ألبوم الذكريات ( الصفحة الثامنة – صدمات بطولة الچودو )
قلم سامح خير
و أنا ولد صغير عندي اقل من 10 سنين قلت لأهلي عايز ألعب چودو … فرُحنا على نادي سموحة و أشتركولي فى فريق الچودو و ابتديت أتدرب مع فريق اللأشبال بتاع النادي 3 مرات فى الأسبوع… وقتها كان اللى بيدرب فريق الاشبال دة كانت لاعبة ست افتكر كان اسمها كابتن سهير …
ايامها كانت لعبة الچودو ليها شهرة واسعة فى اسكندرية بسبب الكابتن محمد رشوان صاحب فضية اولمبيات 1984 …و كان ساعات يعدي علينا و يشجعنا وقت التمرين و دي كانت حاجة بترفع من روحنا المعنوية جداً…
المهم ابتديت اندمج فى التدريب و عجبني الموضوع و طلعولي كارنية اتحاد الچودو بتاع مصر و بعد شهرين و احنا لسة بنقول يا هادي … لقيت الكابتن بتقولي بطولة اسكندرية الاسبوع اللي جى و حنزلك فى مسابقة تحت 10 سنين … أنا مكنتش مصدق … بطولة ايه و بتاع ايه ؟!
هو انا لحقت اتدرب عشان أنزل بطولة … بس قلت يا واد أسكت خالص و أسمع كلام الكبير و نشوف الدنيا حتمشي ازاي…
القصة كلها بقى فى يوم البطولة …اتقابلنا فى مكان البطولة ( نادي ليسيه الحرية ) و كان يوم حافل بالصدمات … اول صدمة لية يومها، لما وصلت و لقيت شوية شباب زي الفل كدة فى نفس سني بيسخنوا مع بعض …أنا شفت منظرهم و هم بيسخنوا و لطمت على وشي و بقيت بكلم نفسي : يا ختاي … هم كدة بيسخنوا ؟! امال لما حيلعبوا بجد حيعملوا فينا ايه ؟!!
اصل تخيلوا اللي كانت بتدربنا كابتن سهير !
المهم انا جريت عليها و قلتها : هم ليه كدة ؟
كابتن سهير : لا متقلقش … دي مناظر على الفاضى … سيبك انت … انت حتبهدلهم النهاردة … و ابتدت تشجعني و تقولي انك من احسن الناس فى النادي عندنا و الكلام اللي من النوع دة و لازم نرجع بالكاس النهاردة …
أنا : حضرتك بتكلميني انا و لا قصدك حد تاني ؟!
الكابتن : يلا روح البس البدلة بتاعتك و اجهز عشان تسخن شوية قبل الماتش بتاعك .
انا رُحت قلعت هدومي و جزمتي و لبست البدلة بتاعتى و دي مكنتش الحاجة الوحيدة اللي لبستها اليوم دة !!
و ابتديت اسخن مع زمايلي و يا ريتنا ما سخنا لان الشباب بتوع النوادي التانية لما شافونا بنسخن، حسوا ان فريقنا فريق فرافير… و للاسف كانت دي الحقيقة !
مطولش عليكم و نخش فى الصدمة التانية و هى ان الماتش الوحيد اللي لعبته يومها مأخدش اكتر من دقيقتين و كان العبد لله اخوكم الصغير طالع من البساط بيجر ذيول الخيبة و خسران فى وقت قياسي … مش مشكلة مهو الرياضة مكسب و خسارة و ادينا بنتعلم … طبعاً كنت زعلان بس الكابتن سهير الله يكرمها قعدت تشجعني و تقولي لعبت حلو و انا أصلاً كنت ملحقتش حتى اعمل التحية اللي فى الاول و بعدين لقيت نفسي متكوم على الارض !!
المهم كملت اتفرج على بقية البطولة لغاية الاخر و خلاص يلا كله حيروح و حصلت الصدمة التالتة اللي كانت انيلهم …
انا رُحت غيرت هدومي و رجعت البس الجزمة اللي كُنت قلعتها جنب الباب جنب جزم بقية اللعيبة و لكن الصدمة اني قلبت الدنيا و الجزمة اختفت و الظاهر انها عجبت لاعب تاني فلبسها و روح ….
انا : يا سنة سوخة يا ولاد … و انا حعمل ايه ؟! اصل مش معقول حمشى من محطة الجامعة لاسبورتنج حافي …
المهم قلبت الدنيا و ادور هنا و هناك لغاية ما كل الناس روحت و مبقاش فى غيري و جزمة شبه جزمتي الكوتشي بس مقاسها مش مقاس بني آدم زينا من اللي بيمشوا على الارض دول … كانت حاجة كدة قد المركب بجد …
قعدت اكلم نفسي : طب اعمل ايه ؟ اركب المركب دي و اروّح مستُور و لا اطلع كدة حافي فى الشارع و انشالله الناس متخدش بالها …
و فى لحظة من الإلهام و الثقة بالنفس، أخدت قراري بعد لما استنيت لغاية ما اتأكدت ان كل الناس روحت و قلت أن اكرملي اخد الجزمة المنسية دي و اروّح … و كنت متخيل ان دي اخر صدمة فى اليوم دة !
بس الحقيقة انه كان يوم حافل بالصدمات ، أخرها كان اني بعد ما اخدت قراري اني اركب الجزمة المركب دي ، اول ما قربت منها ، لقيت ريحة كلب ميت منتن بقاله سنتين طالعة من جوة الجزمة و ساعتها فهمت هو صاحبها رماها ليه !
يومها فهمت المثل بتاع ” رضينا بالهم ، بس الهم مرضيش بينا”.
مش قادر اوصفلكم الريحة القذرة اللي كانت طالعة من الجزمة دي بس سديت مناخيري و ركبتها و روحت هوا على البيت ، لغاية ما وصلت البيت و رميت الكلب الميت، قصدي الجزمة فى الزبالة و قعدت استحمى و احط كولونيا يومين تقريباً عشان ريحتها تروح من مناخيري !!!
و دي كانت آخر صدمة فى اليوم المنيل دة !
نصيحتي لكل شاب و فتاة … حرصوا على جزمكم عشان متلبسوش كلب ميت فى رجليكم !
التعليقات مغلقة.