شكل رطوبة اسكندرية اللى مش بتبهدل بس شعر البنات بس عندنا كانت مبهدلة الحيطان و مفصلات الشبابيك و باب البلكونة…
انا فاكر و انا صغير بمعدل سنوي كنت الاقي النجار ماشي فى البيت عندنا و جايب معاه دستين مفصلات و يقولنا انا جيبلكم بقى المرة دي المفصلات النحاس اللى عمرها متصدي و حتعيش معاكم العمر كله … طبعاً دة كله هري في هري، لأننا جربنا كل أنواع المفصلات اللي فى المجرة الشمسية و لكن رطوبة اسكندرية خارج المنافسة …
المهم اصبح النجار صديق العيلة و عادي ترجع البيت تلاقي النجار متشعبط على السلم و حد من أهل الشقة ماسكله السلم بس اللى مش عادي انى ارجع يوم الاقي بابا هو اللي واقف على السلم فوق و النجار هو اللى ماسك السلم و لما سألت أخويا الكبير هو الدنيا اتشقلب حالها ليه كدة … فقالي أصل “نصحي ” النجار دة لخمة و بابا بحكم الخبرة، كل شوية بيشوف النجارين بيغيروا المفصلات ازاي ، فلما اتخنق من نصحي و لخمته ، قاله انزل و امسكلي السلم
تخيلوا معايا المشهد ده، بابا على السلم فوق بيركب المفصلات الجديدة بتاعة باب البلكونة و نصحي النجار تحت بيناوله الشاكوش و الكماشة و انا وأخويا ماسكين السلم لغاية ما المعلم الدكتور بابا يخلص شغلانته و نزل ادى نصحي مصنعيته اللى انا مش عارف هو عمل ايه اصلاً غير انه كان بيناوله العدة
المهم بقى موضوع الرطوبة و المفصلات دة فضل عايش معانا لغاية ما سبنا الشقة… أنا فاكر مرة صحيت من النوم لقيت ماما بتقولي انزل شوف بابا عشان نزل يجيب الشيش من تحت البيت ، أصل الهوا طيره …
انا و كأني لسة جوة الحلم : شيش ايه و هوا مين و بابا فين ؟!
ماما: بقولك الهوا طير الشيش بتاع اوضة السفرة !!
دقيقة و لقيت بابا داخل الشقة و عبده البواب شايل الشيش على كتفه و كأنهم راجعين من المعركة و شايلين الغنايم …
بعد ٢٠ سنة أشتغلت فى شركة و فهمت ان فى حاجة اسمها Learning Curve و اللى عايز يفهم يعنى ايه الLearning curve دة يرجع يقرى قصة بابا و نصحي النجار و حيفهم و لو مفهمتش حشرحلك ببساطة انك بعامل الخبرة بتتقن عمل الحاجة كل مرة بتكررها … سهلة أظن
التعليقات مغلقة.