ألفاظ تحت المجهر روعة ومُريع د.وجيهة السطل
من الأدعية المأثورة في أذكار الصباح والمساء
( اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي…. ).
وفي تعليقات المتابعين لصديق على صفحات التواصل الأليكترونية، يكتبون روعاتك.
كلمة استوقفتني فنبشت لها بطون المعاجم ، وجئتكم بصيد وفير،ونبأ يقين. .
فما الروعات ؟؟وما الفرق بين رائع وروعة ؟
روعة مصدر مَرَّة للثلاثي راع يروع أي أخاف .أما رائع فهي اسم فاعل فهو الذي أخافك .فالأولى تحمل الحدث فقط والثانية تحمل الحدث والقائم به .
والروعات جمع روعة ، وهي مصدرالمرَّة الواحدة من الرَّوَع ، والرَّوَع والروَاع والتَّرَوُّع : الفزع ، راعني الأمر يروعُني روْعًا وروَعًا. أفزعني وأخافني . وعن ابن الأعرابي ، قال الليث : كل شيء يروعُك منه جمال وكثرة تقول راعني فهو رائع . والروعة : الفزعة .
وأفرخ فؤاد الرجل إذا خرج رَوعُه منه . ويقال :ارتاع منه وله وروَّعه فترَوَّع أي : تفزَّع . ورُعْت فلانًا وروَّعتُه فارتاع يفيد المطاوعة. أي : أفزعته ففزع. .
وقد يكون رائع فاعل بمعنى مُريع مفعول كقول الشاعر:
ذكرت حبيبًا فاقدا تحت مرمس
أي مفقودًا.
وريَع فلانٌ يَراع إذا فزع . وفي الحديث الشريف : لن تَراعوا لن تَراعوا ، معناه لا فزعٌ ولا رَوَعٌ فاسكنوا واهدؤوا .
وراعه ، وروّعه : أفزعه بكثرته أو جماله . وقولهم :
لا تَرَع أي : لا تخف أو لا يلحقنَّك فزع ، وللأنثى : لا تَراعي .
وقال المجنون قيس بن معاذ العامري ، وكان وقع في شَرَكِه ظبية فأطلقها وقال :
أيا شبه ليلى لا تَراعي فإنني
لك اليوم من وحشية لصديق
وقال الأزهري : وقالوا : راعه أمر كذا أي : بلغ الروع روعه . وقال غيره : راعني الشيء أعجبني ، والأروع من الرجال : الذي يعجبك حسنه . والرائع من الجمال : الذي يعجب روع من رآه فيسرُّه . والروعة : المسحة من الجمال ، والروقة : الجمال الرائق .وجمع رائع : أرواع وهم الحسان الوجوه ، وقيل : هم الذين يروِّعون الناس أي : يفزع منظرهم لهيبتهم ، والأول أوجه . وفي حديث صفة أهل الجنة : فيروعه ما عليه من اللباس ٠٠٠ أي : يعجبه حسنه. ومنه حديث عطاء : يكره للمحرم كل زينة رائعة أي : حسنة ، وقيل : كل معجِبةٍ رائقة . وفرس روعاء ورائعة : تروعك بعتقها وصفتها.قال :
رائعة تحملُ شيخًا رائعا
مجرِّبًا قد شهد الوقائعا
وفرس رائع وامرأة رائعة كذلك ، وروعاء بينة الروع من نسل
روائع ورُوَّع.
والأروع : الرجل الكريم ذو الجسم والجهارة والفضل والسؤدد. وقيل : هو الجميل الذي يروعك حسنه، ويعجبك إذا رأيته. وقيل : هو الجديد ، والاسم الرَّوَع ، وهو بيِّنُ الرَّوَع ، قال الأزهري : والقياس في اشتقاق الفعل منه روَع يروع روعًا . وقلب أروع ورَواع : يرتاع لحدَّته من كل ما سمع أو رأى.
ورجل أروع ورَواع : حي النفس ذكي وناقة رواع وروعاء : حديدة الفؤاد .
وكذلك الفرس ، وهو خاص بأنثى الجياد،ولا يوصف به الذكر .
وفي التهذيب : فرس رَواع ، بغير هاء ، وقال ابن الأعرابي : فرس روعاء ليست من الرائعة ولكنها التي كأن بها فزعا من ذكائها وخفة روحها. وقال : فرس أروع كرجل أروع . ويقال : ما راعني إلا مجيئك ، معناه ما شعرت إلا بمجيئك ، كأنه قال : ما أصاب روعي إلا ذلك . وفي حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – : فلم يَرُعني إلا رجل أخذ بمنكبي أي : لم أشعر ، كأنه فاجأه بغتة من غير موعد ولا معرفة فراعه ذلك وأفزعه . قال الأزهري : ويقال : سقاني فلان شربة راع بها فؤادي أي : برد بها غُلَّة روعي ، ومنه قول الشاعر :
سقتني شربة راعت فؤادي سقاها الله من حوض الرسول
قال أبو زيد : ارتاع للخبر وارتاح له بمعنى واحد . ورَوَاعُ القلب وروعه : ذهنه وخلده . والرُّوع – بالضم – : القلب والعقل ، ووقع ذلك في رُوعي أي : نفسي وخلدي وبالي ، وفي حديث : نفسي . وفي الحديث: ((إن روح القدس نفث في روعي ، وقال : إن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب)) . قال أبو عبيدة : معناه في نفسي وخلدي ونحو ذلك ، وروح القدس : جبريل – عليه السلام –
والمُرَوَّع : المُلهَم كأن الأمر يلقى في روعه .
ونخلص من ذلك كله،بعد هذا التطواف في المعاجم، وآراء اللغويين إلى أن الموصوف بالرائع منظرًا أو شخصًا أو كلامًا ،لابد أن يحمل في طيات الإعجاب.
أما قولهم شيءٌ مُريع ، فهو خطأ .إذ ليس في أسرة هذا الجذر اللغوي مادة أراع ،وبالتالي فاسم الفاعل مريع ؛خطأ شائع قاسوه على مخيف .
اللغة العربية بحر لاشطآن له فلا تَراعوا !!!
تحياتي .
التعليقات مغلقة.