ألبوم الذكريات ” الصفحة السابعة – مقلب التليفون “
قلم سامح خير
واحنا صغيرين عيال فى اعدادي كُنا غاويين مقالب فى بعض و قعدنا فترة نعمل مقالب و نعاكس ناس على التليفون و غالباً كنا بنعمل التليفونات دي من التليفون اللي بالعملة بتاع سنترال الحكومة ..
مرة مثلاً انا اكلم حد نقوله المعلم ابوسريع عندكم ؟
الشخص على الخط: اسفين النمرة غلط …
يرجع يتصل واحد صاحبى بنفس النمرة : ممكن اكلم المعلم ابو سريع ؟
الشخص على الخط التاني : مفيش حد بالاسم دة …
و هكذا، بتاع تلاتة اربعة يكلموا الرقم دة لغاية ما الناس تزهق من المعلم ابوسريع … و بعدين نروح نازلين عليهم بالمكالمة المشهورة …
أنا : مساء الخير … انا المعلم ابوسريع … حد اتصل يسأل عليا ؟!
طبعاً كنا دايماً بنسمع الفاظ تقشعر لها الابدان فى اخر المكالمة و كنت تلاقي صوت الشتايم طالعة من جوة السماعة عشان المنطقة كلها تسمع معانا و احنا بنتهزق … و بعدين نقعد يومين تلاتة نفتكر تفاصيل المكالمات و كمية التهزيق اللي اخدناها …
و يشاء السميع العليم ان يعلمني درس “من حفر حفرة لأخيه وقع فيها” و الاقي واحد صاحبي ابن حلال كدة جي يقولي : عندي واحد صاحبي فى المدرسة اسمه سامح عايزين نشتغله النهاردة …
انا بكل سذاجة و ثقة فى صاحبي : يلا بينا نتسلى شوية النهاردة على صاحبك دة !
صاحبي١ : بص .. عايزين النهاردة نعمل مقلب جديد فى الواد دة …
أنا : معاك يا معلم … قولي حنعمل ايه ؟
صاحبى٢ : حنكلم اهل سامح فى البيت و حتعمل أكنك أنت سامح و تقولهم ان فى عصابة خطفتك و عايزين فدية !!
أنا بكل حماس: تصدق حلوة و جديدة !
صاحبي١ : طب بص حطلب النمرة انا و اديك السماعة… عايزك تعيش حياتك بقى… تعيش اللحظة و عَيط شوية عشان اهل الواد سامح يصدقوا !
يجى صاحبي٢ ياخدني بعيد فى الوقت اللي الاولاني بيضرب رقم تليفون بيت سامح اللي المفروض هو صاحب صاحبي١ .. و أول ما الخط فتح … أداني السماعة و قالي انطلق و فرجنا مواهبك فى التمثيل يا نجم نجوم سنترال كليوباترا الحمامات !!
أنا و أنا فى قمة الاندماج فى الدور من غير تركيز فى الصوت اللى طالع من الناحية التانية و الاقي صوت راجل كبير فاستنتجت أنه أبو سامح و فى صوت خوف مصحوب بدموع عشان أسبُك الدور : بابا الحقنى يا بابا … العصابة خطفتني و لازم تيجي تنقذني …
الراجل على الخط التانى ( اللي هو المفروض ابو سامح صاحب صاحبي١ ) : مالك يا ابنى …عصابة ايه و بتاع ايه … انت فين و بتكلم منين ؟…
أنا و أنا مازلت مندمج فى المشهد و شايف الاتنين صحابي ميتين على نفسهم من الضحك و انا مش فاهم ليه : بابا … العصابة عايزين ٥٠,٠٠٠ جنية و تيجي تسلم الفلوس فى سيدي جابر على البحر عند…..
و هُب… قفلت السكة و قلبت معايا ضحك عشان فاكر أني عملت المقلب فى اهل سامح صاحب صاحبي١ …
الاتنين صحابي من كُتر الضحك ، مش قادرين يتكلموا و أنا متخيل أنهم بيضحكوا لأن أدائي كان عالي … لغاية ما عدت دقيقتين تلاتة و صاحبي٢ وقْف ضحك و اعترفلي أنهم خلوني اكلم البيت عندي من غير ما آخد بالي و أن أنا كنت بكلم بابايا !!!
أنا حصلتلي حالة من الصدمة و إنكار أن دة حقيقى و لكن فى نفس اللحظة ابتديت أّجمع أن صوت ابو سامح صوته شبه صوت بابا فعلاً … لا هو مش شبهه … دة هو فعلاً !!!
يا لهوووويييييي يا ما … يا سنة سوخة يا ولاد … طب أعمل ايه و لا اروح فين و الحق بابا ازاي ..
طبعاً مش ححكيلكم على اللي عملته فى الاتنين صحابي الاندال اللي عملوا فيا الموضوع دة …بس رحت مكلم البيت على السريع و عملت عبيط و رد عليا بابا : بابا … انا حتأخر شوية النهاردة فمتقلقوش…
بابا : انت كويس ؟!
أنا : اه تمام … ايه فى حاجة ؟!
بابا : لا مفيش … هو انت فين ؟
أنا : أنا فى كليوباترا دلوقتى و بعدين طالع مع صحابي على شارع اللاجيتيه حنتمشى شوية …
و دي كانت أخر مكالمة مقلب عملتها فى حياتي و نصيحتي لكل شاب و فتاة …اوعى حد يضحك عليك و يستغفلك زي اللي حصل معايا
التعليقات مغلقة.