ألبوم الذكريات “الصفحة الخامسة “مفاجآت اسكندر المقدوني
بقلم سامح خير
دايماً فترة الخطوبة بتكون فيها ذكريات رومانسية جميلة يقعد يفتكرها الزوجين طول عمرهم…بس ميمنعش ان برضه يكون في ذكريات كوميدية …مش شرط يعني كله يكون رومانسي…
كانت فترة خطوبتنا تقريباً هى فترة خدمة الجيش بتاعتي و مرة جاتلي اجازة بدل يوم نبطشية زيادة فقلت لخطيبتي: عاملك مفاجأة بكرة و حنقضي اليوم كله مع بعض عشان عندي يوم أجازة بدل يوم النبطشية بتاع العيد …
البنت بطبعها الرومانسي قعدت تحلم بالمفاجأة و كأن كلمة مفاجأة لوحدها فيها رومانسية مستخبية و أبتدت تتخيل حنروح و نقعد فين و حناكل ايه و حجات كدة من مفاجآت الخطوبة بتوع الشباب اياهم و كانت محكيلكُمش طايرة فى أحلام اليقظة…
قلتلها حعدي عليكي بكرة الصبح الساعة 11 عشان نقضي اليوم كله من أوله مع بعض…
البنت لسة يا عيني عايشة فى أحلام اليقظة بالفارس اللي جي على الحصان الأبيض يخطفها و يطيروا وسط السحاب لغاية ما جه بكرة و عديت عليها الساعة 11 بس كُنت سايب الحصان الأبيض فى الاسطبل و جيت بالفيات 128 النحاسي لابس تي الشيرت على الچينز …و بصراحة هي من كُتر الأحلام الرومانسية لقيتها لابسة فستان و كعب عالي و متشيكة على الآخر …
أنا بتخلُف ممزوج بصدمة : ايه دة ؟! انتِ متشيكة على الآخر كدة ليه ؟
هي : مش أنت عملي مفاجأة النهاردة !!
أنا : آه بس اصلك حلوة و شِيك بزيادة النهاردة!
هي و هي لسة عايشة فى السيناريو الرومانسي : بجد حلو الفستان ؟!
أنا : هو حلو بس أصل المكان اللي رايحينه يعني …
هي : ماله ؟!
أنا : متشغليش بالك … خلينا نستمتع باليوم …
ركبنا العربية و فى طريقنا لسموحة و هى يا عيني مش فاهمة إننا رايحين فين لغاية ما قربنا عند جنينة الحيوانات فأبتديت أهدي العربية …
هي : في حاجة فى العربية و لا ايه ؟
أنا : لا بهدي عشان أركن.
هي : يبقى أكيد فى مشكلة فى العربية فعايز تنزل تطمن عليها …
أنا بإبتسامة بلهاء : لا يا حبيبتي … دي أول مفاجأة النهاردة … حفسحك فى جنينة الحيوانات
هي فى صدمة : انت بتهزر .. صح ؟!
أنا : لا دة مكان تحفة ، حتنبسطي جوة جداً .
رُحنا على بوابة جنينة الحيوانات و سألت البنت بتاعة شباك التذاكر باستظراف : فى حيوانات جوة ؟!
موظفة شباك التذاكر : أُمال في ايه يا أستاذ !
المهم دخلنا جنينة الحيوانات و زُرنا بيت الاسد و كلب البحر و مع أنه كان يوم فى وسط الاسبوع بس سبحان الله كانت مليانة طلبة و طالبات داخلين يشموا هوا لطيف !!
طبعاً انتوا متخيلين المنظر… واحدة داخلة جنينة الحيوانات لابسة فستان و كعب عالي و طلبة متشردين مزوغين من مدارسهم …فلقيناهم طلعوا طبلة بيزفونا و عملوا حفلة علينا و أخوكم محتاس يعمل ايه فى الوقعة السودا دي لغاية ما أخدت القرار الجرئ أننا لازم نهرب بسرعة من الجنينة حتى قبل ما نأكّل الزرافة !!
خرجنا جري من الجنينة و قلتلها سيبك بقى من الارف و البيئة دي و حوديكي على مكان تاني أجمد …
هي رجعت تحلم تاني و أبتدت تتخيل المكان الجديد اللي حيعوض المفاجأة اللي فاتت ، خصوصاً اني طلعت على الكورنيش فى اتجاه محطة الرمل فتخيلت مثلاً رايحين سيسل و لا متروبول بس أخوكم كان ناويها يومها !
عدينا على محطة الرمل و مكملين على الكورنيش فى اتجاه بحري و هى خيالها مش قادر يُدرك هو ممكن يكون ايه المفاجاة اللي جية لحد ما وصلنا عند النادي اليوناني فى بحري و ركنا العربية ..
أنا : يلا … حمدالله على السلامة
هي : حنتغدى فى النادي اليوناني النهاردة …واو … دة مكان جامد جداً …تصدق … أحلى مفاجأة…
أنا بجهل: نادي لبناني ايه و بتاع ايه …مين جاب سيرة الغدا دلوقتي… إحنا جايين نزور متحف الاحياء المائية … انا واخدك فى رحلة فى رحاب اسكندر المقدوني النهاردة …
هي بعد الصدمة التانية و بعد مجابت أخرها : أنت عارف المقدوني ده يبقى مين ؟!
اختصاراً للقصة ، برنامج يوم المفاجأت كان ناقص فيه المتحف اليوناني الروماني بس بعد ما حَلَفِتْ برأس ابويا المقدوني ، لغيت آخر مفاجأة بدل ما الخطوبة كلها كانت حتبوظ فى اليوم دة
من الجدير بالذكر ان الكلام دة حصل في 2003 قبل ما حاجات كتير تفتح فى اسكندرية ، قبل كارفور ، قبل جرين بلازا … يعني اعذوروني يا خونّا !
التعليقات مغلقة.