دردشة على باب مصر
ألف ليلة وليلة إبداع على باب مصر. الحادية عشر
تقدمها لكم الأستاذة سيدة القصاص
عندما يأتي المساء نبدأ ورشتنا الأدبية لشعر العامية
على جروب شعبة العامية
في ليلة من ألف ليلة وليلة عامية على باب مصر
وكانت ورشتنا الليلة مع نص العامية للشاعرة
الأستاذة / زينب عبد الكريم التميمي “أمل البيلسان ” بعنوان “سفر”
الأستاذة الشاعرة زينب عبد الكريم التميمي و قصيدة “سفر “
الناس بتاكل
من رطب نخل الشوق
وانا حصتي من تمرها النوى
وف قربهم من بعضهم
يدفوا برد الليل
وانا الليل من بعدهم
بعضمي استوى
سواح شايل غربتي
هد شقايا الحيل
وكتفي من تقل حملي التوى
انا الراضي بقسمتي
انا الداري.دمعتي
لو قلبي في يوم. اشتكى
انا اللي سنيني ضاعت
وروحي تابت وشقيها الجوى
برواز شهادتي ع الحيطة نايم
وفقري موج كاسر
كسر مجاديف الصبا
قصرهم عالي
في بلاد بعيدة
وانا ف غربتي
كل.راس مالي الوفا
غربة وارض بور روحي
ف زعلهم
وف رضاهم تطرح سنابل وفا
سقيتهم من حلو كاسي
سنين
و من مر حنظلهم
سقوني الدوا
مشيت حيران تايه لغربتي
اتاريها منهم اكتر أسى.
وإليكم القراءات النقدية للنص للسادة الشعراء الأفاضل
يليها الرؤية النقدية النهائية للكاتب والناقد
د. وليد مجدي.
الشاعر
ا. مدحت رياض :
قصيدة جميلة فكرتها الأساسية التعبير عن الألم والمعاناة مجتمعة برأيي في كلمة النوى التي تفسر على أكثر من تفسير منها الفراق الحرمان التوهة الضياع الشوق
وفقري موج كاسر
سواح وشايل غربتي
تعبيرات ولا أجمل
ابدعتي أستاذة
الشاعر
ا. عبد السلام عبد النبي
غربه وأرض بور روحي
ف زعلهم
وف رضاهم تطرح سنابل وفا
سقيتهم من حلو كاسي
سنين
ومن مر حنضلهم
سقوني الدوا
تعبير جميل فيه تمكن من اللغه اقتراب من نهايه جيده
العمل جيد
مشيت حيران تايه لغربتي
اتاريها منهم أكتر أسي
دائما يزداد حزن الإنسان عندما يقدم الوفاء والإخلاص لمن يحب ثم يأتيه الرد مخالف تماما للوفاء ويظهر الجحود في كل التصرفات
سيدتي أشكرك علي هذا الشعور المرهف الحس تحياتي
الكاتب الدكتور
محمد عبد النبي :
النص رائع وكلماته تغذى الروح بأحاسيس زمن ماضى ذكرياته مؤلمة . وتعطى انطباع بقهر النفس المغلوبة على أمرها . ولكنها تستخلص من كل هذه الآلام الدواء .
وأعتقد أنه من الأفضل لو تم تقديم البيت : مشيت حيران تايه لغربتى .. أتاريها منهم أكتر أسى .. على البيتين السابقين فيصبح :
مشيت حيران تايه لغربتي
اتاريها منهم اكتر أسى
وف رضاهم تطرح سنابل وفا
سقيتهم من حلو كاسي سنين
و من مر حنظلهم سقوني الدوا.
الشاعر
ا. وائل هيبة :
القصيدة جميلة جداً والصور رائعة،
ولا أجد شيئا يزعجني كقارئ للنص؛
تحياتي للشاعرة المبدعة.
الشاعر
ا. خالد الحمصي :
أحسنت أستاذة ،نص جميل موزون.
الشاعرة
ا. عبير عبد المنعم :
(الناس بتاكل من رطب نخل الشوق)
كل من يشتاق يذوق حلاوة شوقه إلا بطل القصيدة منابه النوى ربما نوى الرطب او نوى (الفراق)..
ويلم بعضهم في جمعهم دفء وهو المبتلي ببرد الوحدة حد صرخات العظام..صورة مؤلمة جدا ..
بداية محبوكة جدا فيها رثاء لحاله في الغربة وحكمة الالم واضحة ..جماليات الصور هنا الجناس الناقص بين النوى والتوى..
أضمر النص فئة أصحاب القصور الذين ينعمون بخيرات بلاده وهو الذي تغرب رغم علمه..
ورأس ماله الوفاء لهم رغم أنهم
لا يحفظون عهده ..
لكن كيف يكون الدواء هنا شر
( ومن حنظلهم سقوني الدوا)
لو تبدلت كلمة الدوا كان لها وقع أكثر تأثيراً
تكرار كلمة الوفا ووفا يعد ضعفا نوعا ما..
السطر الأخير احتار. فيه صراحة..
النص في مجملة رثاء لحالة مغترب يحمل وفاءه رأس مال ويجود بجمال روحه رغم ما يلاقيه كالنخيل يقذف بالحجارة فيجود بأجود التمر
تحيتي لجوى النص ووجد الغربة ونصك الرائع أيتها الراقية
أ/ زينب عبد الكريم التميمي .
الشاعرة
ا. أسماء البيطار
القصيدة كلها تشد القلب وجع غربة و الأكتر وجع الروح في آخر بيتين و هي غربة النفس و دي أسوء من غربة الجسد
بس وقفت في مكانين
أنا الداري دمعتي .
و شقيها الجوي .
كان لو أمكن مصطلحات مفهومه شوية أو فقط محتاجة تعديل
أكتر بيتين عجبوني
سواح شايل غربتي
هد شقايا الحيل
و لا أجمل
سلمتِ و سلم احساسك
الشاعرة الدكتورة
ريهان القمري :
نص رائع و متأجج بمشاعر الغربة و الاغتراب و ملئ بالكثير من الصور و التركيبات التي و ظفتها الشاعرة بقمة المهارة لتجعل من يقرأ لها يذوق من طعم النوى الذي تبقى لها من نخلتها التي طرحت في ديار الغربة
وجعلته أيضا يشعر بآلام العظام التي استوت ألما و تعبا بعد مرارة الافتراق عن
الأحبة
سطور جميلة و رائعة سعدت بها و بعاميتها جدا
دمت مبدعة أستاذة زينب عبد الكريم التميمي بنت العراق الشقيق
الشاعرة
ا. سيدة القصاص :
بعد قراءتي للنص بحس الشاعرة لاحظت فيه :
مشاعر متأججة
لوعة على الوطن والإغتراب المقيت، ما جعلني أشعر بحسرة
وبتعمقي في القراءة لاحظت :
أن الشق الأول من النص التزم
بالقافية شيئا ما…وفي الشق الثاني اختفت القافية.
أيضا النص غني بالجناس…وبعض من الصور الجميلة مثل :
” سواح شايل غربتي ” تصوير في مكانه فعلا الغربة حمل وأي حمل.!!
كذلك ” فقري موج كاسر كسر مجاديف الصبا “صورة ولا أروع
لاحظت شئ من السرد في العمود الفقرى للنص؛ لكنني استمتعت
به جدا وخاصة عندما سمعته مسجلا بصوت الشاعرة من خلال
الورشةو أنا أحيي الشاعرة ا. أمل البيلسان
على بطولتها في أنها كتبت عامية مصرية كونها شقيقة عراقية وأثبتت أن الدم العربي يجري في شريان واحد، وخاضت تجربة ربما تكون شاقة لكنها اجتازتها بمهارة ،تحياتي ا. زينب .
الشاعرة صاحبة النص
ا.زينب عبد الكريم التميمي :
أقدم فائق شكري وتقديري لجميع الاساتذة الذين أتحفوني بآرائهم والتي كانت بحق شهادة أعتز بها وعلامة فارقة في مسيرتي الكتابية .
كان نقاش ممتعا للغاية نهلت منه الكثير من نصائح قيمة وتوضيحات أضافت لي الكثير من الخبرة وكذلك الوقوف عند نقاط الضعف التي وعدا سأتلافاها في كتاباتي القادمة . شكرا جزيلا.للجميع.
الرؤية النقدية النهائية للناقد والكاتب البارع
د. وليد مجدي :
إن أول من يشكل الشاعر هو بيئته لذا فتراها عنصراً أساسيا في قصائدة ما بين التراكيب اللغوية و ما بين الصور الشعرية و الخيال دائماً ما سترى البيئة التي شكلت الشاعر تظهر في خلفية العمل الأدبي وهذا ما يتضح جلياً في قصيدة اليوم فالشاعرة العراقية الجميلة بدأت رحلتها بنخل العراق قائلة :
الناس بتاكل
من رطب نخل الشوق
و لن اتطرق إلي ما سبقني إليه الزملاء من المحسنات البديعية في هذا البيت، فقط أردت استحضار البيئة التي شكلت وجدان الشاعرة.
و انتقالاً عبر الفنيات التي استخدمتها الشاعرة ستكون بداية تعليقي.
أولاً الرمزية :
و الترميز هنا هو ما تستشفه من صورة خفية وراء القصيدة و يستدل عليه من خلال مفاتيح بسيطة يلقيها الشاعر مابين الأبيات، فمن صورة خيرات النخيل التي يأكلها الغير ولا يتبقى لمواطنة او الشاعرة شئ منه و من صورة الشهادة المعلقة في بروازها على الحائط تعرف أنك أمام وصف مواطن في وطن منهوب خيره ليس لأولاده و هذا هو المفتاح الحقيقي وراء حالة الاغتراب التي رسمتها الشاعرة.
ثانياً الانزياح :
وهو استعمال مفردات و تراكيب و صور استعمالاً يخرج بها عما هو معتاد و مألوف و هو من أكثر الفنيات استعمالاً في الشعر و يتضح في قولها :
(انا الليل من بعدهم بعضمي استوى) و قولها (هد شقايا الليل) وغيرها.
وهنا أيضا تجد جناس تستخدمه الشاعرة بحيث استوى أي طاب و نضج و تمثل عظامها كالفحم، او انها تقصد استوى بمعنى استقام ووقف و ساعتها ستقصد أن الليل استقام و قوى و اشتد عن النهار.
ثالثاً اللغة :
أدى اغتراب الشاعرة عن اللهجة المصرية إلى السقوط في العديد من المشكلات داخل النص الشعري فعدم تعمق الشاعرة في اللهجة المصرية جعلها تأتي بمفردات لا تستقيم و هذه اللهجة، و حاولت الشاعرة الهروب من المأذق فجاءت بالكثير من التراكيب اللغوية الأقرب للفصاحة أو مفردات من غير العامية لتغزلها في نسيج القصيدة مثل (حنظلهم – مجاذيف)
و كثيراً ما خانتها اللغة فجاءت بتراكيب أخرى لا تُقال في العامية المصرية أساساً مثل (أنا الداري) و الصحيح في العامية المصرية (أنا المداري او أنا اللي مداري)
وهنا يزداد الاغتراب فحتى حين حاولت التعبير عن وحدتها و غربتها عبرت عنها بلهجة غير لهجتها فصارت غريبة أكثر في وجهة نظري.
رابعا الوزن والإيقاع :
اختلاف لهجة الشاعر عن لهجة المتلقي أدي الي الكثير من الهنات و السقطات في الايقاع الموسيقي فالمتلقي سينطق الكلمات بطريقة مغايرة تماما عن الشاعر و سيؤدي ذلك الي سقوط الكثير من الموسيقي.
خامسا الصور الشعرية :
هناك المثير من الصور الشعرية داخل القصيدة ولكن سأقف عن بعضها فقط مثل
غربة وأرض بور روحي ف زعلهم
و ف رضاهم تطرح سنابل وفا
هذه الصورة غير مرتبة و ألتمس للشاعرة العذر فهي ليست لهجتها و الصحيح للصورة هي أن تكون
ف زعلهم
أرض روحي بور
و ف رضاهم
تطرح سنابل وفا
و هكذا توضح الشاعرة المفارقة بين حالة زعلهم و حالة رضاهم التي قصدتها.
سادساً التناص :
تتقاطع ملفوظات و جمل عديدة بين النصوص الشعرية للشعراء و كذلك تتقاطع و تتكرر الجمل و لكن أن يكون التقاطع أن الإقتباس لجملة غير شاعرة فهذا يسقط النص فتصبح كلاشيهات أو توقيعات جاهزة ليس فيها شاعرية ولا تجديد ولا إبداع و هذا ما نحذر منه الشاعر دائما
فتجد الشاعرة تقول
قصرهم عالي
في بلاد بعيدة
و هكذا ليس فيها صور و لا تجديد مجرد اقتباس كلمات عامية
أخيراً :
جملة ( من مر حنظلهم سقوني الدوا) فالطبيعي أن يكون الدواء مر فأين الادهاش.
وفي صورة (مشيت حيران تايه لغربتي) حيران وتايه واحدة منهم تمفي و نختار الاقوى فكلاهما يعبران عن نفس الحالة و كذلك وضع السبب بكلمة لغربتي لا يفيد فوجود كلمة لغربتي مفهوم ضمنا فكل القصيدة عن الغربة.
في النهاية أشكر الشاعرة علي ما قدمت لنا من إبداع و أشكرها على محاولتها الكتابة بالعامية المصرية و أعي جيداً أني لو حاولت الكتابة بلهجتها هي لن أستطيع أن أقول جملة واحدة.
فيكفيها شرفاً أنها حاولت واجتهدت و أخرجت كل هذا الكم من الإبداع
إلى هنا انتهت الليلة الحادية عشر من ألف ليلة وليلة عامية على باب مصر شاكرين الشاعرة
ا. أمل البيلسان علي سعة صدرها ونصها الثري.
على أمل اللقاء غدا في ليلة أخري لشاعر آخر بنص جديد
والليلة الحادية عشر من ليالي ألف ليلة وليلة على باب مصر.
في
دردشة على باب مصر
مع تحياتي :
سيدة القصاص
التعليقات مغلقة.